جليل عامر / بغداد
بعد ان تعودنا على الأزمات فلا تفرق معنا الا المراحل ونواجه اليوم مرحلة خطرة هي انهيار الدينار العراقي امام الدولار الامريكي حيث انعكس على التضخم بشكل مرتفع وعلى الفقر بشكل واسع في بلد يعوم على النفط وشعبهُ يعوم بالمشاكل !!
للأسبوع الثاني على التوالي تحلق اسعار المواد الاستهلاكية والانشائية في الاسواق وركود واضح شهدتها مخازن جميلة . الواقع يزداد صعوبة وتعقيداً، ما دفع خبراء اقتصاد للتحذير من انفلات المشكلات المعيشية، وزاد من السخط الشعبي الذي يتراكم منذ سنوات وينذر بانفجار داخلي وشيك قد يحرق الأخضر واليابس معا ، حيث شهد الدولار ارتفاع غير متوقع امام الدينار العراقي . وقال خبراء إن الارتفاع الجديد سببه سعي الحكومة لرفع سعر صرف الدولار حتى يتسنى لها تقليص الفجوة بين الواردات بالعملة الصعبة من بيع النفط وما تنفقه على الموازنة التشغيلية للبلاد، إذ يبيع العراق نفطاً بقيمة نحو 3.4 مليارات دولار، بما يوازي أربعة تريليونات دينار، وهو رقم لا يكفي لدفع مرتبات الموظفين البالغة نحو 6 تريليونات دينار شهرياً، ومع خفض قيمة الدينار تتراجع نسبة العجز ويتعزز حجم الإيرادات العامة. وقال السياسي والنائب السابق عزت الشابندر في تغريدة على تويتر إن “تسريب مكتب رئيس مجلس الوزراء مسودة الموازنة التي تتضمن مقترح رفع سعر الدولار، مع استمرار البنك المركزي ببيع 250 مليون دولار يومياً بسعر 1190 ديناراً إلى المصارف، أدى إلى انهيار الدينار ليزداد الفقراء فقراً واللصوص فحشاً”. وبينت خطورة هذا الارتفاع على أسعار البضائع، “حيث يكون المتضرر هم الفقراء، الذين يشكلون النسبة الكبرى من المجتمع العراقي”. وأوضحت أن المنتفعين من ذلك في الدرجة الأولى هم تجار العملة، بالإضافة إلى عدد من التجار، مشددة في بيان لها على “ضرورة وضع الحكومة العراقية والجهات المختصة فيها حلولاً سريعة للسيطرة على سوق النقد”.