سعد رزاق الأعرجي
أدركت جيدا عندما قدمت على الخوض في هكذا موضوع والكتابة فيه أنه موضوع شائك وان النقاش فيه عقيم وربما يفسر على أنه إعلان مجاني لشجيع الرجال للاقتران بزوجة ثانية، وربما تتخذ النساء مني موقفا دون النظر في تفاصيل الموضوع وتفرعاته، اما الرجال فبالتاكيد ستنفرج اساريرهم بمجرد قراءة العنوان.
فياسيدتي الكريمة أن كنت واثقة من نفسك ومتاكدة من انك تشغلين حيزا لاباس به في قلب زوجك فالأمر لا يعنيك وان كنت خلاف ذلك ويساورك الشك فاحترسي من ثورة عواطف الرجل المتاججة، ومهما قدمت من نصائح لايمكن أن أصل إلى نسبة ضئيلة من حسن تدبيرك والمحافظة على زوجك، فالعلاقة الزوجية شراكة بين الزوجين ربما تستمر من خلال التفاهم والألفة والحب وان كان غير معلن، فبالتاكيد فإنه ينمو ويتعاظم مع مرور الوقت، وهناك نوع آخر من الاستمرار في الزواج، هو خضوع احد الزوجين لواقع الحال والقبول بالقسمة التي قدرت له وهنا ترجح كفة احد الزوجين وتكون له الكلمة الفصل في البيت، ربما تمتثل الزوجة لأوامر زوجها وتنفذها ادا كانت منطقية فتكون بذلك قمة في المثالية وتمثل رأي الإسلام في الزوجة الصالحة، اما إذا كانت سيطرة الرجل من خلال العنف والقسوة فهذا اضطهاد وظلم بحق المرأة قد تحتمل وقد تنفجر، وبالمقابل قد لايستطيع الرجل العيش مع امرأة متسلطة متنفذة في البيت والرأي وبتربية الأطفال وتتبع سياسة خاطئة فقد يركن للهدوء ويرضى بالمقسوم وقد يتمرد على الواقع بلحظة وينقلب إلى وحش فيحطم كل شيء تاركا خلفه أطلال الماضي لينفض غباره ليرتدي حلة جديدة اسمها الزوجة الثانية وهذان الرأيان بالطبع يقودان إلى التفريق.
ليس بالهين أن يواجه الزوجان هكذا قرار فهو مؤلم بحق وان كان أحدهما يشعر أن ذلك يقوده إلى الحرية، فالمرأة وان كانت هي من طلبت التفريق تراها لاتستطيع حبس دموعها بمجرد النطق بالتفريق ، لأن الأمر ليس سهلا ابدا وكذلك الرجل لايشعر بالاستقرار ويعيش أياما تختلط فيها الأوراق ويحاول أن يتشبث بأول فرصة تلوح له بالافق.
من هنا أود أن أوضح الملامح والرؤى التي تظهر أمام الرجل والمرأه، فقد يقدم الرجل على الزواج الثاني فيحاول تصحيح الأخطاء التي مر بها وعاشها في تجربته الأولى، حيث يقف عند كل خطوة ليفكر مليا قبل الأقدام عليها وان يتوخي الحذر الشديد مع كل تصرف حتى يصل إلى مكمن الأخطاء التي تسببت في إنتهاء الرابطة الزوجية السابقة والتي بالتأكيد تبقى منقوشة على جدار الذاكرة.
انه حق مشروع لو ناقشنا الأمر بامعان، فما الذي يجعل السيدة المحترمة ذات الحسب والنسب أن تقضي بقية حياتها مع رجل لايقدر تضحياتها ولا يوجد بينهما اي توافق فكري وانساني، فيتحول البيت إلى سجن كبير والحياة تغدو ضيقة وتصبح العلاقة مستحيلة وقتها ترجح المرأة (أبغض الحلال) للخلاص من هذا الكابوس، فهل هذا الأمر وارد في حياتنا أيتها السيدة؟
نعم اقولها بدلا عنك، فما ذنب الفتاة بنت العشرين ربيعا والتي كانت تحلم بفارسها الهمام لياتي فيختارها من بين الجميلات وينطلق بها على صهوة جواده، ماذنبها أن وجدت هذا الشاب خال من الانسانية والأحاسيس ولا يستطيع أن يسعدها بأن يهدي لها طفلا كان كل امانيها أن تربيه وتراه يكبر حتى يبلغ أشده. وأظن أن هذا الأمر بحد ذاته ذريعة لأي سيدة لتطلب التفريق والحق معها، اما الرجل فله أسبابه في طلب التفريق ومنها مسألة الإنجاب إذ اننا لانستطيع أن ننسلخ عن مجتمعنا العربي والشرقي وربما العشائري الذي يدعوا للواج المبكر اولا والانجاب والتكاثر ثانيا. لذا فإن استمرار العلاقة الزوجية مهدد بأمور هي بإرادتنا ونستطيع السيطرة عليها وأخرى خارجة عن إرادتنا. ان الوضع الذي نمر فيه حاليا والإعداد المهولة التي نسمعها عن حالات الطلاق، أمر يدعو للقلق وخاصة بين الشباب ولاتفه الاسباب
فيا أيتها السيدة حافظي على زوجك لأن الزوج الشرقي لايرضى الا بدور البطولة..