منوعات

مرواة ”قصة” بقلم/ طلال العامري

 

أنا والأميرة و المسكين

 

اعتدت  النهوض متأخّراً كل يوم ، حتى بدأت الألوان تمتزج عندي ، لا أفرّق بين ضوء الصباح وعتمة الليل، فأنا دائماً أمزج بينهما !!

أعلم أن اللون الرمادي مرفوضاً ، ولكن ليس في كل الأوقات ، عندما كنت أوصي صاحب المقهى الذي أرتاده التقليل من نسبة السكر في الشاي الذي يقدّمه لي ، كان يتعجّب ، ومن تعجّبه أجد سؤالاً يطفر على لسانه ، يبادرني ليقول لي .. هل أنت مصاب بداء السكر ؟ أضحك في سري … وأتركه مع خياله !!

نهضت من مكاني وقبل أن أستقر واقفاً ، رنّ هاتفي (الجوال) .. صوت أتاني من بعيد: أين أنت يا رجل ؟ قلت له: أنا قريب منك .. لم يمهلني كثيراً لأتعمّق معه بالكلام ..
أريد أن أراك بعد نصف ساعة .. نطقها على عجل وأقفل الهاتف !!

وأنا في طريقي إليه تذكّرت ما فعلته له قبل أيام عندما مرّ بموقف ووقت عصيبين .. تزاحمت الأفكار في رأسي ، ماذا يريد ؟ وهل يحتاجني فعلاً الآن ؟ ماذا يريد مني ؟ ولِمَ لَم يبح لي بما يحتاجه عن طريق الهاتف ؟ أسئلة كثيرة راحت تتصادم في رأسي ، كأنّها مركبات تسير في طريق ضيّق امتلأ بالسابلة ، حتى أجبرتْ الألوان الأصفر والأخضر والأحمر على منح نفسها إجازة ، لعدم الاستجابة إليها ، (فوضى) عارمة وتمرّد أعلنه الجميع !!
أسرعت بخطاي وإذا بي أقف على مقربة من صديقي … لم أطرح السلام ، بل سألته ما بك ؟ التفت إليّ وقال : أردت أن أشكرك يا رجل ..! قبل أن أوبّخه مباغتاً ، وجدته ينهاني عن الكلام ، مدّ يده المليئة بالبقع الداكنة إلى جيبه ، أخرج رزمة من المال أراد دسّها في جيبي ، نهرته .. راح يتوسّل وأنا أكثر منه توسّلاً ألا يفعل !!
أعاد الرزمة إلى جيبه ، وعندما خرجت ذات اليد رأيتها .. هالني ما رأيت من اصفرارها الواضح ، هي تختلف عن اليد الأخرى ..!

تذكّرت والدي رحمه الله عندما كانت تأتيه أوجاع القلب ، كانت إحداهما تتحوّل إلى اللون الأصفر ، ولا ينفع مع الأخرى لونها الأصلي ..!
حين كنت أرى ذلك على يديّ والدي ، كنت أهرع إلى عبوة الدواء الصغيرة أفتحها على عجل .. لأعطيه (حبّة) صغيرة ليضعها بسرعة تحت اللسان …!
دقائق وتستقر الأمور .. ثم يعود لون الجلد في يديّ والدي إلى طبيعته .. أردت أن أخبر صديقي بما أعرفه عن اللونين (الطبيعي) والأصفر الذي يصيب يدا الإنسان !!

ترددت وقلت لنفسي ، هو يعيش الدنيا بالطول والعرض ، وأي تشكيك بصحّته ممكن يدفعه إلى الرضوخ للمرض ونحول الجسد .. وأنا مع تلك الأفكار ، ربّتْ صالح على كتفي ، وقال لي أقسم بالله لن أتركك حتى تأخذ مني شيئاً !!

