زهير بن جمعة الغزال- الاحساء
أكد استشاري الأمراض الروماتيزمية وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين ، أن الصيام يعتبر فرصة لإزالة أسباب كثيرة من العلل والأمراض عند كثير من الناس وخصوصا الأمراض الروماتيزمية ، موضحًا تزامنًا مع قرب الشهر الفضيل أنه لا تعارض للصيام مع الأدوية التي يتناولها مرضى الروماتيزم ، إذ بامكان المرضى ضبط مواعيد الأدوية مابين فترتي الإفطار والسحور. التأثير المضاد للالتهاب وقال ، أن عدة أبحاث تجاوزت المائة ونشرتها مجلات طبية في مختلف أنحاء العالم أثبتت فوائد الصيام في علاج بعض أمراض الروماتيزم ، إذ تركزت هذه التجارب عن التأثير المضاد للالتهاب والتثبيط المناعي للصيام ونقص النفوذية المعوية، فقد استخدم الصيام في علاج بعض أنواع الروماتيزم مثل التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد) وذلك بمقارنة بعض الشكاوى والعلامات والفحوص المخبرية قبل وبعد الصيام ، كما أستشهد في هذا الجانب عدة بحوث عالمية أكدت فوائد الصيام ومنها دراسة جامعة إليونز في شيكاغو التي كشفت إن الصوم يمتاز بالفوائد الأعظم بالنسبة للمرضى الذين لديهم مخاطر كبرى لعوامل المرض، مثل مرضى ضغط الدم العالي، ومرضى السكر أو البدانة، ودراسة لجامعة ستانفورد بينت التأثير الكبير للصيام على إنقاص الوزن الزائد وعلى سلامة القلب ، ودراسة أخرى أجريت في كلية الطب بجامعة فيرجينيا أثبتت أن الصوم يزيد من إنتاج هرمون النمو وهذه العملية مهمة لسلامة العضلات وبخاصة العضلة القلبية ، كما أوضحت دراسة لقسم علوم الأعصاب في جامعة جون هوبكنز أن للصيام دور في تأخير أعراض الشيخوخة والزهايمر وتحسن أداء الخلايا وقدرتها على التخلص من النفايات، وهذه العملية تزيد من كفاءة النظام المناعي بشكل أوتوماتيكي ، بجانب ذلك يحفز الصيام المخ لإنتاج المزيد من الكيتونات والتي تمد الخلايا العصبية بالطاقة اللازمة لنمو الدماغ وزيادة أجسام صنع الطاقة داخل الخلايا، كما أن الصيام يحسن قدرة الخلايا على إصلاح الشريط الوراثي DNA وتجديد الخلايا المناعية والتخلص من الخلايا المناعية القديمة والمتضررة. تحسن التيبس الصباحي وتابع قائلاً ” بخصوص مرضى الروماتيزم فقد وجد بعد الصيام تحسن ملحوظ في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة التثفل (والتي تكون مرتفعة في إلتهاب المفاصل)، وقد أدى الصيام أيضا إلى نقص في تحرير (إنتاج) الليزوزوم من الخلايا البالغة في الدم وقد يشرح هذا التأثير خاصية الصيام المضادة للإلتهاب؛ لأن المحتويات الليزوزمية لها علاقة بمراحل الإلتهاب المختلفة، وكذلك يسبب الصيام في زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم والتي تعرف بدورها الفعال في تخفيف الألم مما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل ازدياد نسبة الكورتزول بدرجة معتدلة في الدم والمعروفة بخاصيتها المضادة للإلتهاب، لذلك يعطى المرضى أحد أنواع الكورتيزول للعلاج والتي قد تعزى إلى نقص استقلاب الهرمون والتأثيرات النفسية للصوم، ويدعم ذلك الرأي القائل بأن للصيام تأثيرا مثبطًا لمناعة الجسم، إن هناك نظرية تقول إنه يوجد تلازم بين العوامل المعدية والمعوية والتهاب المفاصل الروماتيزمي”. الصوم وكسر الهوى و خلص إلى القول “أنه من المؤسف أن بعض الصائمين يتخذون شهر رمضان موسمًا للإكثار من الأكل والشرب طوال الليل، فيحولون الشهر إلى تناول كل مالذ وطاب من الأطعمة والأشربة، مع أن مقصود الصوم هو كسر الهوى، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان (إذا أفطر) يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء، فذلك وقت كاف لامتصاص السكر ووصوله إلى الدم مما يعمل على تقليل الشهية فلا يفرط في الأكل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ولهذا أنصح بالاعتدال وعدم الإسراف”.