قاسم حسن الموسوي
ونحن صغار كان التلفزيون يبهرنا كثيرا وخاصة الافلام المتحركة و اشهرها حينذاك سلسلة حلقات پپاي حيث الصراع بين الخير والشر بابسطاوراق قديمة صوره وكيف كنا نتعاطف بشدة مع پپاي وزوجته ضد عدوه ( بلوتو) وفي كل مرة ينتصر الخير ونفرح كثيرا ولكن حين كبرنا عرفنا انها خدعة كبيرة حيث ان الخير واصحابه مدحورين في اغلب الاحيان عموما والشر يصول ويجول وقد دفعنا اثمانا باهضة نتيجة هذا الصراع غير المتكافيء رغم ان الاغلبية تريد الخير وتناصره وتتعاطف مع اشخاصه وفاعليه وهم الاكثر الاعم لكنهم مشتتين ولا يجمعهم رابط فكري قوي بل هم اهواء متفرقة وآراء شتى رغم ان اتجاههم واحد لكنهم لايسلكون الطرق الملتوية والحيل ونصب الاحابيل والخدع كما يفعل الطرف الاخر الذي لا يرعوي عن استخدام كل الذرائع والوسائل لتحقيق مآربه وخططه وهو يمتلك ادوات الصراع الفعلية مثل السلطة والمال والفكر المخادع والكذب لتزييف الحقائق وبذلك يسهل اختراقه لجبهة الخير وكسر شوكته وقد يلجأ الى استخدام القوة ان اضطر لذلك وهو يسمح لنفسه ان يقتل ويسرق ويبطش ويسجن بأسم الوطن أو الدين أو المذهب وتدور الدائرة على جبهة الخير في كل مرة وتطمس الحقيقة وتسيل الدماء وتزهق الارواح وينتصر الشر لانه يعرف ( اصول ) اللعبة بعد ان فقد انسانيته واخلاقيته وشرائط الحياة السوية وحينها لا يردعه اي رادع لارتكاب الموبقات من اجل تحقيق اهدافه الاجرامية ولو على حساب دماء اخوانه وابنائه .
ومايغير هذه المعادلة الظالمة هو الوعي الذي يجب ان تكتسبه الاجيال الناشئة وهذا يرتكز على طريقة تعليمهم وفهمهم للحياة واسرارها بصورة صحيحة مع قراءة تجارب الشعوب التي سبقتنا في مضمار الحرية وحقوق الانسان وان تتجرد هذه الاجيال من الفرعيات ( الدين والمذهب والطائفة والعرق ) والانطلاق الى مايجمع كل هذه الجزئيات الا وهو الوطن مع احتفاظ كل منا بخصوصيته التي يفتخر بها لكن الوطن هو السقف الاعلى وهو الحافظ لها وبرقيه وتطوره يُسعد ابنائه لكن هل هذا ممكن الحصول في عراقنا الجريح ؟
اقول وبأمل نعم ممكن لكن يحتاج الى زمن وجهد ونكران ذات .
زر الذهاب إلى الأعلى