أجبته .. أنا لا أتلقى أي شيء نظير خدماتي لأصدقائي ولا حتى للغرباء !!
تجاهلني للمرة الثانية وكأنني غير موجود قربه هذه المرة !!
سار أمامي وأنا أتبع خطاه ، وصل إلى مكتبه الصغير .. دلف وأنا من خلفه … مع دخولي شممت رائحة (غائط) أشعرني وكأنني أسير في حظيرة للمواشي …!
تبدد فضولي عندما رأيت مجموعة من الأرانب تتقافز هنا وهناك وكانت بأعمار صغيرة !! أمسك صالح أحدها وقرّبه مني … هذا لك وأقسم بطلاق “أم عبد” إن لم تأخذه مني فهي طالق !!
موقف صعب وضعني فيه (صالح) .. خشيت على زوجته المسكينة التي لم أكن أريد التسبب لها بتركها لمنزلها وتشريد أولادها !!
ألا يكفيها سكوتها عن صالح وأفعاله ؟ قلت له ليكن ، ضع لي الأرنب في شيء لأحمله معي عند الخروج !!

لم أرغب بالبقاء طويلاً … قبل أن أنهي شرب الشاي نهضت ونسيت صندوق الأرنب ، لكن صالح صرخ بي وكأنّه يصرخ بتلميذٍ في الصف الأول وقال .. إلى أين ؟ أجبته إلى عملي … أضاف .. يمكن أنت تريدني أن أطلّق أم عبد ؟ ثم أشار إلى الصندوق !!

حملته على مضض ، كانت زوجتي في الشهر السابع من حملها ، تترقّب أخٍ جديد لابنتها البكر ذات الأربع سنوات وشقيقها ذي الثلاث سنوات !!

دخلت المنزل … وضعت الصندوق على الأرض ، فتحته لأطمئن على الأرنب الأبيض ! هالني ما وجدت … كانا أرنبان اثنين لم أتبيّن أيهما الذكر ومن تكون الأنثى !!

خافت زوجتي ، أشاحت ببصرها إلى الجهة الأخرى ، وقالت أبعدهما عن عينيّ ، ألا تعرف بأن رؤية الأرنب ممكن تؤدي بالمرأة الحامل أن تنجب طفلها (مشروم) الشفّة ؟

مصيبة كبيرة .. لم أفكّر أن طفلي أو طفلتي الذي في علم الغيب ممكن يؤثّر عليه الأرنب المسكين الذي راح يرقص مع من كانت معه ، وطفلي الصغير خلفهما يجري ويصرخ (أرنوبي) ، أرنوبي !!.

بين جدٍ وهزل وصراخ وضحك بصوت عالٍ أقنعت زوجتي أن الأرنب ليس له علاقة بالأطفال الذين يولدون كـ(مشرومي) الشفاه .. وألقيت عليها محاضرة طويلة لم تنقطع إلا بدخول جارتنا (أميرة) ، التي اعتادت الدخول إلى بيتنا أو أي من (بيوتات) الجيران من دون استئذان !!..

رأت الأرنبان ، أمسكت ذي اللون الأبيض .. قلبته .. لامسته بإصبعها الخشن الذي توضّح بنهايته آثاراً لقضمها حواشيه ، لأن الزوائد الجلدية كانت بارزة وكأنّها إبر أو دبابيس !! قالتها بثقة إنّه ذكر !!
فقلت لها أتركيه لأني أخشى عليه الذكور منك.. !

لم تعلّق بل نظرت إليّ بطرف من عينيها اللتين سال عليهما كماً قليلاً من كحل الليلة الماضية .. ربما كانت أميرة فيها برحى معركة (سريرية) وعلى ما يبدو نسيت أن تمسحه أو تعمّدت ذلك لأن الأمر عندها سيّان .. لاحقت الأرنب الآخر وأمسكته بخفّةٍ، كررت معه ما فعلته مع الآخر … شهقت إنها أنثى .. قبل أن تكمل ، قلت لها .. هي من نصيبك .. خذيها واجعليها على مائدة زوجك المنهك أعانه الله عليك !! قالت لي .. ماذا تقصد ؟ أجبتها لا شيء ، لا شيء …!

حملت أميرة الأرنبة الصغيرة واتجهت بها إلى بيتها الملاصق لبيتي ، ما هي إلا نصف ساعة حتى بدأت رائحة الأرنب المطبوخ تطوف أرجاء الحي … على باب الدار استقبلت زوجها .. أخبرته هي قائلة: اليوم يومك يا سبع … طبخت لك أرنباً !!

تأوّه الرجل وكأنّ سوطاً من النار قد لسعه ، وقال الله يستر منك اليوم..!!

معروف عن البيوت الشرقية أنّها أشبه ما تكون بالمتداخلة .. وإن لم تحترس بكلامك أو فعلك وصوتك وما تقوم به فإنها جميعاً تصبح وبسهولة في بيت جارك !!

العاشرة مساءً أو يزيد .. كنت أسير في فناء داري الصغير .. أصوات (همهمات) تأتيني ، تبعتها صرخات ، انفعالات ، مواء قطط كأنّها في قمّة شهر شباط !!

هي تصرخ وزوجها المسكين يتألم !
هدأ سكون الليل الذي كان يعيش قمّة الصخب .. تأوّهت أميرة بقوّة من تقتلع سر الخلود .. شهقت ، زفرت ، ثم راحت تشتم أبو صلاح وتردد .. دائماً تتركني وأنا في القمة وتنام .. يجيبها الرجل باستكانة ألا يكفي ؟ لقد أمتعتكِ لمرتين ! تجيبه لا لم أكتف !!

هنيئة وأسمع الصوت وهنا أخبركم بشيء ، أنا لا أتنصّت بل الصوت هو من يغزو أذني وربما كل آذان أبناء الحي !!

صرخت أبو صلاح .. أبو صلاح .. كان الرجل وهذا ما شعرت به أقرب إلى الميّت الحي ، أميرة لم تترك له شيئاً .. هي التي اكتنز جسمها ، وهو الذي بات كخيال المآتة ..!
قبل أيام أخبرني الرجل بأنه وبعد أي عملية جماع مع أميرة .. يرى ما يشبه اللون الوردي يخرج من (جهازه) .. فسألني عن هذا الشيء وكيف السبيل للعلاج ؟ أجبته إنّه التهاب واضح بسبب الإفراط .. وعليه أن يأخذ إجازة من أميرة !!

تذكّرت أن المرأة ممكن تهدي حبيبها هذا اللون في أول ليلة تجمعهما إن كان ذلك على فراش الزوجية أو حتى غيره .. لأن اللون (الوردي) هو دليل البراءة والعفة وأشياء أخرى !!

هكذا علّمونا ونسوا أن العفة وغيرها باتت مستباحة وأوجدوا لها عدة طرائق لكي تعود وتصبح (كما كانت) !!

أعود لأرنوبي الذي تعلّق به ابني كريم ، كان الصغير ينمو بسرعة .. نحن ندلل الأرنب وكأنّه فرد من الأسرة ، رغم (غائطه) الذي يشابه غائط (الخروف) !! تحمّلناه لأيام ، حتى شعرت بأم كريم تطالبني أن أتخلّص منه !

أردت ذلك ولكني خفت على أبي صلاح جاري إن أنا أهديته له من ليلة سوداء أكون “أنا” المتسبب بها !!

عدت من عملي في ظهيرة أحد الأيام وكانت أميرة تجلس القرفصاء على دكة باب بيتها .. أحببت أن أمازحها .. قلت لها أما آن لك أن ترتاحي ؟

أنت الآن أم لأحد عشر طفلاً ..!

نهضت من مكانها وكأن أفعى لدغتها أو عقرباً لسعها ، أجابتني .. بالله عليك ماذا بقي لنا غير الأكل والنوم و(غرفة النوم).. ؟!

باغتني جوابها ..

أردت أن أستفزها فقلت .. لغرفة النوم حرمة وشرعية ، وأنت بت لا تميّزين يا أميرة ..

تنهدت ، وتخيّلتها ستزعل ، لكنها أجابتني .. أنا لا أجبر أحد والدليل أنت .. بقيت عصيّاً عليّ ، ولكني سأصبر حتى أضيفك إلى سجلّي الذي أفاخر به ولا ينقص سوى اسمك وجسمي يشتاق “جسمك”.. !!

لم أتعجّب من ردّها ، لأننا اعتدنا منها هذا الكلام.. !!

