فارس الحسناوي_رئيس التحرير
مثل عراقي قديم سمعناه من آباءنا وأجدادنا ولم نكن نعرف معناه إلا بعد ان صقلتنا الحياة أدركنا واقعنا وأصل المثل يقال إن أحد الولاة على العراق في عهود الاحتلال السابقة فرض ضريبة على أهل البادية جنوب العراق حتى حدود (نجد) والضريبة كانت هي صوف (الخروف) او ما تسمى بالعامية (الجزة) على كل عدد معين من الخرفان وحدد موعداَ لدفع الضريبة وعند انتهاء الموعد وبقيَ عدد من الناس لم يأدوا الضريبة بوقتها المحدد فما كان من الوالي الا ان شددّ الضريبة وقال من لم يدفع الجزة سوف يدفع الجزة ومعها الخروف …
للاسف الشديد هذا واقع الحال الذي نعيشه في وقتنا الحالي عندما تعترض على حالة خاطئة أو تنتقدها من باب تنبيه المسؤول لغرض التصحيح يضاعف عليك الخطأ بأخر أكبر منه حتى لا تتكرر انتقاداتك لطريقته الخاطئة وترضى بها وتتقبلها كما يرغب وتبقى تترحم على الاخطاء السابقة هذه السياسة المتبعة لاغلب السادة المسؤولين وبهذا الاسلوب سيخرس اغلب المنتقدين لكونه يعرف جيداً انهم اقوى ردة فعل يقومون بها هي النقد بمواقع التواصل الاجتماعي(فورة) ولايتجرؤن للنزول الى الشارع والمطالبة بتصحيح المسار وترجع المياه الى مجاري المسؤول..
ويبقى البعير على التل وصف دقيق يليق جدا بهذه الحالة بأنها حالة الشعوب المغلوبة على امرها حيث وضعها حكامها بموقف المتفرج وهم يعيشون في سفح الوادي و(البعير) المسكين ينظر اليهم وهم يتنعمون ويرقصون غير مبالين ويأكلون من خيرات التل المملوء بالكنوز و(البعير) ينظر اليهم وهو في حيرة من امره لان الحكام قالوا له اننا وضعناك في مكان مرتفع وجعلناك شامخ وجعلناك فوق الجميع وانظر الى حالنا نحن اقل منزلة منك (متواضعين) ، وكما يبدو ان هذا القول وجد ترحيبا وصدى واسع عند بعض (البعران) لكن البعض الاخر فقه وعرف الحقيقة وفجر ثورة عارمة اسمها (موقعة الجمل ) التي ميزت بين الحق والباطل …
وتعيشون وتاكلون غيرها…
