مقالات

في الأربعين .. خذوهم إلى كربلاء

 

 

▪️أحمد يحيى الوطيفي

 

لم يَكُن البشر في سباقٍ محمومٍ ومصيري، كما هم اليوم ، ليس سباقاً على النفط والغاز ومكامن الذهب والماس ، ولا سباقاً على غزو الفضاءِ، او استيطان الكواكب والنجوم ، بل سباق على (الأطفال) على الأجيال الجديدة ، فكأن ذهن الطفل، أرضٌ موعودة، من شغلها قبل غيره فاز بالمستقبل كُلِّه .. ففي زمان يصرخ أتباع ابليس عالياً (قادمون من أجل أطفالكم) .. وفي زمان تتلاعب أجنداتِ مجهولة بمناهِجِ دراسة مدارس العالَم وتبرمج خوارزمياتُ مواقع التواصل على استهدافِ الطفولة بطرق خاصَّة .. في هذا الزمان يبذل الآباء المؤمنون جهوداً مضاعفة، من أجل تحصين أولادهم ، وحفظ فطرتهم طاهِرَةً نقيَّة، وتعليمهم الفكر السليم.

نعم إنَّه سِباق .. من يسبق يظفر

وهذا نصُّ كلام إمامنا الصادق (ع) إلى شيعته في البصرة: (بادِروا أولادكم الحديث) .. لماذا؟ (قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة) ، فاذا كانت المرجئة في ذلك الزمان نموذج الانحراف الفكري الذي يستهدف الأطفال.. فإن أمثال تلك التيارات في هذا الزمان كثيرة ومتعددة.

ولا أجِدَ فُرصَةً أعظم، وحَبلَ نجاةٍ أوثق، لنا ولأطفالنا من (الحسين) فمن نجح في إيجاد العلاقة الفكرية، والعاطفية بين ولده وبين الحسين (عليه السلام) خَطى خطواتٍ واسعة جداً، في سبيل تحصينهم، تحتاج الى استتباعها بحسن التربية، وبغرسهم في البرامج الايمانية والتجمعات الشبابية..

و(زيارة الأربعين) نِعمةٌ كبرى مائدةٌ عظيمة لنا ولأولادنا ، فمن أجل مستقبلهم الذي هو مستقبلنا أيضا .. خذوهم إلى (كربلاء).

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى