أخبار الرياضة

عامريات.. الرياضة العراقية.. إلى متى تعانين؟!

بقلم/ طلال العامري

قرأت بيتاً من الشعر أجبرني أن أتوقّف عند قصّته التي تحاكي الكثير في واقعنا الرياضي وغير الرياضي، وعليه سأبدأ من البيت الشعري وتفسيره وربطه، كي نصل إلى ما تريدون ونريد..
تعدو الذئاب على من لا كلاب له .. وتتقي صولة المستأسد الضاري..
ما أقرب هذا البيت من حال الرياضة العراقية الجريحة.. التي تكالبت عليها الذئاب من سنين عجافٍ خلت.. وأبعدت الأسود الضواري بسبب تسنّم (تسلّط) البعض من الـ(لذئاب) المسؤولية في العديد من مفاصلها وتفرّعاتها وتفرغُهم للسرقات والإستثمار بألـ(دينار الحكومي) المغلّف زوراً بالقانون أو لوائح وضعية أو أوامر إدارية مكّنتهم من نهب المال العام والتنعّم به بمختلف الطرائق والحجج..!
ربما لا يدري (البعض) أن (أفواج) كثيرة من العاملين في الوسطين الإداري والمالي الرياضي، كانوا يقفون بين يوم وآخر أمام القضاء وتحديداً الخاص بـ(النزاهة) أو تتواجد قضاياهم في (أدراج) الأولمبية العراقية كـ(عشرات) المجالس التحقيقية التي طمرها الغبار..! ولأننا نعلم إستشهدنا بذلك البيت الشعري والذي كانت له قصّة عظيمة وهي:
يحكى: أن امرأة قدمت مكة تريد الحج، وكانت من أجمل النساء وقتها، فلما ذهبت ترمي الجّمار، رآها عمر بن أبي ربيعة ذلك الشاعر المعروف، وكان شديد الغرام بالنساء والتغزل بهنّ!.. فكلمها، إلا أنّها لم تجبه.. فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها، حتى صاحت به: إليك عني فإني في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة!..
ألحّ عليها، فخافت من إفتضاح أمرها وأن لا يصدّقها أحد إن رآها تصدّه!..
قالت لأخيها في الليلة الثالثة: أخرج معي وأرني المناسك كيف أؤديها!. لما رأى عمر بن أبي ربيعة أخاها معها مكث في مكانه ولم يتعرّض لها!.
راحت المرأة لحظتها تنشد قائلة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له.. وتتقي صولة المستأسد الضاري!..
حين سمع أبو جعفر المنصور هذه القصة قال: وددت لو أنه لم يبق فتاة في خدرها إلا سمعت بهذا الخبر!.
وكان بإحدى البلاد امرأة صالحة عاقلة وكانت معها فتاة.. فإذا أرادت الخروج من البيت تقول لإبنها: أُخرج مع أختك.. فإن المرأة دون رجل يحميها ويوسّع لها الطريق.. كالشاة بين الذئاب يتجرأ عليها أضعفهم..! بإلله عليكم أليس هذا هو حال الرياضة العراقية اليوم، بل من زمان والتي تجرأ عليها الضعيف قبل القوي، القريب قبل الغريب.. ألم يهتك (عرضها) حتى نزفت كل ما كان يعينها ويسترها لتلقى بعد ذلك في الطرقات، تداس بأقدام الإمّعات وكل الأسود ينظرون إليها ولا يفعلون لها أي شيء، إمّا خوفاً من الذين تحوّلوا إلى ذئاب مع أنّهم ليسوا بأكثر من قوارض بثياب (ذئاب) أو يعلمون بأن أهل الرياضة باتوا لا يعرفون كل شاردة وواردة عن الذي يحصل وأنّهم يعدّون العدّة، حتى يأخذوا حقوقهم التي هضمت على مدى أكثر من عقدٍ وسبع من السنين..؟؟؟
كل شيء بات له نهاية وأحلى النهايات هي حين نجد من يقفون ليحموا او يستروا رياضتنا التي تعرّت بفعل الفاعلين الذين سنجد الكثير منهم يستعينوا بجوازات سفرهم أو إقاماتهم (المؤقتة والدائمية) أوربياً وآسيوياً والتنعّم بالدور والشقق والشركات والأموال في رحلة الذهاب بلا عودة أو يمنع من لم يعدّوا العدة من الذين آذوها من مجرد التفكير بالجلوس على كرسيٍ غير مكتمل (الأرجل) في أي مكانٍ رياضيٍ وسترون ونرى مهما طالت الأيام ونقول أيام، لأن لا سنين ولا شهور باتت باقية على أولئك الذين فضحهم الله وساهمت أقلامنا كثيراً بنبشِّ (مزاغير) أفعالهم المقيتة لفتراتٍ طويلةٍ اعتقدنا حينها أننا كنّا (ننفخ بقربةٍ مقطوعةٍ)..!
آخر معلوماتنا المؤكدة تفيد: بأن لجان كثيرة تعمل اليوم ومن بينها برلمانية وحكومية ورياضية على أعلى المستويات لتصفير (كامل) المشاكل السابقة (العالقة) وسواها دفعة واحدة وختم ما أتعب الجميع بالشمع الأحمر.. لأن الصراع الذي حصل في الأيام القليلة الماضية لم يكن بسبب (كرسي) الرئاسة أو ما دونه بالمكتب التنفيذي فحسب وإنما هو ناتج لأزمات كانت موجودة من سنين و(تم ترحيلها غالباً لتتكدّس، حتى انفلقت دفعة واحدة فنال شظاها من الأغلبية)..! وآلا هل يعقل (وجود أكثر من رئيس وهيئات إدارية لعديد المواقع..؟ ثم أن ما صرف فقط على القضايا التي رفعت بمحكمة التحكيم الرياضي ( CAS) في سويسرا لوحدها أدمى قلوب كل المعوزين من الرياضيين وغيرهم.. فهل ينجحون ويتداركوا الأمر فعلاً قبل مجيء العقوبات الدولية أم لنا جولات جديدة في (CAS ) وغيرها من المحاكم العراقية المختصة وغير المختصة وحينها يكون الأوان قد فات (كش ملك)..؟ دمتم وإن شاء الله لنا عودة قولوا إن شاء الله.. طبعاً إذا (ما صار شي)..!..
ملاحظة:
من ينكر أن هذا هو واقع حال الرياضة العراقية، عليه أن يواجهنا (جهراً) بأن ما قلناه ليس فيه صحة بما يزيد عن الثمانين من المئة، ويثبت للعالم أجمع (أن الدنيا ربيع.. والجو بديع.. وأفّلي على كل المواضيع.. أفّل أفّل) ورحم الله سندريلا الشاشة العربية..!!..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى