العراق/ طلال العامري
فكرت وانا في أشد ساعات الألم والمرض ان لا اترك أسودنا بلا كلمة أو إشعارهم بالوقوف معهم في أهم مواقع سيخوضونها في منامة البحرين لذا اقول..
رغم عدم القناعة به في الأيام الأولى لعمله في تدريب منتخب العراق الوطني، الا ان كاتانيتش اثبت لي ولغيري بأننا كان يجب علينا الانتظار لنرى عمله ومن ثم نحكم عليه..
و للأمانة حين رأينا بواكير العمل وكانت في الاتجاه الصحيح الذي طالما حلمنا بمثله وكذلك بمدرب يعيد هوية الكرة العراقية التي فقذت من بعد نيل (الأسود) لأول كأس قاري وكان في العلم ٢٠٠٧ من خلال جيل لم ولن يتكرر..
مع كل ذلك عمل كاتانيتش بالممكن والمتوفّر من اللاعبين العراقين ومضى الرجل في رحلة لم يصمد بمثلها اي مدربٍ أجنبي، كون السلوفيني ما أن حط قدمه في الأرض العراقية حتى كسب الأغلبية ومن بينهم الشارع الكروي العراقي الذي لا يرحم..
اجل كسب كاتانيتش الشارع وهذا عامل مهم جداً.. ومن خلاله راح يعمل وفق رؤية عراقية معتمداً على اللاعب المحلي بنسبة ١٠٠٪.. بل قام الرجل بقفل الأبواب بوجوه اللاعبين المغتربين من العراقيين الذين قال لهم كاتانيتش بأنه يمتلك من هم بقدراتهم أو مثلهم في العراق..
ولانه ولغاية مباراة البحرين وكمبوديا الأخيرة التي انتهت بحرينية بالثمانية حافظ على الصدارة في مجموعته والتي ينوي استعادتها من جديد عبر البطش عن طريق الأسود بالفريق الكمبودي الذي ليس لديه اي حظوظ في التصفيات الأولية وباتت مبارياته تحصيلاً لحاصل..
نعم سيلعب الكمبوديون بلا ضغوط أو هدف.. وبالمقابل سيدخل العراق وعيون لاعبيه على النقاط الكاملة للمباراة التي تجلسهم براحة بالمقعد الأول ليراقب أبناء الرافدين المباراة الاقوى التي تجمع المضيّف البحرين بمنافسه اللدود إيران..
هنا لن نستسهل الأمور ونقول عنها حسمت.. لأن كرة القدم ام المفاجآت وهي تعطي لمن يعطيها وقطعاً الأخضر والأبيض العراقي سيكون بالموعد لتحقيق نسبة العبور براحة لأن العبور نريده بالحسم عن طريق المخالب التي عليها ان تحافظ على الصدارة والابتعاد عن أي منغصات تذكر..
عابرون يا عراق.. عابرون يا جماهير العراق أينما كنتم.. وكل ما تحتاجه كتيبة كاتانيتش هو الدعاء لنيل التوفيق الذي نسأل الله أن يكون من نصيب العراقيين الذين لا ينسى أحد لهم الفوز التاريخي المتحقق على منتخب إيران في العاصمة الاردنية عمّان..
الثقة كبرت وحال المنتخب أفضل اليوم وحتى في الترتيب الشهري رأينا تقدم العراق نحو المركز ٦٨ عالمياً تاركاً عديد الفرق الكبيرة خلفه..
وآخر كلماتنا للأسود قبل إكمال مشوار التصفيات المزدوجة نحو (قطر ٢٠٢٢ والصين ٢٠٢٣) هي:
اتركوا كل شيء خلفكم والعبوا كل مباراة وكانها مباراة كأس..
لا تهتموا للشاعات أو الاقاويل التي سيعتمدها البعض للتأثير على معنوياتكم.. أنتم خلقتم للتحدي وما أحلاه حين يتكلل بالعبور.. عليه انتم عابرون وعلى اكتافكم فرحة ٤٠ مليون عراقي.. سيقفون خلفكم غداً الاثنين وانتم ترفعون شعار الفوز لعيون العراق.. وحيا الله العراق بابناء العراق ومحبيه من كل أصقاع الأرض..
دمتم ولنا عودة إن شاء الله..