منوعات

من الذاكرة الكربلائية/ المشهد التاسع والأربعون. (صداق المرأة.. المهر/ السياگ)

 

 حسين أحمد الإمارة

إتصل بي أحد الأصدقاء طالباً مني مرافقته مع مجموعة من الخيرين لخطبة فتاة لولده البِكر ، أبديت موافقتي بكل إحترام.

في اليوم الذي اتفق عليه الطرفان( بالمشية ) ذهبنا جميعا إلى المكان المعرف.
وقد وجدنا المضيفيين في إنتظارنا ،استقبلونا بحفاوة وترحاب معهود من قبل الجميع.

كلمات ترحاب وسط سعادة أحاطت بالجميع ،
وجوه باسمة مرحبة لمن تواجد في المكان.

كان معنا رجل طاعن في السن سيد النسب تقدم بالكلام مبتدأً بالصلاة على النبي وآله، صلوات الله وسلامه عليهم. طالبا يد كريمة صاحب الدار .

جاء الرد المباشر بالموافقة.
يبدو ان التفاصيل العامة قد تمت من خلال النسوة بين الطرفين كما هو المتعارف عليه في اغلب البيوت.

بعد الاستفسار عن مبلغ العقد ( المهر ) تقدم والد البنت واقفاً موجهاً كلامه للجميع بأنه لا يطلب مهر أكثر من( قرآن وحج البيت الحرام ) كصداق لابنته .وهو في هذا الكلام قد ألزم نفسه بما قال..

نتوقف عند هذا الكلام…
أقول: أليس للمرأة حق معلوم من المال الذي يسمى (الصداق ) يثبت ويدون في العقد الذي يبرم بين الزوج والزوجة. وهو المبلغ الذي يصرف لتأمين احتياجات ومتطلبات الزوجة وبيت الزوجية المنشود..

فإذا كان المهر قد حُدد بنسخة من كتاب الله وحج البيت، كيف إذن يؤمن شراء تلك الاحتياجات؟
وهل نتعامل مع القرآن كمادة ومردود مالي ، أم هو كتاب مقدس يحتوي على أسس تنظيم الحياة من تشريعات ونظم تسير عليها البشرية.

حج البيت هو الآخر قسم من أقسام العبادات الخاصة بالفرد كما هي الصلاة والصيام وهو غير ملزم لمن لا يستطيع إليه سبيلا. فما جدوى هذا الطلب.

إتضح فيما بعد أن هذا الكلام لا قيمة له ولا أعرف أسبابه.
وإنما يوجد عقد للزواج ذكر فيه مبلغ من المال (قَلَ أو كَثُر ) .

إذن لماذا نقول هذا الكلام أمام الحظور وما هي الغاية منه.
مع العلم أن للبنت حق المهر ولا يمكن أن يتنازل منه أي أحد سواها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى