مؤمل أحمد شكير
خبير أمن رقمي
في ظل ثورة التطور السريع الذي يشهده قطاع التكنلوجيا والتنافس الكبير الذي يلعب غمارهُ مطوري مواقع التواصل الإجتماعي، بات العالم يعيش واقعاً إفتراضياً تفوق أهميته الواقع الحقيقي من حيث اثبات الوجود والهوية، إذ تعمل جميع مواقع التواصل الاجتماعي بوضع علامة اثبات الهوية ذات اللون الأزرق والمتعارف عليها “توثيق”، على حسابات الشخصيات الاجتماعية والسياسية والفنية والثقافية وكل شخص ينطبق علية مصطح الشخصية العامة بعد تقديم مايثبت عائدية الحساب له من بيانات شخصية ومستندات رسمية ومعطيات افتراضية تعزز من مكانته وأهميته من بين أكثر من مليار ونصف شخص يجمعهم عالم افتراضي واحد وتميزهم يكمن فقط في أسماء مختلفة ورموز دخول سرية وربما محتوى متشابه الى حد كبير.
لكن السؤل الأهم من قال أن الحساب فعلاً حقيقي ويعود لشخصية واقعية؟!
لربما تكون شخصية افتراضية لا وجود لها بالعالم الواقعي استطاعت بحيلة أن ترسم طريقٌ لها وسط هذا العالم افتراضي!، خاصةً بالأواني الاخيرة ظهرت العديد من الحسابات الموثقه التي تقوم بانتحال شخصيات فنية أو اجتماعية لها تأثير في الواقع لكن لا تعر إهتماماً للواقع الإفتراضي لأسباب هم أعلم بها، على سبيل المثال لا الحصر يوجد حساب بإسم جورجينا رودريغيز هيرنانديز زوجت نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إذ يقوم هذا الحساب بين فترة وأخرى بالتعليق على حسابات المنافس ميسي
وحساب بإسم ايلون ماسك قام بتعليق على صفحه مؤسس شركة ميتا مارك زوكربيرغ وأخبره بأنهُ يريد شراء الموقع الشهير فيسبوك، وأخرها انتشر حساب موثق في تويتر قبل أيام انتحل صفة “المكتب الخاص لولي العهد محمد بن سلمان”، وحاول خداع الكثير من رواد الموقع والتفاعل معه، لكن سرعان ماتم تدارك الأمر وإقافه الحساب.
ومن خلال البحث والتمعن الدقيق في هذه الظاهرة وعند الرجوع الى شفافية الصفحه لتلك الحسابات سوف نكتشف ان اسم الصفحة أو الحساب تم تغيره اكثر من مره بأسماء مختلفة وبعد الدخول الى تفاصيل أكثر نجد ان إدارة تلك الصفحات والحسابات تدار من داخل دول عربية!.
كيف يتم منع تكرار مثل هذه الحالات وتلافي هذه المشاكل وما تخلفه من إهام للجمهور وتأثير على سمعة الشخص المنُتحل لصفته هو من خلال تحديث خوارزميات أكثر دقة في مواقع التواصل الإجتماعي كافة وأهمها تويتر وفيسبوك مهمة هذه الخوارزميات هي مراجعة جميع الصفحات التي يتم تغيير أسمها بعد عملية التوثيق بالعلامة الزرقاء ومراجعة الاسماء جديده والتأكد منها بعدة طرق حديثة تمنع التلاعب وتحارب انتحال الصفة وتشديد اجراءات التوثيق من خلال طلب وثيقة رسمية بشكل فوري من الكاميرا للموقع مباشر وليست بشكل تحميل ملف مخزون مسبقاً في صندوق الملفات، خطورة الموضوع الحقيقية تكمن في حال تم انتحال أسماء شخصيات سياسية وحكومية، وقتها ربما تسبب هذه الحالات أزمات دبلوماسية بين الدول وقد تعجز عن التبرير وقتها.