الباحث / طه الديباج الحسيني
يذكر الطبري ج٥ ص٤١٢ عن ابي مخنف عن سليمان عن حميد بن مسلم الازدي ان عبيد الله بن زياد ارسل الى عمر بن سعد كتاب جاء فيه (( اما بعد فحل بين الحسين واصحابه وبين الماء ولايذوقوا منه قطرة كما صُنع بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان )) ٠٠٠على ضوء ذلك قام عمر بن سعد بتكليف عمرو بن الحجاج الزبيدي مع خمسمائة فارس فنزلوا على شريعة الماء وحالوا بين الحسين واصحابة وبين الماء وان لا يسقوا منه قطرة وكان ذلك قبل قتل الحسين (ع ) بثلاثة ايام ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ اشتد على الحسين واصحابه العطش الامر الذي دعا الحسين ليطلب من اخيه العباس بجلب الماء فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وبعث معهم بعشرين قربه فجائوا حتى دنوا الماء ليلا واستقدم امامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال له عمرو بن الحجاج الزييدي من انت وما جاء بك ؟ فقال له أنانافع الجملي جئنا نشرب من هذا الماء الذي منعتموه عنا فقال الزبيدي فاشرب هنيئا فقال الجميلي لا والله لا اشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من اصحابه فقال الزبيدي للجملي لا سبيل الى سقي هؤلاء انما وضعنا بهذا المكان لنمنعكم الماء٠٠٠٠٠٠ . دعا العباس والجملي اصحابه لملأ القراب فملئوها بعدهاثار عليهم عمرو بن الحجاج الزبيدي واصحابه فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال الجملي فكفوهم ثم انصرف حَمَلَة الماء ووقف العباس ونافع دونهم فعطف عليهم عمر بن الحجاج الزبيدي واصحابه واطَّردوا قليلا وقام نافع الجملي بطعن رجلا من اصحاب عمر بن الحجاج وهو من ( صَّداء) الذي ظن انها ليست بشئ ثم انها انتفضت بعد ذلك فمات منها ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠رجع العباس ونافع الجملي واصحاب الحسين بالقِرَب وادخلوها الى خيام الحسين ٠٠٠٠٠ويذكر الدينوري في أخباره الطوال ص٣٧٦أن العباس جالَدَ قوم إبن زياد على الشريعه بمن معه حتى أزالوهم عنها وأقتحم رجال الحسين الماء فملأوا القِرَب ووقف العباس في أصحابه يذِبَّون عنهم حتى أوصلوا الماء لمعسكر الحسين وأن القِرَب كانت بعدد الفارسين وعن ابي مخنف٠٠٠٠٠ كذلك عن ابو جناب عن هاني الحضرمي وكان قد شهد مقتل الحسين ان الحسين وعمر بن سعد التقيا بين العسكريين ليلا كلا منهم في عشرين فارس فتكلما فاطالا وانصرفا بعد ان ذهب هزيع من الليل وتحدث الناس ظنا يظنونه ان حسين قال لعمر بن سعد ( اخرج معي الى يزيد بن معاوية وندع العسكريين قال عمر تهدم داري قال انا ابنيها لك قال تؤخذ ضياعي قال انا اعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز تحدث الناس بذلك وشاع فيها من غير ان يكونوا سمعوا من ذلك شيئا ولا علموه) ٠٠٠٠٠ وعن ابي مخنف ايضا عن المجالدبن سعيد عن الصعقب بن زهير الازدي وغيرهما من المحدثين قالوا ان الحسين قال لعمر بن سعد اختاروا مني خصالا ثلاثة اما ان ارجع الى المكان الذي اقبلت منه واما ان اضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى في ما بيني وبين رايه واما ان تسيروني الى اي ثغر من ثغور المسلمين شئتم فاكون رجلا من اهله لي مالهم وعلي ما عليهم٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠ذكر هذه النقاط الثلاثة المفيد في إرشاده ص ١٦٠ وأضاف أن في هذا لكم رضى وللأمة صلاح ٠٠٠٠٠٠ ٠٠ وعن ابي مخنف عن عبد الرحمن بن جندب عن عقبه بن سمعان وهو مولى الرباب زوجة الحسين قال صحبت حسينا فخرجت من المدينة الى مكة ومن مكة الى العراق ولم افارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر الى يوم مقتله الاوقد سمعتها ٠٠٠٠٠٠٠٠لاوالله ما اعطاهم ما يذكر الناس وما يزعمون من ان يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا ان يسيروه الى ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال ((دعوني فلأذهب في هذه الارض العريضة حتى ننظر ما يصير امر الناس )) ٠٠٠٠٠سلام على الحسين وعلى اهل بيت الحسين واصحاب الحسين وسلام على العباس السقاء ونافع الجملي وصحبهم ٠