سعد رزاق الأعرجي
سبعة وستون أو يزيدون هم المحترفين الأجانب في الدوري العراقي وجلهم من الأفارقة وهم أسماء غير معروفة، بدأت الرغبة باستقطاب هؤلاء من حيث ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين وكذلك الحرمان الذي عاشته انديتنا حتى 2003. لكن من أين بدأت فكرة جلب المحترفين، هذه الفكرة جاءت عندما نجحت معظم الأندية العالمية المخضرمة باستقطاب لاعبين برزوا في البطولات الدولية واهمها بطولة كأس العالم وبطولة أمم أوروبا وحتى أمم أفريقيا، وهنا يبرز العقل التجاري لمالك النادي ومساعديه، فعندما تعاقد نادي نابولي مع مارادونا منتصف الثمانينيات استطاع هذا الأخير أن يبهر إيطاليا جميعها وان يحقق الكأس للنادي لعدة مواسم فكان بحق إضافة ناجحة وترك بصمة واضحة يتذكرها الايطاليون بفخر ، وعندما تبنى نادي برشلونة الإسباني (الطفل الصغير) ميسي وربطه بعقد واعتباره ابنا للنادي فإن ذلك لم يأت من فراغ فالعقلية التجارية لملاك نادي برشلونة كانت في منتهى النجاح، فكان هذا الأسطورة ليس مجرد لاعبا بل مدرسة متحركة لكرة القدم وكذلك تعاقد نادي ريال مدريد الإسباني مع الشاب كرستيانو رونالدو قادما من مانشستر يونايتد فقد شكل هذا اللاعب المميز علامة فارقة وكان بحق إضافة وقيمة مالية للنادي الملكي وبه وباهدافه الكثيرة حافظ النادي على تفوقه وحصده البطولات.
ولعلنا ليس من العدل أن نقارن تلك الأندية العالمية ذات الاستثمارات الضخمة مع انديتنا الفقيرة التي تنتظر المعونة لكي تتصرف لتشتري لاعبا أو تسافر لإقامة معسكر خارجي وإذا تأخرت تلك المعونة أو قطعت ظل النادي بدون هذاوذاك . ولم تكن الأندية الخليجية معروفة هي الأخرى، لكنها وضعت القواعد والخطط اللازمة واستطاعت أن تبذل الأموال بسبب أو من دون سبب لكي يعرف العالم من هي السعودية واين تقع الإمارات وهل ان هناك دولة اسمها قطر، بدأت الأندية الخليجية باستقطاب أمهر المدربين واغلاهم اسعارا واغرت بعض اللاعبين الدوليين بالمال بالقدوم إلى دولهم، فهؤلاء اللاعبين وان تقدم بهم العمر فقد حسبوها حسبة مادية فكانت تجارة ناجحة للذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والثلاثين مع هذا شكلوا بنجوميتهم إضافة لانديتهم واستطاعوا أن يخلقوا المتعة في اللعب وان يحرزوا البطولات فأصبحت الأندية الخليجية معروفة عربيا واسيويا فدوليا.
لكن ماذا اضاف المحترف الأجنبي للدوري العراقي… لاشيء!!
العراق بعد أن كان مصدرا للمدربين واللاعبين والمهارات أصبح اليوم مستوردا لهم، على أساس البحث عن الجودة والمستوى مع موجة ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين وكذلك لتطعيم الفريق بعناصر ذات خبرة ترفع من مستوى النادي لكن؟ لم يتغير شيء فكان هؤلاء المحترفين عبئا ثقيلا على أنديتنا استفادوا ماديا ولم يقيم النادي أداءهم.
لحد الان لم تتعاقد الأندية العراقية مع محترف اجنبي شكل فارقا في الدوري العراقي وجميع الموجودين لم نسمع عنهم في الدوريات العالمية وحتى العربية وعلى الرغم من عديد هؤلاء فلم يحصل أحدهم على لقب الهداف ليضل هذا اللقب محليا وحكرا على أبناءنا وهذا يدلل على قوة ومهارة اللاعب العراقي وكم هو مطلوب في الدوريات العربية وبعض الدول المجاورة، لكن العيب يكمن في عدم وجود تسويق ناجح للاعب العراقي.
أن البحث عن المواهب في البلد قد يكلفك وقتا لكنه أفضل من تجلب الف محترف كل همه ان يجني الأموال ويرحل.