سعد رزاق الأعرجي
لعل الجميع يعلم أن هذا النوع من البرامج هو تقليد لبرامج أميركية وفكرة هذا البرنامج لمنتج يهودي أميركي يقوم على استقطاب العديد من المواهب من غناء ورقص وسحر وشعوذة ويقوم هؤلاء بتقديم عروضهم أمام لجنة من الحكام تقيم هذه العروض وتبدي رأيها بالقبول أو الرفض، فمن لم ينل عرضه القبول عاد يجر اذيال الخيبة وأما الفائز فيحصل على مبلغ 1000 دولار وعقد احتكار مع شركة إعلامية شهيرة تفتح له أبواب الشهرة لمستقبله، كل هذا أمر يبدو مقبولا لمنتج ينشد النجاح و هدفه الربح وهو طموح مشروع وان كان كل شي في البرنامج مباح وبدون قيود ومن يعترض ولا يطيع يجد مكانه خارج الأضواء،، وبالرغم من غياب الحشمة والعروض ذات الانحلال الخلقي الا انه لم أرى أحدهم سجد شكرا للرب أو ابتهل فرفع اكفه تضرعا.
لكن التقليد في أرض العرب، نجد أصحاب فكرة التقليد من المنتجين وشركات الإعلام والقنوات الفضائية قد بالغوا فابدعوا في غسل ادمغة الشباب والشابات بالبهرج الخداع فجعلوا الجميع يتهافت ويقاتل من أجل الوصول لموقع العرض وكذلك وصل غسل الادمغة عقول الأمهات والآباء والذين أصبحوا يتسابقون في زج ابنائهم في هذه البرامج.
ذات يوم رأيت الشوارع تكاد تخلوا من المارة، بينماالمقاهي تزهوا بروادها وقد اكتظ الشباب واعينهم تتسمر صوب شاشات التلفاز،، ياهذا من سيفوز اليوم التونسية ام السورية!! لا أظنها المصرية، وعلى الجانب الآخر من المقهى هناك شاشة كبيرة أيضا تعرض برنامجا مهما يستضيف شخصية سياسية على مستوى عال، فلم ار سوى رجل يعيش اسعد أوقاته وهو يستمتع بأركيلته المنعشة!! المهم لم أعلم من فاز ومن خسر لكن رأيت بعض المشاهد ألمتني كثيرا مثل اب وأم ينتظران خلف الكواليس وقد دخل ابنهم للمسرح، رأيتهم يبتهلون إلى الله ويرفعون الاكف عاليا وعيون الأم ترنوا إلى وجه الأب وقد اغرورقت بالدمع حتى اذاما فاز الولد، رأيت الأب خر ساجدا لله ولا اعرف لماذا هذه الحركة، ورأيت فتاة تبلغ العشرين ربيعا وقد دخلت من الباب الرئيس قبل المنافسة بوجه بريء وملابس محتشمة، وما أن دخلت لأجواء المنافسة حتى ذهبت البراءة وذهبت الحشمة.
ماذا دهاكم أيها الرجال الى اين انتم ذاهبون بابنائكم.. إلى المهالك؟ وماذا تصورين أيتها الأم، هل ستبقى البراءة على وجه ابنتك إذا ما دخلت هذا البهرج الكذاب وهذه الحياة المليئة بالذئاب… لماذا تتاجرون بنعمة الصوت التي منحكم الله إياها.
لعل القنوات الفضائية والمنتجين يهدفون لنيل المكاسب وهذا هو مرادهم دون الاهتمام لأي شيء آخر فكل مايصرف ومايبذل من مال على المشتركين والحكام المشهورين وعلى الاكسسوارات ذات الطابع المبهر لايكون سوى نقطة في بحر الأرباح التي يجنيها القائمون على هذه البرامج، من حيث تهافت عروض الإعلانات الخيالية وتصويت ملايين الشباب من الوطن العربي ومن خارجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عام بعد آخر تتوافد جموع الشباب من كل حدب وصوب حتى أصبح لدينا تخمة حقيقية من النجوم على الأرض وليس تلك التي طرزت السماء.
أيها المقلدون كفاكم فسادا للشباب والأجيال لقد خرجتم عن طاعة الله ويا أولياء الأمور أذكركم بتقوى الله فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.