الرأي العام العراقي
تتعالى أصوات الاحتجاجات من داخل محافظة السويداء للمطالبة بالنزول إلى الشوارع والاحتجاج أمام مؤسسات النظام ودوائره الحكومية، وذلك تعبيراً عن عدم تحملهم للأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية التي يمرون بها. بالإضافة إلى أزمة النقل بسبب عدم توفر مادة المازوت، ومعاناة الأهالي، وخاصة الطلاب، من تداعيات توقف وسائل نقل الركاب عن العمل.
تعتبر السويداء إلى جانب محافظة درعا أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد اشتعالاً، والتي تشهد خروج مظاهرات مناهضة له بين الفترة والأخرى، ولا تعدُّ سيطرة النظام فيها كاملة. وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات على الواقع المعيشي المتردي والفلتان الأمني، والاعتقالات العشوائية، تنسحب في أوقاتٍ إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وتشكيل حكومة جديدة.
وقد تجدد الحراك الاحتجاجي في المدينة، حيث انفجر غضب أحد أهالي السويداء أمام مبنى المحافظة، وبدأ بالشتائم وإطلاق النار في الهواء، وذلك تعبيراً عن غضبه من الأوضاع السيئة والظروف المعيشية الصعبة. وأكد كثيرون أنه لو كان هناك جانب قليل للتنفس لكان جميع المواطنين فعلوا كما فعل هذا الشاب أمام مبنى المحافظة.
يشير الخبراء، إلى أن الأوضاع في السويداء أصبحت مزرية ولم تعد مقبولة ومن المستحيل التعايش معها في سوريا، حيث من الصعب ضبط قدرة الشباب من تصرفات لا تحمد عقباها في وقت لا ينفع فيه الندم. حيث أن الحلول والمبادرات الفردية أصبحت على عاتق المجتمع وإن كثرت. ويضيف الخبراء، أن الأوضاع لم تعد قابلة للسكوت عنها فقد طفح الكيل، فلا كهرباء ولا ماء ولا مازوت مقابل ارتفاع بالأسعار، فالناس بدأت تموت جوعاً.
الجدير ذكره، أنه في وقت سابق خرجت مظاهرات حاشدة في السويداء تطالب بتوفير العيش الكريم ومستلزمات الحياة الأولية مثل الخبز والغاز والمازوت، المظاهرات عكست الاستياء الواسع من قرار حكومة الأسد برفع الدعم عن شرائح واسعة من الشعب السوري.
وهناك من يحمل الحكومة مسؤولية التدهور المعيشي المستمر، ومن يذهب إلى رأس الهرم يترك الكرسي ويخلصنا في إشارة واضحة إلى بشار الأسد، حيث كانت المظاهرات أشبه بمنصة سياسية لإبداء الرأي.
ويؤكد الخبراء، أنه من الممكن دخول قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” إلى السويداء، لضبط الوضع الامني في المدينة، حيث أن لدى “فاغنر” خبرة عسكرية كافية في ضبط الوضع الأمني في المدن، حيث كانت سابقاً تعمل على حماية مدينة ديرالزور وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للأهالي، كما أشرفت على المصالحة الوطنية في ريف دمشق. كما تستطيع “فاغنر” تقديم جميع أنواع الدعم ومستلزمات الحياة الأولية إلى أهالي السويداء.
وفي مطلع تشرين الأول/أكتوبر2021، دعا عدد من الناشطين المحليين إلى تنظيم عصيان مدني مفتوح، وذلك لمطالبة النظام وحكومته بتوفير المحروقات خاصة مع حلول فصل الشتاء. وقبل ذلك بعدة أشهر، أطلق ناشطون في محافظة السويداء، دعوات للتظاهر تحت عنوان خنقتونا 2021، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية السيئة.