بينما كان أكبر خطر يخيف العالم هو ما يثار حول سيناريو ارتطام أجرام سماوية أو كويكبات بكوكب الأرض ومن ثم تدمير الحياة عليه، لكن على ما يبدو هناك خطراً آخر أكبر وأشد ضرراً، حيث نبهت وكالة بحوث الفضاء الأميركية، ناسا، أن هناك خطراً محدقاً يهدد البشرية أكثر من أي وقت مضى، وهو المرتبط بسيناريو حدوث انفجارات بركانية ضخمة قد تكون سبباً في القضاء على حياة البشر على سطح الأرض !
والخطير في الموضوع هو توصل ناسا في دراسة أجرتها حول هذا الأمر إلى أن احتمال إبادة البشر بانفجار بركاني يقدر في الواقع بضعف احتمال ارتطام جرم سماوي بالأرض كهذا الارتطام الذي كان سبباً في تدمير وإبادة معظم الديناصورات من قبل.
وأشارت ناسا في بيان لها حول تلك الدراسة إلى أن الانفجارات البركانية الضخمة تحدث بشكل متكرر أكثر من تأثيرات الكويكبات أو المذنبات الكبيرة التي سيكون لها تأثير كارثي مماثل على الحضارة الإنسانية.
وصنَّفت ناسا في دراستها تلك البراكين فائقة الحجم بأنها براكين ضخمة للغاية وأن انفجارها سيؤدي لقذف أكثر من ألف كيلو متر مكعب من المواد في الغلاف الجوي، وهو ما يُبَيِّن مدى وحشيتها وقسوتها.
ونوهت بهذا الخصوص صحيفة الدايلي ستار البريطانية إلى أن هناك أدلة جيولوجية تبين أن بركان كالديرا يلوستون سبق له أن ثار وانفجر قبل 60 ألف سنة ومرة أخرى قبلها بـ 60 ألف سنة.
ورغم أن هذا النمط ليس ضماناً، لكن يمكن الاعتماد عليه كمؤشر دال على أن هذا البركان الضخم على وشك أن يثور الآن مجدداً.
ووجد الباحثون إنه عند انفجار بركان ضخم، فيمكن ل “الشتاء البركاني” الذي ينجم عن ذلك أن يتجاوز بسهولة كل ما تمتلكه الحضارة من مواد غذائية مخزنة بكافة أنحاء العالم. لذا حتى إن كان البشر محظوظين بما فيه الكفاية وعاشوا في قارة أخرى، فإنهم لن يكونوا في مأمن من الآثار والتبعات الخاصة بالانفجار الكارثي.
والمثير للقلق في الأمر أيضاً هو اكتشاف الباحثين أنه حتى وإن صدر عن البركان الضخم بعض العلامات التحذيرية، فمن المتوقع أن تقدر تكلفة تهدئة صهارة البركان قبل أن يتسبب في انفجار كارثي بـ 3 مليار دولار باستخدام التكنولوجيا الحالية.