فارس الحسناوي ـ رئيس التحرير
سيدي الوالي…
كثيرًا ما نراك تتحدث عن التواضع في اللقاءات المتلفزة التي تُصرف عليها الأموال، وكأنها مسرحيات تُقدَّم للناس، بينما الواقع يكشف وجهًا آخر لا علاقة له بما تقول.
تتحدث عن التواضع، والناس بالكاد يستطيعون الوصول إليك، وأبواب قصر الولاية صارت حصونًا لا تفتح إلا للقريب والمرضِيّ عنه.
أما الموظفون، فكثيرٌ منهم يعيش الإهانة يوميًا، يتلقون الأوامر بنبرة فوقية، والشتائم صارت لغة مألوفة في ولايتك.
أين التواضع الذي تتحدث عنه؟
أين الدين الذي ترفع شعاره؟
هل قرأت قوله تعالى: {واخفض جناحك للمؤمنين}؟
هل فكرت يومًا في حديث نبيك ﷺ: “إن الله أوحى إلي أن تواضعوا”؟
سيدي..
التواضع لا يُعلن في الخُطب، بل يُرى في الأفعال.
والناس لم يعودوا يصدقون ما يُقال، لأن ما يُعاش على الأرض يناقض كل ما تروّجه.
راجِع نفسك، فالمناصب لا تخلّد أحدًا، وحاشيتك لا تنقل لك الحقيقة، بل ما تحب أن تسمعه فقط.
التاريخ لا يرحم، والناس لا تنسى.
والسلام ختام….
