طه الديباج الحسيني
ولد الحسين الطهر يوم 5 شعبان سنة 4هـ . أبيه هو علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العدناني. أمه فاطمة بنت رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.
أذُّن رسول الله ( في أذني الحسين ( بالصلاة وكان الحسين حبيب رسول الله ( وعن سلمان المحمدي قال سمعت رسول الله ( يقول في الحسنين ( (( اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من أحبهما )) وقال ( (( أبني هذين ريحانتي من الدنيا)) وعن يعلي بن مرّة قال رأيت رسول الله ( يقبل الحسين ويقول(( حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا, حسين سبط من الاسباط)) وعن عائشة زوج رسول الله ( قال خرج رسول الله ( غداة وعليه كساء من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ثم جاء علي فأدخله معه ثم قال: { أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا} .
وقد حجّ الحسين ( خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه.
وقد مرت حياة الحسين ( بمراحل أربع:-
الاولى: مع جده رسول الله محمد ( لمدة ستة سنوات ولغاية 11هجرية .
الثانية : مع أبيه علي عليه السلام٠ ( لمدة ستة وثلاثون سنة ولغاية ٢١من شهر رمضان سنة 40هـجرية.
الثالثة: مع أخيه الحسن ( لمدة ستة واربعون سنة ولغاية صفر سنة 50هـ أو 49هـ برواية اخرى.
الرابعة: وحده يصارع أزمات الحكام الاموميين والى يوم استشهاده في 10 محرم سنة 61هـ.
وقد تعلم الحسين ( في صباه خير ما يتعلمه أبناء زمانه من فنون العلم والادب والفروسية وقد أوتي مَلكة الخطابة من طلاقة لسان وحسن بيان وكلام مرتجل وهو القائل لابي ذر صاحب رسول الله ( عند نفيه في خلافة عثمان بن عفان((يا عماه إن الله تعالى قادر أن يغير ما قد ترى، والله كل يوم هو في شأن، وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك، فما أغناك عما منعوك، وأحوجهم إلى ما منعتهم؟ فأسأل الله الصبر والنصر، واستعذبه من الجشع والجزع، فإن الصبر من الدين والكرم، وإن الجشع لا يقدم رزقا، والجزع لا يؤخر أجلا)).
وكان الحسين ( في حياة أبيه علي بن أبي طالب ( يسير بسيرة تليق بالبيت الذي نشأ فيه ووجب على الناس مهابته وتوقيره فهو ذلك الرجل الذكي الشجاع الذي أمتحن في مواقف كثيرة منها معارك أبيه الثلاثة ( الجمل – صفين- النهروان) أضافة الى أحترامه لبنود صلح الامام الحسن ( مع معاوية وهو القائل لاخيه الحسن ( (( أنت أكبر ولد علي وأنت خليفته وأمرنا لأمرك تبع فأفعل ما بدا لك)).
وبعد أن أنتقل الحسن ( سنة 50 هـ الى رحمة ربه تصدى الحسين ( لقيادة الامة منبرءاً بالعلم والمعرفة وهذا معاوية يصفه قائلا: (أذا دخلت مسجد رسول الله ( فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير تلك حلقة أبي عبد الله مؤتزراً الى نصف ساقيه).
وكان عليه السلام سيداً زاهداً عابداً صالحا ناصحا حسن الخُلق يجلس مع المساكين والموالي إذا دعوه ودعاهم لبيته ذات يوم وكان كثير الصلاة والصوم والحج والصدقة وفعل الخير.
وعن شجاعته فان القلم لا يجد بداً من أن يذكر مواقفه وعندما هلك معاوية سنة 60هـ وطُلب منه عليه السلام ان يبايع يزيد فقال لمروان بن الحكم: ((وعلى الاسلام السلام إذا إبتليت الامة براع مثل يزيد)) وكذلك قال لاخيه محمد بن الحنفية((وَاللّه ِ لَو لَم يَكُن فِي الدُّنيا مَلجَأٌ ولا مَأوى لَما بايَعتُ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ)) وهو القائل كذلك للحر الرياحي عندما ألتقى الحسين ( في منتصف طريق العراق وكان الحر قائد جيش أبن زياد وبأمرته ألف فارس ((أبالموت تخوفني)) وأنشد يقول قول أخ الاوس:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى*** * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما٠
أقدم نفسي لا أريد بقاءها **** لتلقى خميسا في الوغى وعرمرما٠
فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم *** كفى بك ذلا أن تعيش فترغما٠
أما عن جذور التنافس بين بني أمية وبني هاشم فقد لخصها المقريزي المصري عندما قال
عبد شمس قد أضرمت لبني ها **** شم حرباً يشيب منها الوليد
فأبن حرب للمصطفى وابن هند **** لعلي وللحسين يزيد٠