منار قاسم
في لفتة إنسانية تعكس الوعي المجتمعي بأهمية كل دور في بناء المدينة والحفاظ على جمالها، شهدت محافظة كربلاء المقدسة مبادرة “تقديرنا”، التي نظمها متطوعون من أبناء المحافظة لتكريم فئة “مهندسي النظافة” في قضائي الهندية والجدول الغربي.
هذه المبادرة لم تكن مجرد فعالية عابرة، بل كانت تأكيدًا على أن العطاء الحقيقي لا يقتصر على نوع معين من العمل، وأن التقدير يجب أن يشمل كل يد تبني وتخدم.
اعتراف بالجهد الدؤوب والتفاني الصامت
تنبع أهمية مبادرة “تقديرنا” من كونها اعترافاً صادقاً بالجهود الجبارة التي يبذلها عمال النظافة الذين أُطلق عليهم الاسم اللائق مهندسو النظافة لتظهر المدينة بأبهى صورة.
هذا الجهد ليس موسمياً أو ظرفياً، بل هو عمل يومي دؤوب ومستمر في شتى الظروف الجوية، من حرارة الصيف اللاهبة إلى برودة الشتاء القارسة، وفي الأيام الاعتيادية وأيام الزيارات المليونية.
إن الحفاظ على نظافة وجمالية مدن مثل كربلاء، التي تستقبل ملايين الزوار سنوياً، يقع على عاتق هذه الفئة المخلصة.
ولذلك، فقد جاء هذا التكريم كرسالة واضحة مفادها أن المجتمع يرى ويقدر هذا الإخلاص والتفاني الصامت الذي يساهم في إبقاء كربلاء أنموذجاً يحتذى به في النظافة والتميز.
لفتة روحية وتأكيد على القيم النبيلة
ما أضفى على المبادرة بعداً إنسانياً وروحياً عميقاً، هو إهداؤها إلى سيدتي العطاء، فاطمة الزهراء وأم البنين عليهما السلام.
هذا الربط النبيل يؤكد على أن العمل التطوعي وتقدير الآخرين متجذران في القيم الأصيلة للدين والمجتمع، وأن العطاء هو قيمة تستلهم من أسمى النماذج الإنسانية.
التطوع كـ “نعمة وتوفيق إلهي”
أكدت الصحفية منار قاسم، التي شاركت في المبادرة على الدور الحيوي للتطوع في المجتمع، معتبرة إياه “نعمة وتوفيق إلهي”.
هذه العبارة تلخص جوهر العمل التطوعي، فهو ليس مجرد التزام اجتماعي، بل هو فرصة ثمينة للوصول إلى قلوب الناس:
“العمل التطوعي قريب من الناس، وخاصة الذين ينتظرون منا الكثير.
إنه يضع المتطوع في قلب المجتمع، حيث تُصنع الإيجابية ويُزرع الأمل.”
هذه الكلمات تشجع على استمرار هذه المبادرات وتوسيع نطاقها، مؤكدة أن التكافل الاجتماعي هو مسؤولية جماعية تبدأ بـ “كلمة شكر صادقة” وتتجسد في “لفتة تقدير كريمة”.
الطريق إلى مجتمع أكثر وعياً
إن مبادرة “تقديرنا” التي أطلقها متطوعو كربلاء ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لحركة أوسع تهدف إلى تغيير الثقافة المجتمعية نحو تقدير جميع المهن، وخاصة تلك التي تُعتبر خدمية أساسية.
هي دعوة لكل فرد في المجتمع لتبني سلوكيات إيجابية تعكس الامتنان، وتحويل النظرة التقليدية لعمال النظافة إلى نظرة اعتزاز واحترام لـ “مهندسي النظافة” الذين يبذلون جهودهم لـ “جعل كربلاء المقدسة أجمل”.





