طارق الطرفي
قرأت يوم مساء أمس بياناً إعلامياً صدر عن مكتب السيد عضو مجلس محافظة كربلاء المقدسة الاستاذ ثائر الطائي المحترم، والذي كان رداً على تصريح قد سبقه به زميله عضو مجلس المحافظة السيد ماجد المالكي المحترم، وتوقفت عند بيان الطائي ولمست فيه الحرص على مدينتنا العزيزة، وأنا اثني على ذلك وأجده قد صدر من قلب محب وصادق فعلاً، وأدعوا للسيد الطائي بدوام هذا التوفيق لخدمة كربلاء الحبيبة، وقد رغبت في مناقشته ببعض الأمور، ليس رداً عليه ولا تجانباً مع زميله، لكن تصريحه أثار فيّ بعض الكلام وودت أن أقوله بكل حب.
سيادة السيد عضو مجلس المحافظة المحترم، ألا ترى إن تعزيتك بفاجعة مدينة الكوت قد صارت متأخرة (قضاء)، وإن توقيتها جاء بتوجيه غيرك لك وليس منك؟، وفي اشارتكم إلى كلام معتمد المرجعية الدينية عن تراكم الفشل والإخفاق في الأداء الحكومي، من قال إنكم في منأى عن ذلك؟، وهل تظنون أن تبليط الشوارع ومشاريع الإستثمار غير المدروسة وبيع كربلاء لخمسين عاما قادمة، هو إنجاز كافِ لأن تكونوا في خانة الناجحين؟، وهلا أعطيتنا دليل على عدم وجود التفرد بالقرار الحكومي في كربلاء، وتدحض تجنِ زميلك السيد المالكي الذي لم يقدم دليلاً عملياً (بحسب قولكم)، وتُبين للرأي العام الذي تخشى تشويشه، كيف يؤدي مجلس المحافظة دوره الرقابي وأين هو البساط الثابت تحته؟، وبما أنكم وصفتم تصريح المالكي بأنه بلا تشخيص مسؤول وهو رأي شخصي، وتجاهلتهم أنه عضو بالسلطة الرقابية وله موقعه كما أنتم، فيكف ننظر إلى بيانكم وتصريحكم هذا؟، هل هو رأي شخصي أيضاً أم إنه يمثل مسؤول رقابي؟، أم هو تصريح باسم كتلة سياسية جنابكم تنتمي إليها وصرحتكم بتجرد عن موقعكم الرسمي؟.
سيادة السيد المسؤول وفقكم الله.. من المفرح أن (نسمع فقط) أنكم تمارسون دوركم الرقابي بلا تأثير من قبل رأس الإدارة التنفيذية بالمحافظة، وبصفتكم رئيس لجنة مكافحة الفساد المالي والإداري في المجلس، أتمنى أن تتحدث للرأي العام المشوش بالإعلام الأحادي الموجه، كم هي الأموال التي تخصص مركزياً للزيارات الدينية المليونية؟، وهل يأتي السيد المحافظ المحترم لمجلسكم الموقر ليطلعكم بشكل واضح وعلني عن حجم الأموال وأبواب صرفها وتصادقون على ذلك؟، وكم هو الإيراد العام المحلي الشهري لكربلاء وهل يقصد السيد المحافظ مجلسكم الموقر ليعرض أمامكم أبواب صرفه وتصادقون عليها؟، وهل تشاهدون ظاهرة الإستغلال الحزبي والشخصي لموارد وأموال الدولة في كربلاء، ولديكم القدرة على الحديث والمحاسبة في هذا الجانب؟، ولماذا لم نشهد لكم أي تصريح أو تلميح بشأن دوركم بمكافحة الفساد المالي والإداري في مجال متابعة المشاريع والإحالات والرقابة على تنفيذها والعلاقة مع الشركات والمقاولين؟، وهل لديكم القدرة بصفتكم الرقابية على إضاءة هذه الزاوية وخفاياها للرأي العام؟
عزيزنا السيد المسؤول، نحن نؤمن بحبك لكربلاء، وفي جعبتنا الكثير ويسرنا وجودك في جلسة (علنية) مع الصحفيين الأحرار للحديث أمام الملأ عن واقع العمل الرقابي في محافظة كربلاء وظاهرة التفرد بالقرار الحكومي المحلي، فهل مسموح لكم ذلك؟
وأخيرا.. لطفا منكم، وعالي الإحترام والمحبة لكم، نحن معروفين ولا يجدي نفعاً أن تحسبوننا في جبهة غرمائكم لمجرد أننا كتبنا ما قد لا يروق لكم، ولا تنسوا إننا وأنتم أبناء مدينة واحدة ولا مساومة في ولائنا الوطني.