كانت أميرة ذات الثمانين كيلو غراماً ، الخمرية اللون ، كثّة الشعر بغير هندام ، ترتدي (جلباباً) مريحاً واسعاً متعدد الثقوب ، لا تبالي من التشققات التي ملأت كعبي قدميها ، أثار الدم الأسود المتيبّس كانت واضحة ، هي تجاهد كي تبرز (ثدييها) ، كثير من المرات سألت نفسي ترى هل لديها ما يدفع الكثيرون ليكونوا قربها لساعات أو دقائق ؟

عندما تبتسم كانت الصفرة واضحة المعالم على أسنانها ومن يدقق أكثر سيجد أحد القواطع الأمامية نُخِرَ من الجانب ، فيما كانت هناك فجوات لضروس قلعت بفعل الزمن أو المجهود الذي يبذل على الأسرّة “كل الأوقات” باختلاف المصارعين وأوزانهم.. !!

أخبرت أميرة أريد أن أذبح الأرنب ولكني أخاف، لأني لا أجيد ذبحه أو سلخه …

ضحكت (الملعونة) وقالت (قلبك عطوف) !!

اعطف عليّ !!

شعرت أن الكلام سيأخذ منحىً آخر فآثرت الانسحاب بهدوء لأدلف إلى بيتي بسرعة الفأر الذي يدخل (جحره) بعد شعوره بالخطر !!

ساعتان أو يزيد .. دخلت أميرة بعد أن دقّت باب الدار بطرقات لا تكاد تسمع .. هذه عادتها ، تريد أن تصطاد أي لقطة وعلى الطبيعة !!

قالت ومن دون أن تطلق التحية .. أين الأرنب ؟

أشار لها ابني كريم إلى مكانه الذي كان يتلقّف فيه جزرة بين قواطعه !!

هجمت عليه أميرة وبحركة خاطفة كان المسكين يرقد بين كفّيها السمراوين الخشنين مستسلماً !!

طلبت من كريم بعد أن نقدته المال أن يذهب ويشتري لنفسه (الحلوى) … لم أكن أرغب أن يرى المسكين (مجزرة الأرنب) أرنوبي ، وكيف سيتم التمثيل بجثّته لاحقاً ؟!!

خرج كريم ، وسألت أميرة عن السكين ، وضعت الأرنب تحت قدمها ذي الأظافر الطويلة التي تقشّر عنها دهان أحمر وضع من غير عناية !! وكان تحت الظفر الكبير خيط أسود يخبر من يراه بأنّه لم يغتسل منذ شهور خلت !!

كنت خلف أميرة وأطالعها بعين المتفحّص .. فضول حرّكني .. رأيت من أحد ثقوب ثوبها، لون جلدها المائل للسمار الأصفر .. لا أدري لم تذكّرت قولاً لأحد أصدقائي عندما نصحني أن أحذر من كل إنسانٍ (مصفرِّ) اللون !!

راقبت أميرة التي كشفت عن ساقيها حد الركبتين ، عقدت ثوبها بطريقة بدائية ودفعته إلى أعماق فخديها ، انتفخت تلك المنطقة ، قالتها أميرة .. بسم الله الرحمن الرحيم .. قبل أن تباشر الذبح ، أوقفتها وسألتها هل أنت نظيفة (غير مجنبة) ؟ كأنّها لم تسمع مني ، في تلك الأثناء ، أتتني رائحتها التي لم تكن لتميّز عن رائحة (حظيرة) المواشي !!

هنيئة وكانت الدماء تسيل من الأرنب الصغير !!

نهضت أميرة وتعمّدت هذه المرة أن ترفع ثوبها إلى الأعلى قليلاً ، لمحت لوناً أزرق بالقرب منه آثار لأسنان متباعدة كانت قد طبعت على ساقها بطريقة عشوائية.. وعلى الساق الأخرى وجدت وشماً لكلمتين لا ثالث لهما ، كتبتا من دون عناية .. وكانتا .. أميرة للحب !!

خرجت روح الأرنب وهدأ المسكين من الرفس، عادت إليه أميرة وبحركة لم أعهد مثلها ، أمسكت الأرنب بيديها ، نزعت فروته بسهولة لم أشهد مثلها طيلة حياتي ، أجل قشّرت الأرنب ورمت بفروته الناصعة البياض بالقرب منها وتلطّخ قسم من (الفروة) بآثار الدم المراق ..!

هنا أيضاً تذكّرت ليلة الدخلة والقطعة البيضاء التي يزوّد بها العريس والعروس ومطالب من كل واحد منهما أن يعطي قطعته لذويه !!

