سليم كاظم
أبقت العنايةُ الإلهية ، ومُهارة طاقُمٍ طبيٍ وصحيٍ مُتخصص في مدينة الإمام الحُسين ( ع ) الطبية بكربلاء المُقدسًة ، وخبرتهِ في التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة ، في إبقاء طفلة صغيرة على قيد الحياة ، عقب وصولها الى قسم الطوارئ ، وهي بحالةٍ حرجةٍ وفقدانٍ للوعي بعد ” نحْرها ” في مُقدمة الرقبة من قبل والدتها !! . وقال مُدير المدينة الطبية، الدكتور صباح الحُسيني ، في تصريح لـ (المكتب الإعلامي ) للدائرة ، الأحد ، إن ” قسم “الطوارئ ، إستقبل أواخر الإسبوع الماضي ، طفلة بعمر ( 8 ) سنوات ، في منطقة المعملجي ، بعد إقدام والدتها على نحر رقبتها ، مما تسَبب في قطعٍ كاملٍ للقصبةِ الهوائية والمريء ونزفٍ حادٍ من الرقبة ، كما كانت تُعاني من صدمةٍ وعائيةٍ حادةْ “، مُبيناً إن ” العناية الإلهية ، وسرعة إستجابة الملاكات الطبية والصحية ، وخبرتهم الجيدة في الحالات الطارئة ، كانت حاضرة في إنقاذها من مُوتٍ مُحقق وإبقائها على قيد الحياة ، ليضيفوا إنجازاً طبياً آخر الى سجلهِم الحافل بالأعمال الإنسانية النبيلة ” .
وفي التفاصيل .. يقول أخصائي جراحة الصدر والأوعية الدموية ، الدكتور حسنين العُكلة الموسوي ، إنه ” تم إستلام الطفلة المُصابة أولاً من قبل فريق قسم الطوارئ ، يتَقدمه أخصائي طب الطوارئ ، الدكتور فاهم الجبوري ، ويُساعده الأطباء المُقيمين والدوريين والملاكات التمريضية والصحية ، حيث كانت إجراءات الفريق فورية وعاجلة ، وذلك بعمل الإسعافات الأولية ، المُتمثلة بالمغذيات الوريدية ، وقناني الدم ، ووضع إنبوب القصبة الهوائية لحماية المجرى التنفسي “. وأضاف الموسوي ، تم الإتصال بنا للحضور إلى قسم الطوارئ ، حيث كانت الطفلة تُصارع المُوت ، وبحالة صدمةٍ وعائية وفاقدة للوعي تماماً ، ونسبة الأُوكسجين لديها 35 ٪ ، حيث تم إعطاء التخدير التام لها في داخل ردهة الطوارئ ، وغسل منطقة الإصابة وتعقيمها ، كون الطفلة ، كانت تُعاني من قطع في القصبة الهوائية والمريء “. وزاد الموسوي ، بعد قيامنا بتلك الإجراءات في قسم الطوارئ ، تم نقلها الى صالة العمليات الكبرى في الطابق الأول ، حيث جرت لها عملية جراحية نادرة ومُعقَدة ، إستغرقت نحو ثلاثة ساعات مُتواصلة ، تحت التخدير العام ، بإشراف الدكتور فراس عباس ، ومُساعديه ، حيدر عبد السادة ومصطفى فاضل ، وبُمشاركة مُقيم أقدم جراحة الصدر ، الدكتور مُجتبى طالب ، ومُقيمتي قُدمى أنف وأُذن وحنجرة ، الدكتورة هبة محمد ياسين ، والدكتورة هالة عبد مسلم كاظم ، وكذلك مُساعدي الجراح ، حيدر جاسم ، وحسن علي درو ، وعدي مهدي جاسم ، وأحمد صبري ، حيث شهدت ايقاف النزيف ، وخياطة المريء والقصبة الهوائية ، التي كانت مقطُوعة بصورة تامة ، ومن ثُم هندمة الجرح وغلقه تماماً بعد تحويل إنبوب التنَفُس الى مكانه المُعتاد ، وقمنا بوضع إنبوبين ، الأول للتغذية والآخر للقصبة الهوائية ، بمُشاركة أخصائي الجراحة العامة ، الدكتور مثنى جابر التميمي ، ثم بدأت بعد ذلك ، مرحلة عمل تفويه القصبة الهوائية (tracheostomy) من قبل أخصائيو الأنف والأُذن والحنجرة ، الدكتور حسين العطري ، والدكتور محمد رضا شُبَر ، والدكتور عادل المسعودي “، ليتم بعدها نقلها الى ردهة العناية المركزة ، وسط مُتابعة دقيقة لها ، حيث تتماثل حالياً للشفاء بصورة تدريجية وبوضعٍ صحيٍ مُستقر ، وعاد تنفُسها يجري بصورة طبيعية ، وذلك بإشراف مسؤول وحدة العناية المركزة ، أخصائي التخدير والعناية المركزة ، الدكتور حسين الحاج ، والملاكات الطبية والتمريضية في الوحدة ” . من جانبهم ، أعرب ذوي الطفلة ، عن ” سعادتهم الغامرة بنجاح العملية ، ومُقدرين في الوقت عينه ، الجهود الخيرة والعطاء الإنساني المُقدم من قبل ملاكات المدينة الطبية ، وأسهمت في إنقاذها وأبقائها على قيد الحياة ، مُتمنين لهم الموفقية والنجاح والسداد في مجال عملهم خدمةً لمواطني المحافظة وزائريها الكرام “.