كتب/ طلال العامري
قلناها سابقاً ونعيدها كل يوم..
الصحافة والإعلام خط أحمر إياكم ثم إياكم أن تستهينوا وتحاولوا مجرد التفكير بتجاوزه كي لا تقعوا في المحذور وتعودون لتقولوا (ياريت اللي جرى ما كان)..!
حرب بالأرزاق.. وأخرى بتهديد حتى الحياة.. هجمات تصدر من هنا وهناك..!
“كلب يعوي وقنفذ يؤذي بإبره”..!
إلى أين أنتم ذاهبون..؟
هل حقاً يظنّ البعض أنه القادر على إيذاء أو تشويه كل العاملين في ميادين صاحبة الجلالة، إن “هو” قال..؟
ومن أنت من الأساس يا هذا وذاك لتقول ويقول..؟
من أمتلك الحجّة وأثبتها باليقين من حقّه (التقوّل حدّ ال”التبوّل”).. بالعامية العراقية “غير مسموح ب(تشمير) رمي الحجر بلا عناوين” لأنه يرتد عليك من حيث لا تحتسب..!
بالمقابل، لا ينكر أحد وجود تعاطفات صحفية وإعلامية مع فرق أندية ورؤسائها وأصحاب مناصب أو (أناس يمتلكون ويغدقون المال حبّا بشهرةٍ أو غاياتٍ دفينة)، حصل ذلك ويحصل منه الكثير وما نقوله بات شبيهاً بالذي جرى وسبق ووقع الكثيرون بـ(حُفره) والمشهد المتأزم في الواقع الأولمبي العراقي مؤخراً حكى ما تعجز أن ترويه شهرزاد في لياليها الألف والليلة الـ”مليحة”، لأنها (المسكينة) تحتاج لآلاف الليالي لتفردها لكل واقعة بشخوصها وساعتها لن ترى “ليلة دخلتها مع شهريار حتى يحين الأحل”..!
هذا الحال لم يكن وليد الصدفة بل تجذّر من زمان وراح يمتد أفقياً..
عليه كان الانصياع، حصل ويتكرر ولكن “مِن” (مَنْ) وعلى حسابِ (مَنْ)..؟
ذاك أو هذا، يتعاطف أو يدافع أو يساند، (قلنا): هو حرّ وله مطلق الصلاحيات التي منحت له بموجب فضاء الحرية طالما شعر واقتنع أنه لم يخرق أيٍ من مفاهيم العمل.. ولكن ماذا عن نفسه..؟
الكل أحرار بالتواجد كـ(قلوب أو أقلام أو كاميرات أو برامج) في الأماكن التي يرونها الصحيحة، سواء رضي عنهم الأغلبية أو اختلفوا..
ليس هناك عيبٌ في اختلاف الرؤى..
بل العيب حين يتحوّل الاختلاف إلى نزاعات ومن أجل (مَنْ)..؟
هنا يجب التوقّف والتفكير واعادة الحسابات لدى العقلاء لا (سواهم) من اللا “….. بديلة عن مج…ن”!
بسبب قسم هنا وغيره بالجهة المقابلة.. أصبح للخلاف مكان بين أهل (الكلمة).. لذا ننبّه:
لا تخسر زميلاً لك، لأنك تختلف معه وإن كان هو “حاول” يوماً أن يخسرك، ثق سيعود إليك أو تعود أنت إليه..!
لأن من يقطعون (شعرة معاوية) ليس بالضرورة أن “يناصروا” (علياً)..!
لا تملي على زميلك وكأنك (حامي الحمى) الوحيد، وإنما حاول المساهمة بتثقيفه من قريبٍ أو بعيدٍ، بدلاً عن محاولات بائسة لجرّه إلى ما تريده أنت، وإن حصل، يعني تحقيق غايتك بـ(إلغاء كينونته) فاحفظه ولا تؤذيه أو تساهم بنخره فَـ”الدنيا دوارة”..!
هل تخسر شيئاً إن إحترمت وجهة نظره مهما كانت..؟
بل وإن رأيت من يحاول استهدافه وهو المظلوم.. فلابد ومن باب المهنية والزمالة أو العنوان الذي يربط أحدكما بالآخر، أن تقف معه وتناصره، كي لا يتم التفرّد به وافتراسه، ليس من باب (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، أنصره يعني (بصّره) ولا تندفع لتحطّمه أنت أيضاً بدفعٍ من أحد..!
