منوعات

(( المسيرة الخالدة )) الحلقة الثالثة

 

 

 

الباحث/ طه الديباج الحسيني

كان زعماء القبائل كثيري الجلوس والتواجد مع عبيدالله ابن زياد في قصر الاماره ومنهم ( محمد بن الاشعث الكندي ، اسماء بن خارجه الفزاري ، عمر بن الحجاج الزبيدي الذي كانت اخته تحت هاني بن عروة ) وذات مساء سألهم بن زياد وهو يعلم السر عن هاني بن عروة وسبب عدم مجيئة له وهو يوميا جالسا عند باب داره٠٠٠ ذهبوا الثلاثة والتمسوا هاني بن عروة واقسموا عليه بالذهاب معهم لابن زياد وحصل ماارادوا وعند وصول هاني لقصر الامارة قال بن زياد ( أتتك بخائن رجلاه) ٠٠٠٠وبعد حديث محتدم ونقاش طويل وانكار من هاني بن عروة بعدم وجود مسلم في بيته وما ان أحضر بن زياد الجاسوس معقل المولى وجها لوجه مع هاني بن عروة حتى صعق هاني وحار جوابا حيث كان معقل عينا لابن زياد وهو اول الداخلين في بيت هاني واخر الخارجين٠٠٠٠ طلب مسلم بن عمرو الباهلي من هاني بن عروة تسليم مسلم لابن زياد فرفض هاني وقال ان في ذلك خزي وعار وانا ادفع لضيفي وجاري وانا حي صحيح اسمع وارى شديد الساعد كثير الاعوان وهذا لايكون حتى اموت دونهج٠٠٠٠٠٠٠ سمع بن زياد مقالة هاني وقام بضرب هاني بقضيب كان يحمله بن زياد حتى كسر انفه ونثر لحم خديه وجبهته على لحيتة٠٠٠٠٠٠ اراد هاني الامساك باحد سيوف الشرطة الموجودين لكنه منع من ذلك٠٠٠٠٠٠ عاتب اسماء بن خارجه الفزاري بن زياد على هذا الصنع الامر الذي الى حبسه٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ كلم بن الاشعث بن زياد ليهب هاني له لمنزلته في المصر والعشيرة فوعده على ان يفعل ذلك ولكن ابناء الموالي لا عهد لهم ٠٠٠٠٠٠٠ سمع عمرو بن الحجاج الزبيدي بان هاني قد قتل فاقبل في مذحج ومعه جمع عظيم واحاط بالقصر وخطب قائلا( انا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها لم تخلع طاعة ولم تفارق جماعه وقد بلغهم أن صاحبهم يقتل فأعظموا ذلك ) فأخرج بن زياد شريح القاضي وارسل معه حميد بن بكير الاحمري ( من بقايا الفرس في الكوفة وهو الذي كان يقوم على راس بن زياد ومن شرطتة ) فأعلمهم انه حي وان الذي بلغهم من قتله كان باطلاً ٠٠٠٠٠٠ انصرفت مذحج وعمر بن الحجاج الزبيدي ٠٠٠٠٠٠٠٠ بعد ان سمع مسلم بذلك امر رسوله بالكوفة ان ينادي بشعار ( يامنصور أمت ) وتنادى اهل الكوفة فأجتمع اربعة الاف رجل ووزع عسكره كما يلي ( عبدالله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كنده وربيعة، مسلم بن عوسجه الاسدي على ربع مذحج واسد، ابي ثمامه الصائدي على ربع تميم وهمدان، عباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة) واقبل مسلم يسير في الناس ( من جهة مراد ) كان زعماء العشائر على تواصل وحضور دائم مع بن زياد فقرروا ان يخرجوا لاخذال الناس عن مسلم وعدم نصرته ومنهم ( كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي، محمد بن الاشعث الكندي، القعقاع بن شور الذهلي، شبث بن ربع التميمي، حجار بن ابجر العجلي، شمر بن ذو الجوشن الضبابي ) وقد منوا الناس الزيادة والكرامة وخوفوهم بالحرمان والعقوبة وان اهل الشام قادمون٠٠٠٠٠٠٠ سرت هذه الاخبار كالنار في الهشيم واخذ جمع مسلم يتفرق فالمرأة تأتي وتضعف معنويات ابنها او زوجها وتسحبه