اخبار محلية

شواهد الإبادة تظهر مجدداً.. اكتشاف مقبرة جماعية لضحايا النظام البائد وسط كربلاء

منار قاسم 

لا تزال أرض كربلاء المقدسة تبوح بأسرارها الدامية وتكشف يوماً بعد آخر عن حجم المآسي التي خلفها النظام البعثي المقبور ففي كل شبر من هذه الأرض قصة تضحية، ومع كل مشروع إعمار يظهر شاهد جديد يوثق حقبة القمع والتغييب القسري التي تعرض لها الشعب العراقي لتظل تلك التضحيات حية في ذاكرة الأجيال ووصمة عار في جبين القتلة.

أعلن رئيس لجنة مؤسسة الشهداء والسجناء والجرحى في مجلس محافظة كربلاء المقدسة السيد ماجد المالكي اليوم السبت عن اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات شهداء قضوا خلال أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991.

وأوضح المالكي خلال تفقده موقع الاكتشاف في منطقة باب طويريج، أن الرفات عُثر عليها أثناء أعمال حفريات لدائرة المجاري تحت مجسر الإمام الحسين (ع).

وقال في تصريح صحفي: “إن جرائم البعث المقبور بحق أبناء البلد لا تنتهي عند حد معين، فقد أوغلت تلك العصابات في دماء العراقيين دون تمييز”.

وأشار المالكي إلى استخراج قرابة عشرة جثامين حتى الآن، مؤكداً وجود صعوبة في تحديد معالم الرفات نظراً لتحللها بسبب الرطوبة العالية في المنطقة. 

وأكد إجراء اتصال مباشر مع العاصمة بغداد لتنسيق وصول فريق فني مختص يوم غد الأحد لاستكمال عمليات البحث والتنقيب بشكل علمي ودقيق.

ختاما: إن اكتشاف هذه المقبرة في قلب كربلاء ليس مجرد حدث عابر، بل هو تذكير صارخ بالثمن الباهظ الذي دفعه العراقيون من أجل كرامتهم. وتبقى هذه الرفات أمانة في أعناق الجهات المختصة لتوثيق هوياتهم ومنحهم حقوقهم المعنوية، لتظل دماء شهداء الانتفاضة الشعبانية مناراً يضيء درب الحرية وصفحة سوداء تطارد كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى