الاحساء /زهير بن جمعه الغزال
حذرت أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة في مملكة البحرين الشقيقة الدكتورة – أريج السعد من الإفراط في تناول المكملات البروتينية، مؤكدة ضرورة الاعتماد على النظام الغذائي كمصدر أساسي لكامل احتياج الجسم من البروتين.
وقالت السعد إن مملكة البحرين تشهد ارتفاعا في استهلاك المكملات البروتينية وخاصة لدى الشباب الذين يرغبون في إظهار وبناء عضلاتهم بسرعة، ويجري الترويج لها في أوساط غير متخصصة، وعبر الإنترنت، مؤكدة أهمية الوعي بضرر هذه المكملات أو استهلاكها بكميات محدودة على أبعد تقدير.
وأشارت إلى أن كلا من الأكاديمية الأمريكية والكندية للتغذية وعلم التغذية والكلية الأمريكية للطب الرياضي تؤكد أنه يمكن إدراج المكملات البروتينية ضمن الخطة الغذائية بحيث لا تزيد على معدل الاحتياج اليومي في حالات محددة من بينها عدم تمكن الشخص من الحصول على كامل احتياجه من البروتين مثل صعوبة إعداد وجبة بروتين بعد التمرين، أو فقدان الشهية للطعام بعد حصة تدريبية شاقة، أو الأشخاص الذين يعتمدون على حمية نباتية.
وقالت إنه في الولايات المتحدة مثلا لا تخضع مصانع المكملات البروتينية لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وكذلك الحال في بريطانيا، حيث تعتبر غالبية المكملات الغذائية من الأطعمة وبالتالي يتم تنظيمها بموجب قوانين الأغذية المعمول بها من قبل وكالة المعايير الغذائية وبناء على ذلك تكون المصانع مسؤولة عن جودة وسلامة منتجاتها.
وأضافت أن اللجنة الاستشارية للطب الرياضي في الولايات المتحدة نشرت تقارير بينت أن 8-20% من مكملات البروتين المختبرة ملوثة بكميات كبيرة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، إضافة إلى ذلك وجد أن 25% منها ملوثة بالستيرويدات الابتنائية الأندروجينية وهي الأندروجينات الستيرويدية التي تشمل الأندروجينات الطبيعية مثل التستوستيرون، و11% ملوثة بالمنشطات، وأضافت أنه قد لا يكون مثل هذا «التلوث» من قبيل المصادفة حيث من الواضح أن الشركة المصنعة تستفيد من منتج فعال، على الرغم من مخاوف سلامة المستهلك الكبيرة.
وحذرت أخصائية التغذية السعد من أن الستيرويدات البنائية تسبب عدة أضرار جسدية ونفسية، فلدى الرجال تقلل عدد الحيوانات المنوية، وتصغر حجم الخصيتين، وتزيد حجم الثديين، وتقود إلى فقدان شعر الرأس، وبالنسبة إلى النساء تسبب تغيرًا في الصوت، وتكبير الأعضاء التناسلية، وتزيد كمية شعر الجسم، وتصغر حجم الثديين، كما أنها ترفع ضغط الدم لدى الرجال والنساء، وتزيد حبَّ الشباب، وتؤثر سلبًا في القلب والكبد والكليتين، ويؤدي استعمال تلك الهرمونات إلى زيادة العدوانية لدى الشخص وتغير المزاج وحدوث الكآبة، وأضافت أن المكملات البروتينية قد تسبب اضطراب الجهاز الهضمي، والجفاف، ونقص الكالسيوم، وزيادة الوزن نتيجة استهلاك البروتينات.