وهكذا الاباء٠٠٠٠٠٠ قام محمد بن الاشعث بالقبض على عمارة الازدي الذي كان يروم لمساعدة بن عقيل وحبسه بن زياد٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ كان مسلم وفريقه في مسجد الكوفة وبن زياد وجماعته في قصر الامارة والمسافة بينهما عشرات الامتار وقد استعرض القعقاع الذهلي وجال على اصحاب مسلم وقاتلهم شبث بن ربيعي الذي جاءت له المشورة بفتح الطريق حتى يتسربوا وهذا ماحصل فعلا٠٠٠٠٠٠ عندما بلغ مسلم وجماعتة قصر الامارة واذا هم ثلاثة مائة ومازالوا يتفرقون حتى امسى بن عقيل ومعه ثلاثون فصلى بهم وبعدها خرج متوجها نحن ابواب الكنده وعندما بلغ الابواب واذا به بعشرة رجال وعندما خرج منها لم يبق معه رجل واحد٠٠٠٠٠٠٠٠ مضى مسلم في ازقة الكوفة ليلا حتى وصل الى دور بني جبله من كندة فمشى وانتهى الى باب امراءة يقال لها طوعة كانت لاشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها اسيد الحضرمي فولدة له بلال الذي خرج مع الناس في الكوفة عندما أنقلبت ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ كانت طوعة تنتظر ابنها فسلم عليها بن عقيل فردت التحية وطلب الماء فسقته وعادة لبيتها وادخلت الاناء ثم خرجت مرة ثانية فرأته جالس امام بابها فجرت محاورة بينهما طوعه ( ياعبدالله الم تشرب الماء ) مسلم ( بلى ) طوعه ( اذهب الى اهلك ) مسلم لم يجيب طوعه ( اذهب الى اهلك ) مسلم لم يجيب طوعه ( اتقي الله ٠٠٠٠سبحان الله٠٠٠ ياعبدالله ٠٠٠٠مر الى اهلك٠٠٠ عافاك الله ٠٠٠٠لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا احله لك ) مسلم٠٠٠٠ ( ياامة الله مالي في المصر من منزل ولا عشيرة فهل لكِ الي اجر ومعروف ولعلي مكافئكِ به بعد اليوم )٠٠٠٠٠٠ طوعة ( ياعبدالله وما ذاك )٠٠٠٠٠٠٠٠ مسلم ( انا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني ) ٠٠٠٠٠٠طوعه ( انت مسلم )٠٠٠٠ مسلم ( نعم ) طوعه ( ادخل ) ٠٠٠٠٠٠٠ وقامت طوعه بفرش بيت لمسلم في دارها غير بيتها وعرضت له العشاء فلم يتعشى ٠٠٠٠٠٠٠٠٠رجع بلال بن طوعة الى البيت وراى امه تكثر الدخول والخروج للبيت الذي فيه مسلم فقال لها٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ أماه يريبني كثرة دخولكِ الى هذا البيت وخروجكِ منه ان لكِ شاناً فقالت له امه يابني اله عن هذا فألح بلال فقالت له امه بعد ان اقسمت عليه بان في البيت مسلم فسكت واضطجع٠٠٠٠٠٠٠٠ في هذه الاثناء مسجد الكوفة والازقة القريبة منه ومحيط قصر الامارة فارغ من الاف الرجال التي بايعت بن عقيل ٠٠٠٠٠٠بعد ان تاكد من ذلك بن زياد وجماعتة نادوا الصلاة في المسجد وما هي الا ساعة حتى امتلأ المسجد من الناس وكان الحصين بن تميم التميمي مسؤول شرطة بن زياد قدأمّن الطرقات والابواب وهيأ حماية بن زياد الذي خرج وصلى بالناس وقام خطيبا (… برأت ذمة الله من رجل وجدنا مسلم في داره ومن جاء به فله ديته … ياحصين ثكلتك امك لابد ان تاتيني به وقدسلطتك على دور اهل الكوفة فابعث مراصد على افواه السكك واصبح وتجسس على الدور حتى تاتيني به) ٠٠٠٠٠٠ غدا باذن الله الحلقة الرابعة من المسيرة الخالدة ومواقف بن زياد والمختار الثقفي وكيفية الغدر بمسلم بن عقيل عليه السلام

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى