أحمد حسين ال جبر
الكلاش .. هو الشخص الذي يحضر الولائم بدون دعوة حتى إن كان صاحب الوليمة شخص لايعرفه ، وما أكثر هؤلاء الكلاشة هذه الأيام بسبب كثرة الولائم التي تقام بمناسبة أو من غير مناسبة ، وبما أننا نقيم هذه الولائم كثيرا ، فعندما يعود الحاج من بيت الله أو حينما يكون هناك فرح ((عرس)) أو عندما يكون هناك عزاء ((فاتحة)) والفواتح كثيرة في بلدنا وخصوصا في موسم عاشوراء فالمواكب تغطي العراق كله بالكرم الذي يعجز عن وصفه أو تقيمه احد ، كذلك في موسم الانتخابات ، هنا لابد من أن تقام وليمة للأسباب السابقة الذكر ،
ذات يوم وفي إحدى الولائم التي دعوت إليها مع اخوتي بمناسبة عودة أحد الحجاج من ارحامنا جلسنا متقاربين وكان حضورنا بوقت متقدم عن الموعد كوننا نريد أن نسلم على الحاج ونستاذنه بالمغادرة لارتباطنا بمناسبة وموعد آخر لكن هذا الحاج احرجنا ولم يترك لنا سبيلا للخروج من الوليمة الا بعد العشاء ، وقد أخبرنا أن العشاء سيجهز بعد عشرة دقائق ، تأخر الوقت علينا وبعد مرور الوقت وتجاوز النصف ساعة وبدأ يكتمل المدعوين بالحضور أفرادا ومجموعات ، حتى الكلاشة حضروا والذين يكون حضورهم قبل تجهيز مائدة الطعام بدقائق كونهم يعرفون موعد ويوم الوليمة ، كان من بين الكلاشة شخص يبدو عليه انه غير مستقر وتعبان جدا لا أعلم من كثرة الولائم التي حضرها بهذا اليوم ، ام إن حالته النفسية متأزمة ، كان كثير الحركة والحديث مع المجاورين له في الجلوس والذين أمامه وكان أيضا يستدير للحديث مع الجالسين خلفه ، تأخر وقت تجهيز مائدة الطعام ، وبينما الوليمة هي لعودة حجي فالناس تأتي بالهدايا بمناسبة العودة بالسلامة ، حيث دخل احد المهنئين بكيس رز ، قفز هذا الكلاش وقال : شنو الجماعة ماطابخين لهسه …
ضحك الذين سمعوه وقالوا : يمعود اذكر الله انت شجاي تسولف ؟
وبعد أن أكمل هذا الحديث دخل رجل يحمل خروفا بيده هدية للحجي قفز الكلاش وقال بصوت عالي : هلا والله الجماعة هسه راح يذبحون هاي خوش سالفة يعني العشا طلع سحور مو عشا .. سمعه الحجي وقال له : يمعود انطينا صبر عشاكم جاهز بس انت جاي من وكت لازم ماتدري بالموعد وجاي على رسلك وصارت كدامك وادري بيك ماتفوت هيج وليمة …
رباط سالفتنه هذه ،،،، طبعا إن الكلاشة في أيام الانتخابات وأيام إعلان النتائج يومية وليمة يكلشون فيها يوميا يم واحد من المرشحين السياسين المدعومين وهي طبعا من اموال الوطن والمواطن .
المصيبة كل ساعة قافز علينه واحد منهم ويكول اني مشكل الوليمة الأكبر وماندري شلون طبخها قوزي على التمن ، لو تمن باكله ، لو آش ، لو هريسة ، لو دليمية ، لو فسنجون ، لو كنتاكي وفنكر ، لو همبرغر مكدولاند ، لو مقلوبة على الطريقة السعودية … وبعدها تضيع نتائج الانتخابات وطبعا يفوز فيها الذين يكلشون اموال الوطن والمواطن بدون وازع أو خوف ويتفاحرون بأموال السحت والحرام ، ويتحكمون بقدرات البلد الذي أنعم عليه الله بالخيرات وشعبه يعيش الحسرات .
0 721 2 دقائق