فاطمة غانم جواد _ بغداد
دائما ما يلامس اسماعنا وانظارنا حوادث مؤسفة تتكرر بإستمرار على الطرقات الداخلية والخارجية للبلاد مما يجعل تلك الحوادث هي الطريق السريع للموت القصير للمقابر، فقد يأتي السهو الفكري والشرود الذهني بممرات الحياة المختلفة والعيش الضنك والظرف الصعب لسائق المركبة الذي لم يعد يفارق الحياة الا وانفاسا قليلة تخطفه من عالمه لتأخذه إلى الآخر، أو إعاقةٍ جسدية تصفي به للجلوس الثابت على كُرسيٍ متحرك .
” تعددت الأسباب والقدرُ واحد ” ما بين مغرياتٍ متنوعة يوفرها الهاتف بأنواعه العصرية التي سببت الادمان البشري عليها أصبح الفردُ حبيساً لتلك التقنية الحديثة شاملة الوجود فلن تقتصر على المنزل وحسب بل أصبحت تتوفر في المركبةِ الصغيرة بل وفرضت استخدامها حتى في وقت القيادة التي تتطلب مهارة وتأني لدرء الخطر الحياتي المتسببة له لمن يتهاون فيه أو يقلل من أهمية حدوثهِ.
” فن وذوق وأخلاق ” عبارةٌ شهيرة بمعاني واضحة الا انها غامضة لمن يريد أن يبرز مهارتهِ وجرأتهِ في القيادة فيبدأ بتجاوز القوانين المرورية التي وضعت لتنظيم السير ودرء الحوادث، من خلال زيادة سرعة القيادة فوق المستوى المحدد والتي تتكرر في المناطق العامة والسكنية فأضرار السرعة المبالغة لا تنطوي على السائق المتهور فحسب بل تشكل خطرا عميق الأثر للمارة والسكان في تلك المناطق ، فالاحترام والالتزام مرآة الوعي التي تعكس الصورة المثقفة لمن يتقن مهارة الحفاظ على الالتزام بتلك القوانين المرورية وتجنب المخالفات ضرورة امنية للمجتمع استثنائية للإفادة الفردية في الابتعاد عن الضرر الشخصي والعام.
“مهارة القيادة السبيل للنجاة” من الموت أو الاصابة بالحوادث المفتعلة من بعض متهوري القيادة ، فالمهارة لا تتوقف عند كيفية القيادة بل تتعدى إلى الامان وطرق التأني القيادي التي افتقرت اليها المناطق المختلفة في البلاد وهذا ما سجلته محافظتي الديوانية و واسط مؤخراً من حوادث كانت السبب في زهق ارواح العديد حتى وصلت الاخيرة للأشهر الثلاثة الماضية إلى ما يقارب ٦١ حالة وفاة و١٢٦١ إصابة بنفس تلك الفترة ، والسبب لا يخفى ولا يجهل في اهمال التعليمات المرورية المؤدية إلى السرعة المفرطة دون التفكير بآثارها ومسبباتها المأساوية.
فالتعاون المشترك ما بين المواطنين والدوائر المرورية هو الحل الأمثل لدرء تكرار تلك الحوادث للطرق الداخلية والخارجية ما بين المحافظات، وضرورة تفعيل القوانين التي تتضمن العقوبات المرورية وتنفيذها لمن يخالفها لتعمل كرادع ونقطة ضعف لمن يتهاون بها ويتجاوزها، فالثقافة المرورية لها أهمية سيما بعد تزايد أعداد المركبات حيث أصبحت الطرق تزحم بها وهذا جاء بعد السلف والقروض التي اطلقتها المصارف حيث تصل إلى ٦٠ مليون دينار عراقي ليتيسر الطريق أمام الموظفين والمتقاعدين والمواطنين الراغبين في التقديم عليها ، فالوعي الفردي والرقابة المرورية ضرورة امنية لابد من الالتزام بها وايلاءها الاهتمام المطلوب لتحقيق السلامة المجتمعية ..