نظرت إلى أرنوبي المسكين الذي ذكّرني بطفلٍ حديث الولادة لم يكتمل بعد ويحتاج الدخول في حاويةٍ للأطفال الخدّج !!

راحت أميرة تغسل جثة الأرنب المنزوعة الرأس ، وتشرح لي كيف أنّ طعمه لذيذ كما طعم لحم الدجاج ، قطعت أرجله وفتحت صدره وأخرجت أحشاءه قطعة ، قطعة ، نظرت إليّ وكانت نظرتها هذه المرّة نارية بكل ما تعنيه الكلمة “هل هو فعل رؤية الدماء من تفعل ذلك وترفع نسبة الغريزة غير البريئة” ..؟
قالت لي هذا الكبد لك ، إنّه مفيد وكم أتمنى أن أرى مفعوله عندك !!

أشرت إليها أن تخفض صوتها لأنّ زوجتي ربما تكون تسترق السمع فتزعل !!

أجابت أنت مجاز ومن حقّك أن تأخذ راحتك !!

لعبت الخبيثة على الوتر (الحسّاس) !!

هي لا تكتفي، هكذا عرفها كل أبناء الحي ، ومن يطالع أولادها الأحد عشر ، فإنّه وبسهولة يستطيع أن ينسب كل طفل إلى والده الأصلي وهم كثيرون !!

كان أبو صلاح المسكين لا يستطيع أن يعترض أو حتى يعاتب أحداً وكلّهم أبناءه وينادونه (بابا) !!

ألم نتعلّم أن الابن للفراش وللعاهر الحجر ؟

هي كانت عاهر وللفراش وبرضا زوجها المغلوب على (قوّته) المنهكة ..!

انتهت أميرة من تقطيع الجثّة وغسلت أوصالها ، كنت واثقاً بأني سأطلب من زوجتي أن تعيد غسل تلك القطع من جديد !!

باغتتني أميرة وأنا في زحمة التفكير بالوقوف خلفي فشعرت بنهديها يلامسان ظهري .. كانا مكسوران منهكين ، كيف لا وهما يرضعان الصغار والكبار معاً ومختلف الأوقات والحاجات.. !!

لم تمنحهما الملعونة الراحة ، كانا خاويان من أي نوع للحياة ، مسكينة أميرة كيف سيكون حالها بعد خمس أو عشر سنوات ؟ إنّها تستهلك نفسها وبالمجّان ..!

أجل لم أسمع عنها أنها تقاضت قرشاً واحداً عن أيٍ من لياليها السوداء (الحمراء) ، كانت تريد المتعة والإمتاع !! أخذت وأعطت

(تبادل مصالح) وتعويض عن نقص ، كانت تتمنى لو أباحوا تعدد الأزواج ، كما أبيح تعدد الزوجات لحد الرقم أربعة !! لم تمتهن أقدم المهن التي عرفتها البشرية .. كانت تقتل الفراغ بالفراغ والإفراغ !!

قلت لها خذي يا أميرة أي قطعة ترغبين بها ، أجابتني .. اليوم أبو صلاح (خفر) وأنت ستحتاج إليها من يدري ؟

غادرت باتجاه بيتها وهي تسير بطريقة مغرية بعد أن سحبت ثوبها بكفيها من جديد لتبرز محاسن ظهرها وما تحته !!

محاولة أخيرة منها قد تحقق من خلالها ما رغبت به ، وتقع الفريسة (أنا) في شباكها !!

على طاولة الطعام اجتمعنا .. كان كريم أمامي ، وأمّه بالقرب مني ، فيما كانت أخته تجلس قريبة منه .. هو يسأل عن (أرنوبي) .. وأمّه تقول له سيأتي بعد قليل !

مدّ يده إلى قطعة اللحم الطرية التي أمامه .. قضم منها جزءً ، مضغه وبلعه تعالى صراخه .. أرنوبي … أرنوبي … أرنووووبي .. وكلما بكى كنت أعطيه قطعة أخرى من أرنووووبي !!!

انتهت

** ملاحظة مهمة

إن كل ما جاء في هذه القصة (مروية) يعبّر عن الحقيقة وغير الحقيقة ، وأيضاً ليس بالضرورة أنّ الحقيقة أو جزء منها لم يكونا حاضران فيها … لذا اقتضى التنويه

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى