أحمد حسين ال جبر
٠
لو سألت أحدهم عن علبة فارغة تحملها بيدك مغلفة بورق بطريقة جميلة سيجيبك بأنها هدية وهذا ما أوحت إليه صورة العلبة التي تحملها ولن يعرف الحقيقة الا ان تخبره بها وهي علبة فارغة قد غلفتها بهذه الطريقة التي لا يمكن لأحد أن يعرفها الا ان أخبره بذلك لاختبار أو تجربة اجريها عن إدراك البشر لمايحيط بهم وانخداعه بالمظاهر والأشكال على حساب الباطن الذي يمثل الحقيقة لأن ((المظاهر دائما ما تكون خداعة)) ، عند ذلك سيكشف مدى سذاجته أو قلة إدراكه أو غفلته أو تغافله للوصول إلى الحقيقة بعيدا عن البحث والتدقيق للوصول إلى الحق والحقيقة …
فكم من صغير عقل وجاهل ومخادع ، بارع في أذهان الناس ولكن عند التدقيق والتمحيص تجده مجرد رجل تزوق ببعض الكلمات والسلوكيات لغرض الوصول إلى هدف أو غاية وضعها نهاية لمسيرة أعماله أو نهاية عمره ، ومنهم من يدعوك أو ينصحك لعمل ويأتي بمثله كما جاء في البيت الشعري الذي يصف الازدواجية ويقدحها والذي يقول :
لاتنهى عن خلق وتأتي بمثله عار عليك أن فعلت عظيم
أو كما جاء في أمثال أهلنا الشهيرة ومنها الذي يقول : يعلم على الصلاة وهو مايصلي .
وهذا يذكرني بإحدى الروايات التي سمعتها عن احد الشيوخ الذي كان خطيبها وبوعظ الناس بالتصدق وعدم المغالاة في تأثيث البيت وقال : أن كان في كل بيت زولية فهي تكفي وان كان عندك ثلاجة فواحدة تكفي وأخذ يعدد أثاث البيت وينصح بالإبقاء على شيء واحد والتصدق بالاخريات مثيلاتها وهو يبكي وبخشوع تام ، صادف أن تكون زوجته في هذه المحاضرة وسمعت كل شيء فخشعت وخافت من حالة البذخ التي اغدق بها الشيخ عليها وعلى أثاث بيتها فرجعت مسرعة وقامت بتوزيع الزائد من اثاثها على الفقراء والمعوزين تطبيقا لكلام زوجها بالخطبة .
وعند عودته شاهد الكارثة التي حدثت في بيته وصرخ بأعلى صوته : ام افلان شنو البيت مبيوك . قالت له : لا بس اني سمعت خطبتك وقد وزعت الزائد منها إلى الفقراء والمساكين مثل ماكلت شيخنا .
قال لها : بت الاوادم هذا الكلام لاينطبق علينا لأننا فقط نبيعه على الناس واحنه مامشمولين فيه .
وهي صورة أيضا من صور الازدواجية في الطرح والتطبيق الذي يغيب في أغلب الأحيان عن مايطرح في الخطاب الذي يتحدثون عنه أن لم يكن هناك بحث عن الحقيقة كي لاتكون ساذجا أو مغفلا أو أضحوكة في يد الآخرين لابد من البحث عن الحقائق أحبتي والله من وراء القصد ..