صاحب الشريفي .
زفرات تشعل في قلبي الذكريات…. وتطوفني أعذب الهمسات ….
طويريج مدينتنا الجميلة….طويريج حلم يداعبنا وحنين واشتياق ….
وذكريات الطفولة والصبا ومحلة محرم عيشة ومرقد السيد أبو هاشم وخضرة البساتين ومراجيح العيد وأزقته القديمة وسوقه المسقف وخان الوقف والكورنيش ومقاهيه الجميلة وأغاني كوكب الشرق وكلماتها الرائعة مع ذكريات عبرت افق خيالي…..بارقاً يلمع في جنح الليالي .. وأغنية شمس الأصيل ذهبّت خوص النخيل يا نيل….
تحفة ومتصورة في صفحتك يا جميل…
والناي على الشط غنى والقدود بتميل…..
على هبوب الهواء لما يمر عليل…
وعلى شاطئه الهادئ تحلق طيور النوارس وتصفق بأجنحتها الجميلة وتغرد طربا تزف لناظريه أغاني الفرح والأمالي مبشرة بيوم جميل وغدا اجمل, وافلام السينما الصيفي أيام زكي رستم وفريد شوقي في رصيف نمرة خمسة وعماد حمدي وعبدالحليم وحسن يوسف في الخطايا ونجاح سلام وسامية جمال وعبد السلام النابلسي في مرحباً ايها الحب وكوميديا زينات صدقي وإسماعيل ياسين وهما يغرقانا ضحكاً ويدخلان البهجة في نفوسنا …. انها ذكريات الماضي الجميل التي لا تفارقنا وكأنها جرت البارحة…. فهي ذكريات عشناها مع مدينتنا الحبيبة طويريج واهلها الطيبين… وما أحلاها من ذكريات…
طويريج بلدة عراقية ومركز قضاء في محافظة كربلاء كانت سابقاً تابعة الى محافظة بابل وفي سنة ١٩٧٦م الحقت بمحافظة كربلاء، وهي أول قضاء في العراق(قضاء الهندية)وقد عرف محلياً بإسم طويريج والتي هي تصغير لكلمة طريق أو طريچ. لان طويريج هي ممر وأنطلاق لزوار العتبات المقدسة في كربلاء مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس عليهم السلام وبمرور الأيام حورت إلى طويريج. إن أول تأسيسها أي(تمصيرها)كانت تابعة إلى كربلاء إدارياً وبعد الإحتلال البريطاني ألحقت بالحلة، ولموقعها الجغرافي المهم لأنها عقدة مواصلات بين الحلة وكربلاء والسدة والكفل والصحراء عن طريق خان النخيلة إنتقلت إليها قيادة ثورة العشرين لتدير المعارك منها. وهي تبعد حوالي(٢٥)كم شرق مدينة كربلاء، ونفس المسافة تقريبا غرب مدينة الحلة(أي منتصف المسافة ما بين الحلة وكربلاء). تقع على ضفاف شط الهندية أحد فروع نهر الفرات والذي يتصل بشط الحلة ويتفرع منها جدولان الأول في الصوب الصغير جدول أبي غرق والثاني في الصوب الكبير الجدول الغربي وقد تميزت المدينة ببساتينها الجميلة على جانبي نهر الفرات الرئيس(نهر الهندية)”. تسمية قضاء الهندية: اما تسمية القضاء بقضاء الهندية فهي نسبة إلى الوزير يحيى آصف الدولة بهارد الهندي وزير الملك محمد شاه الهندي الذي قرر أيصال المياه إلى النجف الأشرف عندما زار مدينة النجف واستقبله أهالي النجف استقبالاً حافلاً وشكوا إليه سوء وضع مياه بحر النجف والآبار المالحة في وقتها، فقرر شق نهر الحلة إلى فرعين فأصبح نهر الهندية الفرع الرئيس للفرات ونهر الحلة الفرعي، وسميّت السدة بـ(سدة الهندية)وطويريج قضاء الهندية وأرخ شق النهر بالتقويم الحسابي ” صدقة جارية ” وذلك في سنة(١٧٩٣م و١٢٠٨ هـ ) ونهر الحسينية يتفرع من شمال سدة الهندية. سبب التسمية: اما لماذا سمي القضاء بـ(طويريج) لأنها أتت من كلمة طريق زوار أبا عبدالله الحسين(ع)وبمرور الوقت حورت الكلمة إلى طويريج.. ويقول عن مدينة طويريج السيد عبد الرزاق الحسني مؤرخ العراق الكبير في كتابه المشهور “تاريخ المدن العراقية”، انها كانت في بدايتها تسمى “طريق المبتغى” إلى كربلاء أي انه الطريق الأقرب للوصول إلى كربلاء لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام ثم صغرت هذه الكلمة فقالوا على غير القياس (طويريق)ثم جرى عليها تصحيف آخر فأبدلت القاف جيما فصارت.. طويريج. وهناك رأي آخر يقول إن التسمية(تو وي)وكيف حورت إلى طويريج… هو إن مصدر إسم طويريج هو تحريف محلي لعبارة(two way reach) الانكليزية على أساس ان البلدة كانت المحطة الوحيدة الموصلة بين الطريقين الرئيسيين المتجهين إلى الحلة شرقاً لأحدهما وإلى كربلاء غرباً للثاني، زاعمين ان تلك العبارة وضعت كعلامة مرور نصبتها القوات البريطانية المحتلة على مدخلي المدينة ومكثت فترة طويلة بعد انسحابها منها ثم تطورت التسمية مع الزمن فأصبحت “تويريج” ثم طويريج لصعوبة نطقها بالنسبة لمعظم الناس في تلك الأيام إلا ان هذا التفسير ضعيف برأينا إذ ليس هناك وقائع أو وثائق تثبت وجود علامة مرور كتلك، كما ان المس بيل التي زارت المدينة في ١٩١٧م وأخذت لها صوراً عديدة كتبت اسم طويريج هكذا: Tuwairij وليس كـ “two-way-reach” في عدة رسائل مهمة لها إحداها على الأقل إلى هنري دوبس المندوب السامي البريطاني في العراق تزف له نبأ إحتلال طويريج…. نحن لم نسمع عنه قولاً يؤكد ذلك، ولا من الناحية المنطقية حيث أن الأحتلأل حصل بعد الحرب العالمية الأولى وطويريج موجودة قبل ذلك التأريخ بسنين كثيرة، أضافة إلى كيف كان حال الطرق آنذاك حتى يوجد طريقين(تو وي)هذا الرأي بعيد جداً عن الواقع لكن هناك رواية بانه كان بقالاً في المدينة أسمه(طويريج)وهذا الإحتمال ضعيف أيضاً.
