قاسم حسن الموسوي
اثارت خطوة دولة الامارات بعقدها اتفاق ابراهيم مع اسرائيل وبرعاية امريكية غضب واستغراب الكثيرين وربما ستتبعها دول اخرى مثل البحرين وقبلهما سلطنة عمان لها علاقات مستورة مع اسرائيل والأردن والمغرب ومصر التي لها علاقة اكثر وضوحا من خلال معاهدة الصلح التي عقدها الرئيس الاسبق انور السادات ولربما هناك دول لها علاقة معهم في الخفاء .
ومنذ عام 1948 والى يومنا هذا ونحن نصرخ فلسطين عربية وان الشعب الفلسطيني مظلوم وان تحرير فلسطين هي القضية المركزية واهم من بناء الدول وانعاش حياة شعوبها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا لتصبح شماعة مركزية منصوبة في وسط الوطن العربي علقت عليها كل اخطاء وخطايا الحكام تجاه شعوبهم .
وانا لست بصدد مناقشة عدالة القضية الفلسطينية من عدمها فهي قضية عادلة بامتياز لكنها اصبحت محطة استنزاف لكل طاقات الشعوب الاخرى من اجلها وليس من اجلها كذلك فيدعون انهم يدعمون الفلسطينيين لتحرير اراضيهم فيدعموا اطرافا دون اخرى لتحقيق قضايا ضيقة هدفها الهاء واسكات شعوبهم اولا من المطالبة بحقوقهم وابقاء القضية الفلسطينية على حالها لتكون درعا واقيا لسلطانهم وسلطتهم فساهمت بشكل غير مقصود في ديمومة وبقاء انظمة دكتاتورية وقمعية لسنوات طويلة وهي تظلم شعوبها وتنكل بها ورافعة يافطات فلسطين اولا وانه يجب تحرير المسجد الاقصى وعودة الفلسطينيين الى اراضيهم وتحرير القدس وبعد ذلك لكم الحق في المطالبة بحقوقكم لتصبح قضية فلسطين عامل مؤجل لكل طموحات وحقوق الشعوب العربية .
ولنا ان نسأل من يقمع ويظلم شعبه هل سيكون مؤهلا وصادقا بادعائه تحرير شعب آخر مثل الشعب الفلسطيني ؟
والجواب لايحتاج الى جهد أو فطنة والاكيد هو لا ، لان الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو تحرير الشعوب اولا من الظلم والتسلط والدكتاتورية من خلال التنمية في كل المجالات وتوفير اجواء الحرية وكسر القيود لترى الشعوب ضوء الشمس بدلا من دياجير الظلام التي تلفها فتصبح دولة قوية اقتصاديا وعسكريا يمكنها مقارعة الكيان الصهيوني والقوى الداعمة لها فالشعوب المظلومة والجائعة والمقهورة والمغيبة تحت رحمة حكامها لن تتتمكن من انجاز تلك المهمة المقدسة الكبرى .
اذن هي لعبة محسوبة ومحسومة اما ان يمنعوك ويحرموك من فرصة تلك المنازلة او يجعلوك لقمة سائغة لهم .
ملخص كلامي انا مع القضية الفلسطينية العادلة وليس مع الصلح والتصالح غير المتكافيء ومع استرداد الحقوق المغتصبة لكن بدون عنتريات فارغة هدفها جعل الشعوب العربية اسيرة ورهينة ذلك الهدف المقدس الذي جعلوه وهميا بسياساتهم المقصودة ومع تحرير فلسطين وقبلها تحرير الشعوب العربية من كل معوقات التنمية لتكون قادرة على قهر كيان كل العالم الغربي المتطور معه .
وادناه تقرير الامم المتحدة لسنة 2018 يوضح معدل الدخل السنوي للفرد لبعض الدول العربية وقسم متها نفطية ودخل الفرد الاسرائيلي لنرى الفارق الذي يعزز كلامي اعلاه :
الفرد العراقي : 7288 دولار
الفرد الاردني : 6115 دولار
الفرد السوداني : 2631 دولار
الفرد اليمني : 2316 دولار
الفرد التونسي : 9932 دولار
الفرد الجزائري : 7534 دولار
الفرد المصري : 6579 دولار
الفرد المغربي : 5456 دولار
الفرد الليبي : 11498 دولار
الفرد السعودي : 15353 دولار
الفرد الاسرائيلي : 34770 دولار