عبدالهادي البابي ..
رغم أن البعض من منظري الإعلامي ينفي وجود الحياد الصحفي ، ويعتبر أنه ليس من السهل على الصحفي أن يكون محايداً لأشتراكه مع الناس بالحس الإجتماعي والرؤية السياسية العامة.. إلا أن صفة الحياد الإعلامي تبقى مبدءاً أساسياً من مباديء الصحافة المستقلة ، لأن الصحفي يعايش ويلامس الحدث أكثر من غيره ….فالصحفي الذي ينحاز لأحد الأطراف تنتفي صفة الحياد عنه ويعتبر غير جدير بممارسة مهنة الصحافة ..لأن هدف الصحفي هو التحري عن الحقيقة وكشفها ونقلها كما هي دون زيادة أو رتوش ، وهو من كل ذلك يتوخي إنصاف الناس وإعادة الأعتبارالمعنوي لهم وجعل الجماهير أمام الحقيقة وجهاً لوجه ..وإذا أراد الصحفي أبداء وجهة نظره الخاصة حول مسألة سياسية فأن المجال مفتوح أمامه من خلال مواد الرأي الحرة أو الموجهة التي تكون على شكل مقالات أو أعمدة صحفية تتيح لكاتبها حرية أضفاء مواقفه الأيديولوجية ورؤاه السياسية وأنطباعاته الشخصية على الحدث ..
ولكن يبقى الحياد مرتبطاً أرتباطاً وثيقاً بمدى الحرية التي يتمتع بها الصحفي في تغطيته للأحداث أو تناول أي موضوع يراه مهماً ..فهو لايمكن أن يكون حيادياً مع وجود خطوط حمر- سياسية أو دينية أو حتى إجتماعية – لايمكنه الأقتراب منها أو (التحرش بها) .. فتفرض عليه – بالترغيب والترهيب- حجب بعض الحقائق وعدم الأفصاح عن كل شيء ..!! أو ربما هو نفسه يكون متأثراً بجهة سياسية ما تفرض عليه أخلاقياتها بالإنتماء ورعاية مصالح العمل السياسي والتنظيمي ..وهذه مشكلة خطيرة تواجه الصحفي عندما يكون منتمياً أو ميالاً أو عنده هوى ورغبة لجهة سياسية ما ..فتراه ضعيفاً متميعاً (صغيراً) أمام تلك الجهة السياسية….رغم أن البعض لايرى بأساً أو مانعاً من أن يكون للصحفي أنتماء سياسي خارج أطار العمل الصحفي ، ولكن عليه أن يلتزم بالمعايير المهنية للصحافة المستقلة….وعليه أن يدرك دور الصحافة وألتزامه بالمصداقية والمهنية والحيادية والشجاعة والجرأة ، وأن يكون الإنتماء والولاء السياسي عنده خارج أطار العمل الإعلامي المهني …..!!