الاحساء/زهير بن جمعه الغزال
افتتح نورلان نيجماتولين، رئيس مجلس برلمان كازاخستان، في العاصمة الكازاخية نور سلطان أمس المؤتمر الدولي الخاص بمرور ٣٠ عاما على استقلال كازاخستان، وذلك تحت شعار “القيادة. الاستدامة. التقدم”، متعهدا بتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية وعملية تحديث الوعي العام التي بدأها الرئيس قاسم جومارت توكاييف، وتشكيل هوية وطنية جديدة نوعياً تتكيف مع تحديات العصر
وفي الوقت نفسه عدد ييرالي توجانوف، نائب رئيس وزراء كازاخستان انجازات سنوات الاستقلال وقال:” ارتفاع عدد الشركات من 500 ألف عام 2005 إلى 1.4 مليون في عام 2021، ونمو الناتج المحلي الإجمالي 17 مرة بالدولار، وزيادة دخل السكان 10 مرات، وانخفاض نسبة البطالة من 12.8 في المائة إلى 4.9 في المائة”.
وناقش خبراء دوليون أهم الإنجازات الاقتصادية والسياسية لكازاخستان على مدى 30 عاما في المؤتمر الدولي، وذلك من خلال تسليط الضوء على الدور المهم لرئيس كازاخستان الأول نور سلطان نزارباييف، والقرارات السياسية الحكيمة التي مكنت من النمو الاقتصادي المستقر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تمكنت كازاخستان من تحسين مؤشراتها الاقتصادية والاجتماعية والتحول من جمهورية سوفيتية هامشية إلى دولة حديثة ذات اقتصاد قوي.
وأشار رئيس مجلس برلمان كازاخستان إلى الوضع الاقتصادي في أوائل التسعينيات، وقال: “وجدنا أنفسنا في حالة أزمة اقتصادية صعبة، حيث تم إغلاق المؤسسات الصناعية، وقطع العلاقات الاقتصادية، وتأخرت الأجور والمعاشات التقاعدية والمزايا لعدة أشهر، وشهدت البلاد ارتفاعًا في معدلات التضخم ونقصًا هائلاً في السلع الأساسية”.
وأضاف:”خلال السنوات الأولى من الاستقلال، أغلقت 130 مؤسسة كبيرة في كازاخستان، وبلغ عدد العاطلين عن العمل مليوني شخص، وكان هناك تضخم شهري بنسبة 50 في المائة، وتجاوز التضخم السنوي 2000 في المائة، موضحا أنه في ظل هذه الظروف الصعبة، أقر الرئيس الأول لكازاخستان نزارباييف الصيغة الأساسية لنجاح البلاد في المستقبل: الاقتصاد أولاً، ثم السياسة”.
وأوضح:”من أبرز قرارات نزارباييف، التخلي عن ترسانة الصواريخ النووية التي كانت تحتل المرتبة الرابعة في العالم في ذلك الوقت، حيث ساهم هذا القرار ساهم بشكل كبير في الصورة الإيجابية للبلاد في المجتمع الدولي، وكان نزارباييف أيضًا البادئ بأفكار مثل إنشاء منظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، واستضافة مؤتمرات قادة الأديان العالمية والتقليدية، وإنشاء المجلس التركي، الذي أعيد تسميته اليوم باسم منظمة الدول التركية.
ومن جانبه قال ييرالي توجانوف، نائب رئيس وزراء كازاخستان، إنه منذ السنوات الأولى للاستقلال، تحسنت ظروف تطوير الأعمال، مشيرا إلى أن “عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ارتفع من 500 ألف في عام 2005 إلى 1.4 مليون في عام 2021. ونتيجة لذلك، نما الناتج المحلي الإجمالي بما يعادل 17 مرة بالدولار، فيما نما دخل السكان 10 مرات، وانخفضت نسبة البطالة من 12.8 في المائة إلى 4.9 في المائة”.
وأضاف توجانوف :”حدثت تحسينات في المؤشرات الاجتماعية الرئيسية، وارتفع متوسط العمر المتوقع في الدولة إلى 71 عامًا، ومنذ الاستقلال، قام خمسة ملايين مواطن بتحسين ظروفهم المعيشية. وتم بناء أكثر من 5000 مرفق اجتماعي جديد، ونتيجة لذلك، بلغت نسبة انتشار التعليم قبل المدرسي للأطفال بنسبه 99 في المائة.
تحدث توجانوف أيضًا عن برنامج التصنيع الذي بدأه نزارباييف وقال: تم خلال الـ 12 سنة الماضية تنفيذ 1500 مشروع، وتم إطلاق أكثر من 500 نوع جديد من المنتجات، حيث تصدر كازاخستان الآن منتجاتها إلى أكثر من 130 دولة في العالم.
واختتمت المؤتمر رئيسة مجلس الإدارة ورئيسة الجامعة التربوية الوطنية للمرأة الكازاخستانية جولميرا كاناي مشيرة إلى دور الحكومة في ترسيخ المساواة بين الجنسين والتمثيل العادل للمرأة في السياسة، وقالت:”يتزايد عدد النساء اللاتي يشغلن مناصب قيادية عليا في المناطق الريفية في كازاخستان، وتشكل حصة المرأة في مجلس النواب 27.1 في المائة، وزاد عدد النساء المنتخبات لخدمة الحكم المحلي من 568 إلى 740 شخصا. ومع ذلك، كانت المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لذلك، أطلق الرئيس قاسم جومارت توكاييف 30 في المائة من الكوتا للنساء والشباب في قائمة الأحزاب السياسية، وقد أثبتت هذه السياسة فعاليتها بالفعل حيث إن أكثر من 26 في المائة من العمد في المناطق الريفية من النساء “.
ومن ناحيته أعرب يان كوبيش، الأمين العام السابق لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، عن إعجابه بإنجازات كازاخستان في فترة زمنية قصيرة نسبيًا وقال”: مرحلة النضج. بالنسبة للدول، غالبًا ما يكون عصر التحديات والنمو في الطريق إلى مرحلة البلوغ. لكن كازاخستان اليوم هي مزيج ناجح من النضج والبلوغ مع الطاقة الشابة والرؤية الواضحة”.