منال النصراوي
من أمثال العرب التي يتداولها الناس وعلى مر الأزمان ‘ في مواقف الأحسان التي تُرد بالأساءة والجحود ، كمجيرِ أمِّ عامر فمن هي أم عامر ، ومن هو مجيرها ؟
كان العرب يطلقون على حيوان الضبع ((أم عامر)) ، وجاءت هذه التسمية من الحادثة التي خرجت فيها جماعة ً من العرب للصيد، فعرضت لهم ضبعٌة فطاردوها ، وكان الجو شديد الحر ، فدخلت الضبع خباء ( بيت ) أعرابي ، فخرج الأعرابي فرآها مجهدة ً في ذلك الحر الشديد ، ورأى أنها قد التجأت إلى خبائه مستجيرة ً به ، فصاح بالقوم : ما شأنكم ؟ قالوا : صيدنـــــــــــا وطريدتنا
قال : إنها والله قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا إليها ما ثبت قائم سيفـي في يدي ، فانصرف القوم . ونظر الأعرابي فرأى الضبع جائعة ً ، فقام إلى شاتــه ِفحلبها ، وقدم لها الماء واللبن ‘ فشربت حتى ارتدت لها عافيتها ، فلما أقبل الليــــل نام الأعرابي مرتاح البال بما صنع للضبع من الإحسان . لكن أم عامر نظرت إليـــــه فوجدته نائما ً ، فوثبت عليه ِ ، وبقرت بطنه وشربت من دمه ِ ، وتركته وسارت
وفي الصباح اقبل ابن عم الأعرابي يطلبه فوجده قتيلا ً ، فاقتفى أثر الضبع حتـــى وجدها ، فرماها بسهم فقتلها ، ثم أنشد يقول :
ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ — يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ
أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ — طعاما ٌ وألبان اللقاح ِ الدرائـــــــر ِ
وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ — فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ
فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزاء منْ بدا —يصنعُ المعروفَ في غير شاكر ِِ