حسين الذكر
لقد باركنا سابقا بعمود صحفي تحت عنوان ( العنكوشية فلسفة قادمة ) .. وقد بارك معنا كل المحبين لكرتنا ورياضتنا ووطنا .. وفقا لحاجتنا الملحة لايجاد بدائل تنظيمية فكرية عما كان سائد في المؤسسات العراقية اضطرتنا للبحث عن حلول ناجعة ولو من خارج الحدود او تحت مظلة محاكم دولية – مع كل مواجعها – ..
العنوان الأول للعنكوشية هو احترافي بحت بمعنى ان المال المصروف والمستخدم في ادارة العملية لنادي الديوانية ربحي وما يتطلبه من ضخ أموال طائلة بعيدا عن الاستجاد الحكومي الشحيح الذي لا يلبي حاجة النادي ولا الجماهير .. بصورة جعلت الاسارير مشرعة مبتهجة بالعنكوشية – وفقا لهذه النظرة – ..
حازم صالح مدرب كفوء طموح معزز باخلاق عالية اثبت جدارة من خلال قيادته لفرق الممتازة والأولى وغيرها .. الا انه لم يحقق إنجازات تمكنه من صناعة ماركة كبقية زملاءه المعروفين .. وقد وقعت الهيئة الإدارية السابقة للنادي وفقا لظروفها ومعاييرها عقدا لتدريب النادي كان صائبا وامتدح كثيرا وفقا لما يحمله الكابتن صالح من بصمات تدريبية وانضباطية تستحق الاحترام ..
الإشكالية حدثت حينما جاء السيد العنكوشي .. يحمل مشروعا احترافيا ضخما .. معززز بدعاية إعلامية واعلانية اضخم .. جعلت الأوساط العراقية تفرح وتتمنى التوفيق لكل الأندية ومؤسساتنا الرياضية ان تنهض وتتحول جذريا كما حدث في نادي الديوانية ..
وصرفت أموال وحددت اهداف وعقد مؤتمر صحفي .. وتم التعاقد مع لاعبين محترفين ( بارزيلي و اسبانيي وارجنتيني و بلجيكي ) … وغير ذلك من رمزيات يسيل لها لعاب الاستفهام .. !! بمعزل عن تقييمنا الفني له .. كما اخذ لغط يدور .. هل يبقى صالح مدربا .. ام ان العنكوشي سيبحث عن اسم اكثر شهرة وتجربة وقدرة على التعاطي مع الأدوات الاحترافية وتحقيق الأهداف .. وقد أجيب على سؤال الصحافة بشكل رسمي بان المدرب حازم صالح وبقية الملاكات في النادي خاضعة لمبدا البقاء للافضل .. باعتبار انه متعاقد مقابل مال خاص وينتظر منه ما يقابل هذا المال .. وقد قلنا حينها حق وكلام معقول يتناسب مع العقلية الاحترافية ..
وحل معسكر القاهرة .. وسمعنا اخبار شحيحة عن الجوانب الاحترافية المرافقة للمعسكر وانعكاساتها على الفريق – وليس النتائج فحسب – .. ثم فوجئنا بخبر اقالة المدرب صالح قبل انطلاق الدوري .. بساعات محسوبة … وهي مغامرة خطيرة وانعكاستها النفسية اكبر .. ومع ان العملية حق – عنكوشي بحت – وفقا للضوابط الاحترافية بين المؤسسة ( نادي الديوانية ) والمدرب حازم صالح .. الا ان الجوانب والتبعات الفنية والتنظيمية … تبقى محط سؤال واستسفار .. هل كانت العقلية الاحترافية حاضرة من ناحية الجدوى والأسباب الموجبة .. وهل تمت الإقالة بناء على رؤية تحليلية مسببة .. وهل الخطوة اللاحقة بنيت على ذات الأساس الفني وليس الربحي فحسب .. ؟؟؟
هذا وغيره من الأسئلة المهمة التي لا نبغي منها اللغط والغلط والمس بقدر ما نبحث عن دعم تجربة احترافية نتمنى ان تسود وتعزز بما يخدم كرتنا ورياضتنا وتنعكس إيجابا على مجتمعنا شريطة ان لا ينظر لها من الجانب المادي فقط .. فالرياضة ليس ميدان تباري وتنافسي فحسب .. بل هي هوية أخلاقية بنائية مجتمعة بل سلاح عولمي جديد اخر ..