حسين أحمد الإمارة
هم مجموعات من البشر يتصفون بعادات وتقاليد في بعضها تختلف عن بقية الأقوام والمجتمعات، وهم منتشرون في الكثير من دول العالم.
الكاولي باللغة التركية تعني من (خرب بيته) وبقى متجولا.
ولهم تسميات مختلفة تبعاً للدولة ألتي ينتشر فيها ..
ففي روسيا مثلا يطلق عليهم چد.
إيران. زانگي.
تركيا. كوچر.
أوربا الشرقية. تيسگان.
إسبانيا..بسكاي.
بريطانيا..جبس.
فرنسا..جيتان .
الشام.. نَوَّر و قرباط.
الموصل ..غجر.
أما في الوسط والجنوب فيطلق عليهم كيولية …
إختلف الرواة عن أصولهم العرقية..منهم من أدعى أنهم من شبه القارة الهندية من مدينة (كابل ) لذا اطلق عليهم إسم كيولي .
ومنهم من ينسبهم إلى مناطق جنوب آسيا الوسطى.
وأكثر للمصادر تذكر انهم نزحوا في بداية القرن العاشر إلى وادي الرافدين ومن ثم انتشروا إلى تركيا وعبروا منها إلى أوربا وقسم منهم إتجه إلى شمال إفريقيا..
في العراق اغلبهم سكن عند أطراف مدينة الديوانية منطقة ( الفوار ) وكذلك بغداد منطقة الكمالية والفضيلية والاسحاقي. ومنهم من سكن في مناطق من البصرة والموصل.
وقد امتهنوا الرقص والغناء وإقامة حفلات الأعراس، كذلك عُرف البعض منهم في صناعة الحلي وصياغة أسنان الذهب والصناعات الفضية والمعدنية وصناعة الخناجر والسكاكين .
ومنهم من أتخذ من قراءة الطالع وأعمال السحر والشعوذة مهنة له.
بعد منعهم من إقامة حفلات الرقص والغناء في العراق بعد عام 2003.اضطر البعض منهم بالدوران في الطرقات لغرض التسول وكسب المال للعيش.
عرف عن الغجر بسلميتهم ولم يثبت انهم ارتكبوا أعمال إجرامية أو إرهابية ولا جرائم قتل أو سرقات.
لقد عانت هذه الشريحة في العراق من عدم الإعتراف بها كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، ولم يسمح لهم بالعمل ضمن القطاع العام ولا يحق لهم الانخراط في خدمة العلم ولا يحق لاولادهم دخول المدارس كونهم لا يمتلكون هوية كما هم بقية أفراد المجتمع .
وقد أُشر على شهادة الجنسية التي تخصهم كلمة (الاستثناء ) .
اما في الوقت الحاضر فقد بدأت الحكومة برفع هذه الإشارة وتم تزويدهم بهويات مثل بقية أفراد المجتم.
ولا زالوا يعانون من نظرة المجتمع الدونية لهم.
حفلة عرس..
اصطحبني شقيقي يوما لحضورحفلة زفاف خاصة لأحد اقربائنا الذي يسكن البستان.
جلس المدعوين لتناول طعام العشاء على ربوة كبيرة مزروعة بالثيل، فُرشت بالحصران على طول أركانها الأربع.
بعد أن أكملوا من العشاء ، دخلت سيارة توقفت بالقرب من الساحة ،نزل منها مجموعة من الرجال يحملون آلاتهم الموسيقية، ونساء يرتدين ثياب مزركشة بألوان زاهية.
سألت عنهم فقيل لي هؤلاء هم ( الكيولية) وهم من يتولوا إقامة حفلة الرقص والغناء .
بعد أن استقر الجميع في أماكنهم، أتخذت الفرقة جهة من الساحة وبدأت بالعزف والغناء والبنات يرقصن وسط الساحة.
بعد فترة توقفوا لأخذ إستراحة وتناول الطعام الجاهز.
توجهت إلى أعلى الدار لأنام بين الأنام، نومة عميقة حتى ايقضتني الشمس.
نزلتُ لأسفل الدار لأجد الجميع في نوم عميق سوى إحدى الجدات واقفة على التنور، تخبز الخبز اللذيذ، تناولت منها قرص (حار ومكسب ) قضمته عن آخره.
بعد ساعة من الزمن نهض الجميع ليجد أن الإفطار قد أُعِد وهو مكون من البيض والحليب والخبز والزبد إضافة ( للخميعة ) وهو نوع من الطعام البسيط والمفيد ينقع الخبز مع الحليب الحار والسكر والزبد ..
هذا النوع من الحفلات كان سائدا آنذاك. أما الآن فقد دخلت الآت ال (دي جي) ومكملاتها بسبب إختلاف رؤية الناس واذواقهم ..