سعد رزاق الأعرجي
انتهت مباريات الدوري وانتهى معها كل شيء بسلبياته وايجابياته ، وكان كل شيء فيها رتيبا ومتوقعا ولايختلف عن سابقاته، الا في أمر واحد وعلامة فارقة طرزت ايام الدوري الطويلة،، وهي بروز شخصية عراقية ليست هي بسياسية ولا رياضية محترفة، ظهور مفاجىء كسر حاجز الروتين والملل في التصريحات الإعلامية من خلال تصريحات نارية ممزوجة بروح الفكاهة والمرح،، هذا الاسم آثار جدلا واسعا في الأوساط الرياضية باسمه الجديد ومشروعه الفريد الذي اقتحم عالم الاحتراف من بوابة الدوري العراقي ومن خلال نافذة نادي مغمور نسبيا وهو نادي الديوانية احد أندية الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.
حسين العنكوشي اسم حظي باهتمام اعلامي وشعبي واسع محليا من خلال ظهوره المفاجئ على الساحة الرياضية كرئيسا لنادي الديوانية وتصريحاته النارية وعدم اكتراثه بمقررات الهيئة التطبيعية، هذا الرجل آثار فضول عشاق كرة القدم والمتابعين للدوري العراقي لمتابعة مباريات ناد اسمه الديوانية ليقيموا وضع النادي في خارطة الدوري العراقي ومشاهدة اللمسات التي وضعها العنكوشي على لعب الفريق وهل تتناسب مع التصريحات والوعود التي قطعها على نفسه.
لعل مجال الاستثمار الرياضي في العراق لم يطرق بابه احد لحد الان لأسباب عديدة منها أن رجال الأعمال والمستثمرين يعتبرون الاستثمار في العراق تجارة خاسرة لضعف الدوري العراقي من كل الجوانب بالإضافة الى ان معظم العراقيين يرونه أمر بعيد المنال وصعب التنفيذ،، على عكس مانراه في جميع الدول الأوربية والأمريكيتين وحتى دول شرق آسيا المتقدمة صناعيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وحتى دول الخليج العربي تطبق هذا النوع من الاستثمار، حيث تتبنى معظم الشركات فرقا تدعمها ماديا وتجني من خلالها الأرباح، ولم نسمع يوما أن الدولة قد تدخلت لتدعم ناد في هذه الدول.
أن الاستثمار الرياضي من أهم أنواع الاستثمارات وان العمل ضمن إطار احترافي عالمي يدعوا انشاء ملاعب حديثة واستقطاب لاعبين محترفين من دول خارجية بالإضافة إلى تحديث آلية تسويق الفرق وصناعة هويتها، قد نراه أمرا مستبعدا لكن هذا مايريد أن يفعله العنكوشي من خلال نافذة نادي الديوانية.
حسين العنكوشي الذي أضاف للدوري العراقي روح الفكاهة والمرح من خلال تصريحاته ودخوله في مشاكل وتقاطعات مع الهيئة التطبيعية وصلت حد العقوبات المادية والتي تقبلها بروح رياضية عاليةولفت انتباه الجميع لناديه،، الا انه لم يسلم من الهجوم الإعلامي الذي اتهمه بأن خططه بالاستثمار مرتبطة بأجواء الانتخابات في محاولة لكسب ود الشباب من خلال هذا المجال.
لقد أصبحت هذه الشخصية مادة إعلامية دسمة تلوكها الألسن، منهم من قال انه لايفقه من الرياضة شيء وذهب آخرون بأنه لايصلح أن يكون على رأس الهرم في النادي والأفضل أن يترك الفريق لذوي الاختصاص والاكتفاء بالدعم المادي فقط،، أن مشروع العنكوشي مهم وله أبعاد واسعة وعظيمة لو استنسخت في بقية المحافظات.
أن العلامات الفارقة التي غيرت وجه نادي الديوانية، يشار لها بالبنان حيث سدد النادي جميع رواتب اللاعبين والمدربين وكل العاملين مع تأمين معسكر للنادي في مصر لمدة 10 ايام وفي النية التعاقد َمع مدرب برازيلي لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
أن خطوة العنكوشي جيدة وان تجربته الاستثمارية ليست جديدة فهي سائدة في معظم دول العالم وان إقبال رجال الأعمال والاقتصاد على العمل الرياضي وتحقيق مفهوم الاقتصاد الرياضي أو الصناعة الرياضية له منافع ومكاسب مشجعة لكن هذه الخطوة في العراق تحتاج لسنوات طويلة حتى تنضج لدى الشارع الرياضي.