رفقة الأعظمي
أعلنت وزارة الصحة العراقية في أحدث بياناتها، الموقف الوبائي اليومي لجائحة كورونا في عموم البلاد. وذكرت الوزارة، في بيان أنها “سجلت 119 إصابة جديدة بفيروس كورونا، فيما تماثل 119 من الأشخاص للشفاء”.
وأضاف البيان انه “لم يتم تسجيل أي حالة وفاة ، في عموم محافظات البلاد”، لافتا إلى أن “الاشخاص الذين تلقوا اللقاح خلال 24 ساعة بلغ عددهم 17251”.
يُشار إلى أن هذا الانخفاض، جاء بعد أشهر من ارتفاع مستويات الإصابة بفيروس “كورونا” بسبب التراخي بالإجراءات الوقائية من الفيروس، وتراجع نسب مرتدي الكمامات واستخدام المواد الكحولية التي تسخدم في التعقيم.
وخلال الأشهر الماضية، برزت حالات عالية من الوعي التي تنطلق من المخاوف من انتشار الفيروس مرة أخرى، حيث يعرف عن العراقيين حب الحياة والحركة الدائمة المفعمة بالحيوية وحرارة التحية التي يتبادلونها بالعناق وميلهم للتواصل الجسدي، لكن هذه الأخيرة تراجعت.
كما زاد الفيروس، حالة الثقة لدى الجمهور من وسائل التواصل الاجتماعي المستحدثة خلال الأزمات، وقد أشارت دراسات من معاهد خليجية بذلك، حيث تشير دراسة عن جامعة نايف للعلوم، إلى أن “وسائل الِإعلام بشكل عام أسهمت إلى حد كبير في نشر الوعي الصحّي بطرق الوقاية من مرض كورونا، وفتحت المجال على نحو واسع لتبادل الآراء بين المختصين حول أفضل الطرق للوقاية منه والتعامل معه”.
ويشير تقرير من منظمة اليونسيف، إلى أنه “تمّ الوصول إلى حوالي 14 مليون شخص في العراق وتزويدهم بمعلومات هامّة تتعلق بـ “كوفيد-19″، وذلك لزيادة الوعي ومحاربة المعلومات الُمضّللة والخطيرة التي تنتشر عبر الإنترنت والوسائل المختلفة الأخرى”.
وفي السياق، قالت حميدة لاسيكو، ممثلة اليونيسف في العراق: “بينما يحافظ الناس على التباعد الاجتماعي من الناحية الجسدية، فإن التكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا في التقريب بينهم. ولكن ما يحدث، للأسف، هو أن هذه الوسيلة تُستخدم لنشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة أيضًا، مما يؤجج القلق والوصم في الوقت الذي علينا أن نتّحد معًا تضامنًا ضد عدو مشترك”.
وأضافت: “إننا، وبالتعاون مع شركائنا، نكافح المعلومات المضللة، ونتواصل على قنوات مختلفة وبلغات متعددة لضمان حصول الآباء والشباب والأطفال على المعلومات الصحيحة والضرورية للعناية بأنفسهم وبأحبائهم”.
ويرى مراقبون أن فترة انتشار جائحة “كورونا” زادت الثقافة الصحية لدى العراقيين، وهو ما أدى إلى تراجع الإصابة بالفيروس خلال العام الماضي وصولاً إلى الآن.
قبل ذلك، قالت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد إنه وعلى الرغم من فرض السلطات في العراق عدة إجراءات مهمة بهدف المساعدة في احتواء تفشي جائحة كوفيد-19، فإن هذه القيود والآثار الاجتماعية والاقتصادية الواسعة للجائحة تزيد من حدة المصاعب التي يعانيها الشعب العراقي.
وقال تقرير الأنشطة الدوري الذي تصدره البعثة، إن الجائحة أدت إلى التسبب بأضرار إضافية للقطاعات الخدمية العامة والخاصة وصعوبات في الحصول على السلع الأساسية والأمن الوظيفي مع ظهور صعوبات جمة تواجهها عوائل عديدة في تأمين معيشتها علاوة على وجوب التكيف مع المخاوف الصحية السائدة.
وذكر جان-كريستوف ساندوز، الرئيس المؤقت لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق: “إلى جانب ذلك، وبالنسبة للعوائل والمجتمعات المحلية التي أصبحت معرضة لخطر العوز نتيجة للنزوح أو الاحتجاز أو فقدان المعيل أو خسارة سبل العيش في وقت سابق، فإن هذه العوائل تشعر بتداعيات فيروس كورونا بشكل أكثر حدة مقارنةً بغيرها من فئات المجتمع”.
وعدَّد التقرير ملامح الأزمة الإنسانية التي يواجهها العراق، على التحديات التي تواجه اللجنة الدولية في تلبية الاحتياجات ذات الصلة بجائحة فيروس كورونا.
لكن في هذه الفترة أيضاً، زادت حملات إقامة الحوارات والندوات والاجتماعات لدى المؤسسات المدنية والأمنية لتشجيعها على المساعدة في حماية الكوادر والمنشآت الطبية وإيصال رسائل أساسية إلى عموم الناس تطالبهم باحترام الكوادر الطبية على نحوٍ أفضل.
وزادت الشراكات ما بين السلطات الصحفية في البلاد، وجمعية الهلال الأحمر العراقي، لتعزيز المشاعر الإيجابية تجاه الكوادر الطبية وجهودها في محاربة الجائحة، وقد تمكنت اللجنة الدولية من إيصال رسائل الحملة إلى أكثر من مليون شخص عراقي.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.