مسلم الركابي
تعودنا ان نسمع من المسؤول الكثير من التنظير وتسفيط الكلمات والمصطلحات وغير ذلك من الكلام المكرر والمعاد والذي لايغني ولايسمن من جوع ، والمسؤول حينما كان يتحدث عن وزارته او مؤسسته كان يبدأ الكلام بعبارة مستهلكة جداً وهي ( اننا ورثنا تركةً ثقيلةً) وكل ذلك لم نسمعه ولم نشاهده في حديث رئيس اللجنة الاولمبية الدكتور عقيل مفتن في برنامج ستوديو الجماهير مع الزميل حيدر زكي ، كل شيء كان مختلف وكان مفتن يقود الحوار وفق مايريد وهذه حرفنة لايتقنها الكثيريين مما يخرجون على شاشات التلفاز ، مفتن كان واضحاً ومباشراً ووضع النقاط على الحروف حينما تحدث عن المشهد الرياضي العراقي بكل تفاصيله ، كان مفتن يعني ويقصد بكل كلمة يقولها حيث بعث برسائل متعددة للوسط الرياضي ولجميع العاملين بالوسط الرياضي ، الرجل قالها بوضوح لايقبل التأويل ان الاتحادات الرياضية اليوم هي تعيش على المحك والبقاء للذي يعمل فقط ، ولا بقاء للمسترخين والفاشلين والمتخلفين والذين يجعلون من الاتحاد واجهة ودكان للاسترزاق ، فقد قالها مفتن ان الجميع بدون استثناء خاض للمسائلة والمحاسبة فلا مكان للفاشلين ، وفيما يخص الاندية الرياضية قالها مفتن بصريح العبارة ان ٩٠ ٠/. من اندية العراق هي اندية غير مكتملة قانونياً ، وان هذا الكم الهائل من الاندية يحتاج الكثير من العمل وان الاندية الرياضية ستشهد حركة اصلاحية كبيرة وبدون مواربة قال مفتن ان الهيئات العامة لهذه الاندية هي أس البلاء والخراب والدمار ، اذن الرجل عازم على اعادة النظر بجميع الاندية العراقية من زاخو للفاو على حد تعبيره ، فلا وجود للوراثة في الاندية ولاجود للكانتونات في الرياضة العراقية الجميع يخضع لسلطة القانون ولاتوجد هناك مظلة للاندية العراقية سوى اللجنة الاولمبية فلا وجود لما يسمى لمجلس الاندية ولاجود لروابط وتجمعات ناديوية اخرى سواء على مستوى الناطق او المحافظة جميع الاندية العراقية تخضع لقانون واحد ، واوضح مفتن ان اندية المحافظات يجب ان تأخذ استحقاقها الكامل فهي اندية جماهيرية في حين ان بعض اندية المؤسسات مجرد اسماء وعناوين للهدر المالي وان رياضة المحافظات يجب ان تأخذ دورها الكامل في الرياضة العراقية ، وبشكل حازم وقاطع اعلن مفتن ان لامكان للسياسة في الرياضة العراقية وان من يحتمي ومن يستظل بسياسي عليه ان يغادر المشهد الرياضي ، نعم السياسي يدعم من موقعه اما ان يتدخل في العمل الرياضي فلا والف لا ، هذه الرسائل والاشارات التي بعثها عقيل مفتن نحتاجها اليوم لكي نستطيع جميعاً تصحيح مسار الرياضة العراقية والذي انحرف كثيراً عن جادة الصواب ، عقيل مفتن ليس رياضياً ولا هو ( نجم رياضي ) بل انه رجل قيادي ادارياً يدرك اهمية الادارة بل هو شخص وبمبضع جراح ماهر مرض الرياضة العراقية وهو الفشل الاداري وفشل القيادات الادارية وبجميع مفاصل العمل الرياضي سواء كان في الاتحادات او الاندية وقالها الرجل ان مشكلتنا هي ادارية بحتة لذلك هو وضع مشروعه وفق مفهومه الخاص للادارة ، رسائل واشارات واضحة المعالم دون تزويق وتنظير وبوضوح تام ارسلها عقيل مفتن للجميع ، وهي بمثابة تحذير صريح وقد اعذر من انذر .