فارس الحسناوي – رئيس التحرير
من المؤسف أن نجد بيننا من المواطنين – بل وحتى بعض المثقفين – من يتعامل مع المسؤول كـ”منقذ”، ويعتبر حصوله على أبسط حقوقه، كالكهرباء والماء والتبليط، فضلًا يُشكر عليه!
هذا الخلل في الوعي يخلق بيئة خصبة للفشل، ويُضعف الرقابة الشعبية.
فعندما يُعامل الحق على أنه نعمة، يتحول المسؤول من موظف لدى الشعب إلى صاحب فضل عليه.
المثقف الحقيقي لا يطأطئ رأسه أمام كل إجراء روتيني يُنفّذ، بل يُذكّر الناس بأن الخدمات العامة ليست هدية، بل واجب ملزم تُحاسَب عليه الجهات المعنية، لونهم يتقاضون عليه رواتب عالية وامتيازات خيالية.
المسؤول لا يستحق التهليل والتبجيل لأنه قدّم خدمة عامة، بل يُحاسَب إن قصّر أو تهاون.
أما حين يتحول المواطن إلى شخص يبحث عن رضا المسؤول بدلاً من محاسبته، فهنا تختل المعايير، ويُستبدل الفساد بـ”الكفاءة”، والمحسوبية تُقدَّم كـ”خدمة”، والمطالبة بالحقوق تُصوَّر كـ”تجاوز”.
المطلوب اليوم هو إعادة بناء الوعي الشعبي، ليُدرك المواطن أنه صاحب الحق، لا متفضل عليه.