وقالت إنه بحسب الجمعية الأمريكية للطب التناسلي تشير الدراسات الاستقصائية إلى معدل تلوث المكملات البروتينية بالستيرويد يتراوح بين 15% و25%، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بقصور الغدد التناسلية لدى الرجال، وانخفاض جودة السائل المنوي والعقم، أما هيئة الخدمات الصحية البريطانية ((NHS، فقد تم سحب 84 منتجا ما بين مكملات بروتينية ومكملات زيادة الوزن من الأسواق البريطانية لاحتوائها على ستيرويدات ومنشطات وهرمونات التستستيرون تحديدا. كما أنه تم رصد عدد من المكملات البروتينية في الأسواق الأمريكية ملوثة بمواد كيميائية، معادن ثقيلة ومواد سامة، حيث أصدرت مجموعة غير ربحية تسمى Clean Label Project تقريرًا عن السموم في مساحيق البروتين. قام الباحثون بفحص 134 منتجًا بحثًا عن 130 نوعًا من السموم ووجدوا أن العديد من مساحيق البروتين تحتوي على معادن ثقيلة (الرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق)، و(bisphenol-A (BPA، الذي يستخدم في صناعة البلاستيك)، ومبيدات الآفات، أو ملوثات أخرى ذات روابط للسرطان والحالات الصحية الأخرى. كانت بعض السموم موجودة بكميات كبيرة.
كما حثت على ضرورة استشارة الطبيب وأخصائي التغذية العلاجية قبل استخدام المكمل البروتيني الذي يتناسب مع الحالة الصحية للشخص فقد يتسبب بروتين مصل الحليب (واي بروتين) أو كازين في اضطراب في الجهاز الهضمي وخصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون من تحسس من بروتين الحليب الكازين أو سكر الحليب، أو إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد، الكلى أو النقرص.
ونوهت أيضا إلى ضرورة ألا يتجاوز استهلاك الفرد للبروتين عن معدل الاحتياج اليومي قد يسبب تناول المكملات الغذائية لكمال الأجسام التي تحتوي على البروتينات إلى زيادة في معدل عمل الكلى، حيث قد يسبب فرط عملها إلى زيادة معدل التخلص من سوائل الجسم ما قد يؤدي إلى الجفاف، وأيضاً قد يزداد معدل إخراج الأملاح والمعادن الذائبة في سوائل الجسم منها الكالسيوم ما قد يؤدي إلى انخفاض في مستوى الكالسيوم في الدم. كما أنه من المهم تجنب بروتين مصل الحليب أو الواي بروتين في حال تناول الأدوية التالية حيث قد يتفاعل مع بعض الأدوية ويقلل من كفاءتها ألبيندازول (ألبينزا) Albendazole واي بروتين إن كنت تتلقى هذا دواء مضاد لالتهابات التي تسببها الديدان. قد يؤدي هذا المكمل إلى تأخر تأثيرات الدواء أو إعاقتها. Alendronate/ أليندرونيت (فوساماكس) (Fosamax) هذا الدواء المستخدم لمنع هشاشة العظام أو علاجها من امتصاص الدواء، بعض المضادات الحيوية، قد يقلل استخدام بروتين المصالة مع المضادات الحيوية من نوع الكينولون ((Quinolone antibiotics)، (والتتراسيكلين (Tetracycline antibiotics) من امتصاص جسمك للدواء.
وأشارت الأخصائية السعد إلى أنه عند الاضطرار إلى تناول المكمّلات البروتينية يجب شرب كمية كافية من الماء، من أجل التخلص من السموم والمواد الناشئة عن عملية الأيض، ولذلك يُنصَح بشرب ما لا يقل عن ليترَين من الماء يوميا.
وقالت: يجب عليك الحرص دائما على البحث عن العلامات التي تدل على أن المكمل صالح للاستهلاك قانونيا. وأعني بكلمة قانوني، أنه خضع للاختبار أو التقييم من جهة رسمية، ولا يحتوي على أي مكونات بخلاف ما هو موجود على الملصق وأنه في البحرين يجري تقييم كل ما يعبر الحدود. وأوضحت في ختام حديثها أن الآثار الصحية للمكملات البروتينية على المدى الطويل غير معلومة، نظرا إلى محدودية الدراسات في هذا الشأن.