د.يوسف النمراوي..استشاري الأمراض الباطنية بالحمادي:
•”الوراثة” و”السمنة” و”قلة الحركة والإلتهابات من أسباب المرض
الاحساء/زهير بن جمعه الغزال
يعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة حيث ينتشر في كافة إنحاء العالم ويصيب كافة أجناس البشر فهو لا يميز بين غني وفقير أو كبير وصغير ، فقد كان يعتبر مرض الأغنياء ولكن في الوقت الحاضر بينت الدراسات الحديثة أن نسبة انتشار المرض في الدول النامية ومنها البلاد العربية تتراوح بين (10– 20% ).
ويختلف مرض السكري عن بقية الأمراض لأنه لا يمكن الشفاء منه بأخذ علاج مناسب لمدة محدودة من الزمن ، فهو يعتبر مرض السكري مرض مزمن إلا أنه يمكن السيطرة عليه والتعايش معه بصورة طبيعية ويمكن للشخص المسيطر على المرض أن يعيش حياته كأي إنسان عادي شرط الالتزام بالعلاج وطبيعة الأكل ونصائح الأطباء ولذلك تعتبر التوعية السليمة ركناً أساسياً ذات تأثير هام للتحكم بالمرض فأجعل هدفك هو التحكم بالسكري ولا تجعل المرض السكري يتحكم فيك.
وينتج مرض السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكري ( الجلوكوز) في الدم ، حيث يعتبر الشخص مصاب بمرض السكري إذا كانت نسبة السكر في الدم في الصيام بعد صيام 6-8 ساعات أكثر من 126 ملم / ديسلز أو تجاز 200 ملم / ديسلز بعد الأكل بساعتين ويجب أن يقاس مرتين قبل الحكم على أن الشخص يعاني من مرض السكري لأن ذلك يتطلب دقة في التشخيص حيث أن المريض سوف يتناول العلاج مدى الحياة بعد التشخيص الدقيق وهنا يجب أن تعرف أن نسبة السكر الطبيعي بالــدم هي 70-110 ملغم وهناك دراسات كثيرة عن مرض السكري.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية على أن تركيز السكر الطبيعي أقل من 110 ملم / ديسلز و 110 –125 ملغم ديسلز يعد اختلال ينذر بمرض السكري وإذا كان تركيز السكري في الصباح بعد الصيام 126 ملم / ديسلز / أو أكثر وذلك لقياس مرتين هو يعتبر مرض سكري ويجب اتخاذ إجراء علاجي.
والسكر ( الجلوكوز ) من المواد الرئيسية التي تحتاجها خلايا الجسم للتغذية وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه أما السكر فيتحصل عليها الجسم من الغذاء بعد هضم الطعام تتحول المواد النشوية إلى السكر البيسط ( الجلوكوز ).
ويرى الدكتور يوسف النمراوي استشاري الباطنية والغدد بمستشفى الحمادي بالرياض،والبورد الأردني والزمالة البريطانية: أنه لكي يستفيد الجسم من السكر فإنه يحتاج إلى هرمون الأنسولين الذي يعتبر الواسطة الذي يدخل السكر إلى داخل الخلية كي يستقلب وينتج الطاقة اللازمة ، فالأنسولين يفرز من البنكرياس الذي يقع في تجويف البطن خلف المعدة ويمتد من الطحال إلى الكبد.
ويقول د . النمراوي أن الإنسان يصاب بمرض السكري نتيجة قصر البنكرياس عن افراز هرمون الانسولين كاملاً أو عن نقص الإفراز جزئياً أو أن يكون الأنسولين المفرز غير فعال مما يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم ولذلك يبقى السكر في الدم حيث يبدأ بالارتفاع أعلى من المستوى المسموح به ويؤدي إلى مرض السكري.
ولهذا يجب أن نحذر ان اعتلال الأوعية الدموية الدقيقة التي تسبب اعتلال في شبكة العين والكلى والقلب والأعصاب تبدأ عند ارتفاع سكر الدم للرقم 126 ملغم ديسلز أو أكثر ، أما الأعراض التقليدية للمرض فهي تبدأ بعد ارتفاع سكر الدم عن 150 ملم ديسليز.
