جليل عامر / بغداد
بالأمس كان شارع المتنبي واحدا من أبرز معالم بغداد الثقافية حيث يعتبر السوق الثقافية لأهالي العاصمة والوافدين اليها من مختلف مدن العراق وتزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في أيام الجمعة، وتوجد فيهِ مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتبا ومخطوطات نادرة. ويحتضن الشارع كل يوم جمعة العديد من النشاطات الثقافية والمعارض الذي يزورها عدد كبير من السائحين الأجانب فضلا عن المثقفين. وبعدما خفت أعداد الزائرين لشارع المتنبي بسبب فايروس كورونا والاحتجاجات العنيفة المستمرة منذ شهور ضد الحكومة، لكن البقاء في البيت ليس خيارا لعُشاق الكُتب. وبالرغم من خطورة الفيروس وانتشاره لكن اصر المثقفين ورواد شارع المتنبي على ان يتوافدون من جديد وتعود الحياة الى طبيعتها في هذا الشارع العظيم الذي ازدحم بالناس ، حيث كنت هناك ليلة امس ولم اتوقع هذا الحضور الكبير لعشاق المكان .
سألت بعض المتواجدين من مثقفين وشعراء وموسيقيين وفنانين قالوا نحن نحب الحياة والانتماء لهذا المكان منذ ان كنا صغار والى اليوم وشغفنا بالثقافة اجبرنا ان نعيد للمكان حيويتهُ بعد ان انعدمت . ويعتبر سوق الكُتب في شارع المتنبي مقياسا للحياة الفكرية في العراق. وتُجلب خلاله الكُتب في عربات تدفع باليد من مكتبات في المباني القريبة لتُعرض على طاولات على امتداد الشارع بأكمله .
ويتلخص وضع بغداد في الساحة الأدبية العربية في المقولة الجميلة“القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ”. نسال الله ان يحفظ الجميع وان يحمي هؤلاء فحبهم للثقافة اجبرهم على ان يخاطروا ويخرجوا من أجل ان يعود شارع المتنبي ملتقى الثقافة من جديد .
0 628 دقيقة واحدة