الاحساء /زهير بن جمعه الغزال
تحتفي جمهورية أذربيجان الديمقراطية يوم غد بمرور مئة وثلاث أعوام على تأسيسها. ويعد ذلك حدثًا تاريخيًا عظيمًا بالنسبة للشعب الأذربيجاني الذي كان يتطلع لبناء جمهورية مستقلة وحرة وديمقراطية. لا سيما أن جمهورية أذربيجان الديمقراطية تمكنت من إستعادة الوعي الوطني الشعبي وأثبتت قدرتها على تقرير مصيرها في غضون 23 شهرًا فقط من إنطلاقها. ويبدو ذلك جليًا في وثيقة إعلان الاستقلال – المعاهدة التي تم إعتمادها في تاريخ 28 مايو 1918.
وقال سعادة جافيدان حسينوف، القنصل العام لجمهورية أذربيجان في دبي في تصريح صحافي بهذه المناسبة: “لقد تمكنت جمهورية أذربيجان الديمقراطية حديثة العهد من إنجاز مهمتها التاريخية الصعبة بشرف وكرامة. حيث تم تنظيم أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية , وتم تشكيل أول برلمان أذربيجاني وحكومة أذربيجانية، وتم تحديد حدود البلاد، وأُنشِئ العلم والنشيد الوطني وشعار النبالة، وتم إعلان اللغة الأم اللغة الرسمية للدولة وهي اللغة الأذربيجانية، واتُخذت تدابير جادة في مجال بناء الجيش، وتم إيلاء التعليم والثقافة اهتمامًا خاصًا. كما أُنشِأت أول جامعة في أذربيجان، وتم تأميم التعليم، وفي السنوات الأخيرة، تم بذل جهدٍ استثنائيٍ هام في صياغة تاريخ الرأي العام، الأمر الذي ساهم في تمهيد الطريق نحو الإنماء الثقافي لأفراد الشعب”.
وأكد سعادته على أنها منذ أولى أيام تأسيسها، قامت جمهورية أذربيجان الديمقراطية، على أسس سلطة الشعب والمساواة بين الناس، وعملت على القضاء على التفرقة العرقية والقومية والدينية والطبقية من خلال منح كافة مواطني البلاد حقوق متساوية. موضحًا بأنه بفضل أنشطة الجمهورية الشعبية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، حالت حقيقة خضوع البلاد للقانون الدولي دون محو أذربيجان كدولة من الخريطة السياسية للعالم بعد الاحتلال البلشفي في أبريل 1920.
ومضى يقول: “استعادت أذربيجان استقلالها في نهاية القرن العشرين وتمكنت من الحفاظ على سيادتها. وعند عودته إلى السلطة، عمل الزعيم الوطني الراحل ” حيدر علييف ” على اتخاذ تدابير حاسمة من شأنها حماية الدولة الأذربيجانية وإرساء الاستقرار الاجتماعي والسياسي الدائم في البلاد. وهكذا، تم تأسيس الدولة الأذربيجانية المستقلة الحديثة التحفة، وبدأت مشوارها على طريق النمو السريع”.
وأضاف: “لقد صرح قائدنا العظيم الراحل ” حيدر علييف ” مرارًا وتكرارًا بأننا إن قمنا ببناء دولة أذربيجانية ديمقراطية اليوم، نكون مدينون للجمهورية الديمقراطية ، وقال أيضا مقدرًا مكانة جمهورية أذربيجان الديمقراطية ودورها على مدى تاريخنا: “نعتز اليوم بتأسيس الجمهورية الديمقراطية الأولى الذي أعلنّاه يوم إستقلال دولة أذربيجان – يوم الجمهورية، وهو عيدنا الوطني.”
وأشاد بسياسة القائد الوطني والنهج الذي يتبعه فخامة الرئيس “إلهام علييف” قائلًا: “بعد مرور ما يقارب 30 عاما على تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة، أظهر فخامته ” قوة البلاد للعالم بأسره ، فنزاع ناغورنو كاراباخ تم حله بفضل دولة أذربيجان تحت قيادته ، وذلك من خلال البيان الثلاثي الذي صدر في العاشر من نوفمبر 2020، أي بعد 44 يومًا من الحرب”.
وأختتم سعادة القنصل العام الأذربيجاني في دبي تصريحه بالقول: “على الرغم من أن أذربيجان شهدت 30 عامًا من الاحتلال والدمار الشامل والخراب في أراضيها المحررة، إلا أنَّها مستعدة للتطلع نحو المستقبل – لتخطيط مستقبلها كجزء لا يتجزأ من منطقة جنوب القوقاز”.
وكما قال فخامة الرئيس “إلهام علييف” في أحد خطاباته: “نأمل أن يأتي الوقت الذي نتحدث فيه بالفعل عن التعاون الفعال والمتكامل في منطقة جنوب القوقاز. وبالمناسبة، قد قمنا جميعًا بتقديم مقترحات ومبادرات هامة في البيان الثلاثي الصادر في العاشر من نوفمبر 2020، لا سيما فيما يتعلق بفتح قنوات إتصال وممرات نقل جديدة “. الأمر الذي يشير مجددًا إلى تخطيط أذربيجان وبحثها عن أفقٍ جديدة للتنمية والتعاون في منطقة جنوب القوقاز.