ويضيف قائلاً أن السكر يبدأ بالظهور بالبول عند تركيزه في الدم 180 ملم / ديسلز أو أكثر وهنا تحدث البيله السكرية لذلك ننصح بعدم انتظار الأعراض التقليدية بادر إلى فحص دمك بواسطة المختبر في هذه الحالات .
5- إذا كان عمر الشخص 25 سنه فما فوق .
6- إذا كان أحد إفراد العائلة يعاني من مرض السكري.
7- إذا كان الوزن أكثر من الحد الطبيعي.
8- إذا فقد احد العائلة أو الأقارب المقربين قبل سن الخمسين.
أما عن أعراض مرض السكري فيقول د . النمراوي تظهر أعراض مرض السكري التقليدية عادة بعد ارتفاع نسبة السكر بالدم كما ذكر سابقاً وذلك نتيجة لعجز البنكرياس من إفراز هرمون الأنسولين وبالتالي لا تستطيع خلايا الجسم من استعمال السكر الموجود في الجسم مما يؤدي إلى تسرب السكر مع البول بعد ارتفاع 180 ملم / ديسلير أو أكثر في الدم ، ولذلك تظهر الإعراض التقليدية وهي العطش شديد ، كثرة التبول ، نقص في الوزن ، الشعور بالجوع على الرغم من كثرة تناول الطعام ، الشعور بالتعب والإعياء ، التهابات بولية وجلدية مع حكة وبطء في التأم الجروح والقروح.
أما الأعراض الناتجة عن مضاعفات السكر فتبدأ مع ارتفاع نسبة السكر بالدم ، أما تلف الأعضاء أو ظهور مؤشر على بدء تلف الأعضاء قد تحتاج 3-5 سنوات بعد ارتفاع نسبة السكر ومن أهم الأعضاء التي تصاب بمضاعفات مرض السكر.
1- قصور كلوي
2- قصور في تروية شريان القلب
3- التهاب الأعصاب والجهاز العصبي
4- الضعف الجنسي
5- تغيرات في شبكة العين وقد يؤدي إلى فقدان البصر
وعن تشخيص مرض السكري يقول د . يوسف النمراوي ان التشخيص بسيط جداً وهو قياس نسبة السكر في المختبر ويعتبر الشخص مصاب بمرض السكري وإذا كانت نسبة الجلوكوز في الدم اكثر من 125 ملم / ديسليز في حالة الصيام أو اكثر من 200 ملم / ديسليز بعد تناول الطعام وذلك في مناسبتين مختلفتين ، وأحياناً يتم التشخيص عفوياً دون حدوث أي أعراض ذلك عندما يقوم المريض باستشارة الطبيب لأسباب أخرى فيجد أثناء الفحص أن السكر مرتفع بالدم وعادة هذا يكون من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين
عوامل مسببة أو مشاركة في إظهار مرض السكري .
ولا يزال السبب الحقيقي للإصابة بالسكري غير معروف حتى الآن ولكن هناك عدة عوامل تساعد على ذلك :
أولاً : الوراثة : إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بالسكري غير المعتمد على الأنسولين فإن هناك قابلية للإصابة بالسكري لدى أفراد العائلة.
ثانياُ : السمنة : زيادة الوزن يؤدي إلى إجهاد جسمي ونفساني ويقلل من فعالية الأنسولين ولذلك يتضاعف احتمالات الإصابة بالمرض وخاصة بالنوع غير المعتمد على الأنسولين.
ثالثاً : قلة نشاط الحركة : قلة النشاط تزيد احتمال الإصابة بالمرض.
رابعاً : الأمراض والأزمات الحادة : الأمراض والعمليات الجراحية وكذلك الأزمات النفسية كالقلق والتوتر تزيد من ظهور المرض عند الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك.
خامساً : الأدوية : مدرات البول ، الكورتيزون ، حبوب منع الحمل عند استعمالها لفترة طويلة تؤدي الى ظهور أعراض مرض السكري للذين عندهم استعداد لذلك.
سادساً : الالتهابات : بعض الالتهابات الفيروسية التي تبدل الاستجابة المناعية للجسم تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري وخاصة عند صغار السن ويكون من النوع المعتمد على الأنسولين.
سابعاً : الكحول : الإدمان على المشروبات الروحية يعمل على أتلاف البنكرياس ويساعد على ظهور أعراض المرض.
ثامناً : الحمل : يؤدي إلى ظهور سكري الحمل عند النساء اللواتي لديهن استعداد لذلك.