سعد رزاق الأعرجي
من هاجس الخوف في قلوب العاشقين ومابين الشك و اليقين أصبح الشباب العراقي وكل الرياضيين يتأرجحون بين كفتين، كفة سادها التفاؤل وحسن الظن وأخرى معتمة سادها الحزن. فلنترك ماجرى بالسابق ونبتعد عن جو السياسة الخانق ونقيم أداء المنتخب في ظل المعطيات الراهنة وخلال رحلته الجديدة مع مدربه الجديد، بالرغم من اننا لم نطلع كثيرا على ماكان يجري في المعسكرات المغلقة في ملقا الإسبانية وكذلك في تركيا والتقصير واضح من البعثة الإعلامية، الا أننا استطعنا أن نقيم استعدادات الفريق على ضوء ما تردنا من معلومات وان كانت فقيرة ، فانقسم الشارع الرياضي والمحللين والمهتمين بالشأن الرياضي إلى قسمين منهم من كان متفائل لأسباب عدة منها ثقتهم باسم المدرب العالمي الجديد صاحب الخبرة والتاريخ التدريبي اولا وثانيا ضمان عدم تدخل الوزارة والاتحاد في أي قرار يتخذه ولا يستقبل اي رأي من خارج الكادر التدريبي بالإضافة إلى التعاون الذي أبداه الوزير الذي يشار له بالبنان وهو مابعث روح الأمل والطمأنينة لدى الجميع، هذه العوامل إذا ما توفرت فإنها تصنع منتخبا لامعا كما في منتخبات عرب الخليج ( اموال + ثقة + مدرب عالمي = نجاح وتألق). فالسعودية وقطر وعمان فالبحرين لم يكن لها ماض في هذه اللعبة ولا حتى في بقية الألعاب، لكنهم أدركوا مبكرا طريق النجاح فمشوا فيه ومانعيشه خير شاهد،، اما المتشائمون والذين شككوا في قدرة المدرب فلهم الحق عندما عاشوا مرحلة البحث عن المدرب وما رافقها من متاعب وضياع حتى مضى بنا الوقت سريعا واضعنا السبل، بالإضافة إلى تصريحات المدرب ادفوكات ورايه السلبي ببعض اللاعبين الذي زادنا احباطا، كل هذا وذاك كان سبب هذا التشاؤم لكن عندما شاهد الجميع المباراة، تغير الموقف وأشاد الكل بأداء المنتخب. ان ماشاهدناه أمر مختلف فكان بحق هو المنتخب الذي نعرفه بالرغم من الصعوبات التي رافقت المباراة وسيطرة الكوريين لفترات مستغلين عاملي الأرض و الجمهور بالإضافة إلى محترفي المنتخب وبالأخص (سون) لاعب نادي توتنهام الإنكليزي.
ادفوكات لم يعتمد على الأسماء والأرقام بل شاهد بأم عينه أداء اللاعبين في المعسكر وحدد واجبات كل لاعب واستطاع أن يوظف خبرته في تقديم أسماء جديدة منحها الثقة في اللعب فكان شيركو كريم مدافعا ممتاز بالرغم من موقعه كمهاجم وبرز أمير العماري كبطل جديد وشاهدنا علي عدنان جديد يتحرك بخفة ونشاط بالإضافة إلى تماسك خط الدفاع بقيادة أحمد ابراهيم وكذلك براعة الحارس فهد طالب.
لقد فشل الكوريون في كسب النقاط الثلاث لاضعفا بل لاستماتة شباب العراق، لقد كان الكوريين في قمة قوتهم لكنهم لم يستطيعوا مجاراة المنتخب العراقي، هؤلاء الشباب اسعدوا كل العراقيين ونالوا رضاهم في أول اختبار.
لقد نجح ادفوكات أيها السادة… نجح في التحدي وابقى اسمه في سجل المدربين الناجحين وأشعل الحرائق في قلب سيؤول والكوريين وبكى سون فغضب الإعلام الكوري وصب جام غضبه على المدرب بينيتو فهل سيبكي الإيرانيون يوم 9/7 الله اعلم….