لأن من سيفعل ذلك معه، لن يكتفي بعمله (ذاك) ويحاول في قابل الأيام افتراسك و(نهشك) بلا رحمة..!
في مجتمعاتنا العربية المبنية على العاطفة والسلوكيات الناتجة عن تراكمات (دفينة)، لا ينكر فيها وجود المصالح التي تتحكّم بتصرفات (سين وشين) .. هذا حال الدنيا والرياضة جزء منها.. عليه، ساند زميلك وإن كال “الناس لك”.. وقف معه لتكبرا معاً، وإياك.. إياك أن تتحوّل لسيفٍ (مساهم) بقطع رزقه أو رقبته أو النيل منه بداعي (لم يقف معي يوماً)..! وآن الأوان لتصفية الحساب..!
المهنية تقول.. انجز عملك ودع للمتابعين الحكم.. ومن اقتنع بذلك لا يحتاج لسلوك ما يجري بلعبة (السلّم والثعبان) ينتظر (….) لدغ البعض ليرتقي مكانهم..!
الساحة تتسع للجميع والمُجِد والنشيط لا يحتاج التسويق لبضاعته.. لأنها من الأساس إن لم تنفذ اليوم فنافذةٌ لاحقاً، كونها بضاعة متعوب عليها.. وليست (اكلة سريعة) لا يعرف شيئاً عن مكوناتها..!
خذوها كلمة ودرس من زميلٍ للجميع (يكره) التقاطعات ويؤمن بالنقاشات.. توحّدوا كاخوة واختلفوا بوجهات النظر كزملاء وحين تقابلون بعضكم، أشعروا الناس على الأقل أنكم مثل (النجوم) تتنافسون لتعكسون أكبر كمّية من الأضواء لأجلهم والسعيد من عكس ألكم الأكبر مع تقديم الأفضل..!
هذا موجود ونراه أمامنا سواء في الفرق الكروية بالوانها وغيرها من التي تغطّون نشاطاتها (تصفون.. تحلّلون.. تنتقدون.. تقيّمون) والحكم عليكم يبقى من خلال الجمهور وليس أهل الاختصاص فقط..!
لكن هم ونقصد (المتنافسون رياضياً) حال انتهاء اللقاءات بينهم وبأي نتيجة كانت، تراهم من كان يتنافس قبل لحظات يجالس (منافسه) في مطعمٍ أو (كافيه) لاحقاً، هذا إن لم يأخذه بالأحضان والقبلات أو يتبادلوا الزيارات عائلياً..!
لأنه (المتنافس) نزع حلل اللعب والميدان، تاركاً إياها جانباً بانتظار منافسٍ جديدٍ لن يكون من الأعداء أو الخصوم يوماً..
عليه ليكن الاختيار.. إما أن تصنّف كجمهورٍ وهذه فيها كل النوعيات (مثقّف وغير مثقف وما بينهما درجات ترفع وتهبط حسب نوعية الفرد وما اعتاد وصولاً للمجتمعات والبيئة وما طَرحت)..!
أو تكون صاحب رسالة بما تحمل (قلم.. كاميرا.. شاشة.. مايكروفون).. وهؤلاء لا يختلفون الا باستعراض (ثقافاتهم) ليضيفوا للمتلقي أو يهبطوا به “عالياً أو سافلا”..! وسابقاَ قالوا (ابْنِكْ على ما تربّيه وزوجك على ما تعوّديه)..
لنعوّد من وثقوا بنا على الارتقاء بهم.. لا تخريب ذائقتهم وصولاً لعقولهم ونكون نحن والزمن عليهم في ظلّ ما نعيشه..!
تابعتم وتابعنا قبل مدّة جمالية لقاء الزمالك والأهلي (الأهلي والزمالك).. تعمّدت إعادة الكتابة لاسم كل نادٍ تقديماً وتأخيراً.. والسبب لن (يفوت) عن الذين يقرأؤن السطور وما بينها.. لأنه واضح.. احتراماً لمشاعر جماهير الفريقين.. هما عربيان ومن بلدٍ واحدٍ تتماحك جماهيرهما قبل وأثناء وحتى عقب مبارياتهم.. وترى الإعلام المؤيد لهذا الطرف أو ذاك، ربما يظهر نوعاً من التعاطف.. لكن بالمحصّلة النهائية، لا يمكن له أن يجرح أحد..