متى أنشأت مدينة طويريج:
فقد تطرق الدكتور فلاح محمود خضر البياتي في حلقته الدراسية عن نشأت مدينة طويريج(مدينة الهندية)حيث ذكر فيها بأنها مدينة حديثة التكوين والتي ظهرت بعد إنشاء المجرى الحديث لنهر الفرات وذلك في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، حيث كانت المنطقة محاطة بالمساحات المائية الواسعة ثم جفت بعد ذلك، وقد اهتم سكانها بتطوير الجانب الزراعي واعقبها التطور العمراني مما أسهم في نهضتها وأصبحت من المدن الحضارية في البلاد، وقد عمدت الحكومة العثمانية جباية الأموال الضريبية بعد تطبيق سياسة تفويض الأرض عليها مما ساعد على زيادة الإنتاج الزراعي وبالتالي زيادة الإيرادات المالية للدولة. وكذلك أسهمت الكثير من العوامل والأحداث السياسية في سرعة نموها الإجتماعي والعمراني والاقتصادي، وكان للدور العشائري الذي يحطها الأثر الكبير في اسقرارها من خلال بناء العلاقات الوطيدة والمصالح المشتركة بين العشائر الذي شكل العصب المركزي لكيانها السياسي والاجتماعي، إضافة إلى قربها من المدن الدينية (كربلاء والنجف) التي جعلتها سوقا تجارياً رائجاً لهما لوقوعها على مجرى نهر الفرات، وإن أول من سكنها من العشائر هم عشيرة آل زحاف، ومكانها الآن في منتصف الطريق إلى ناحية الخيرات على جدول بني حسن….كان الزوار يأتون من المحافظات الجنوبية يلاقون الضايفة والأستقبال الحسن وكرم الناس لهم. يتجه الزوار إلى كربلاء بوسائط نقل بدائية لحد منطقة أبو سفن التي كانت هور مياه كبير فيركبون السفن الموجودة هم ووسائط نقلهم وأمتعتهم حتى يصلوا المنطقة اليابسة عند معامل الطابوق ثم ينطلقون مرة أخرى إلى كربلاء طبعاً معامل الطابوق لم تكن موجودة وقتها وسميت أبو سفن لهذا السبب، وتوجد مدرسة على طريق طويريج كربلاء بأسم مدرسة(أبو سفن) …. تتبعها أربعة نواحي أدارية:
١- ناحية الجدول الغربي.
٢- ناحية ابو غرق.
٣- ناحية الجدول الغربي.
٤- ناحية الخيرات. سميّت الخيرات تيمناً بأسم متصرف الحلة خيري الحافظ، بعد ان سلخت منها ناحية الكفل وألحقت بالحلة، ((وناحية الخيرات هو قضاء مهم من أقضية الحلة ولكن أوائل السبعينيات ألحقت إلى كربلاء وسلخت منها ناحية أبي غرق)). اما ناحية الكفل فقد سلخت منها وتبعت إلى مركز قضاء الحلة سنة ١٩٦٩م.. يحيط مدينة طويريج سداد ترابي من جميع جهاتها لحمايتها من فيضان نهر الفرات وفعلا تعرضت للفيضان عدة مرات وكان الناس يلجأون إلى خان الوقف(مضيف الحسين)حالياً والمنطقة المحيطة به لأرتفاع الأرض هناك…
ثم اضاف الينا قائلا :
ان احد ثوار ثورة العشرين كان من اهالي طويريج اسمه ابن خنجر وهو اول من قام بحرق جسر طويريج لمنع عبور القوات البريطانيه عليه.
وهناك رأي آخر يقول إن من قام بحرق الجسر هو حاوي الورد وكان من اشقياء طويريج آنذاك.
واما أول عشيرة سكنت طويريج عشيرة ..آلبو زحاف…وقد قيل شعرا فيه ذكر لطويريج لجمالها وخصوصيتها مدينة الثلاثة أنهر منه ” والله لشرج تشريج….وأكضي العمر بطوريج “.
المصادر/
١*تاريخ المدن العراقية لعبدالرزاق الحسني ..
٢*الموسوعة الحرة
منتديات عراق الخير منتدى الوثائق والصور والمشجرات جسر الهندية