يصف بحيادية ويتعاطف بحذر، يعلم أنه سيجلس يوماً “ما” بصحبة متعاطف آخر (مخالف) له، من أهل المهنة ويتوحّدا سوياً خلف منتخب وعلم الوطن وهكذا حال الجماهير إن كنتم تعلمون أو لا…….!
وإن تركنا “حرب” الإعلام (المشروع) “منها فقط” وانتقلنا إلى الإداريين الذين نجدهم يزيدون نسب تبادل الاحترام فيما بينهم، كي لا يفقدوا هيبتهم التي تعني (اسم وتاريخ ومجد) صنعه من حمل الراية قبل مولدهم حتّى..!
يصرّحون بعقلانية وليس انفعالية كتلك التي تذكّرنا بالذي يحصل في عالم محترفي الملاكمة سابقاً وحالياً، ولنا في محمد علي كلاي ومنافسيه خير دليل..!
هم يختلفون (الغرب) عنّا برسم الأدوار التي يؤديها كل (ملاكم) لزيادة الإقبال الجماهيري ورفع سوق المراهنات (ضحك على العقول قبل الذقون) من أجل المال ورفع سقف الأرباح التي خططوا للوصول اليها..!
ذاك “عندهم” ولا يصلح بتاتاً عندنا..!
نحن ماذا نريد..؟
سؤال صعب، لا ينكر ذلك، الغالبية تجهل ماذا تريد..!
فدخلنا الدهاليز بأقدامنا ورحنا (نسمي بالرحمن)..!
من أجبرنا ليتم احتلال أماكننا من قبل (مشجعين) بلبوس (صحفيين ومصوّرين وكتّاب واعلاميين) ..؟
علينا أن نعترف: ليس جهة واحدة من فعلت ذلك، وإنما جهات نحن (صحافة واعلام) على رأسها..!
تقولون كيف..؟
من أتى بالـ”مشجّع” المسكين وطلب منه أن يجلس في ستوديو برنامج أو كرسي إذاعة أو صحيفة مراراً وتكراراً (بث مباشر) وليس تسجيلاً..
والمطلوب من المسكين (مساكين) ابداء الرأي بقامات كبيرة أو “أقزام” علناً وبالمباشر، فتفلت مفردة “طائشة” هنا وأخرى هناك لتصيب أكبر كمٍ إن لم يكن بمقتل فبالانتقاص وهو لا يجوز “جزماً”..!
حزنوا كون الجماهير “نفرات” أخذوا أمامكنهم وباجات التعريف بمهنهم..!
لكل الذين ضجروا واستهجنوا نقول.. من نفخ بحاملي (باجاتكم) ممن صفّقوا ودقّوا ورقصوا لكم مرّات، أليس أنتم، عندما كنتم تضعونهم رأساً برأس ولا (أفضل أو أقدر أو أميّز) محلل للشأن الرياضي..!؟
هذه الضريبة وجب دفعها من قبلنا جميعاً.. وبالعافية..!
أما باجي فلن أحتاج إليه.. لأن هويتي كتاباتي وهوياتكم أعمالكم وهذا هو التعريف الذي لا يقدر لأحدٍ سلبه (منكم)..
في قابل الأيام إن رفع الحظر عن الملاعب.. تجدونا في المدرجات وهناك المتعة الأفضل وحينها سبتعجّب (سالب) الباج ويبقى يفكّر.. حتى يصل لقرارٍ وهو.. متعوس انت أيها الصحفي والإعلامي.. لا مكان “مناسب” لك في الملاعب.. وينسى القائل أن مكانه هو الأمتع بين كل الأماكن..
نستطيع نزع جلودنا الصحفية والجلوس في المدرجات كـ”مشجعين” ولكن من يقدر ارتداء تلك الجلود ليكتب ويصبح من الصحفيين إن لم يمتلك الموهبة وأمور كثيرة.. وما أحلى سماع صوت الجمهور يهدر “كوووول” بكل لغات العالم..!