طلال العامري
النهار نيوز
وقعت تحت يدي في حقبٍ متفاوتة الكثير من الوثائق العائدة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاداتها المركزية.. أغلبها يشير لعديد المناصب الرياضية التي إحتلها العراقيون عربياً وإقليمياً وآسيوياَ وأولمبياً وعالمياً.. مواقع تتفاوت بين الرئاسة والنيابة والعضوية والعمل في اللجان.. لن نتحدث عن كيفية الحصول عن تلك المناصب وما يتم الصرف عليه سواء عبر الهدايا العينية وغيرها التي يتم “رشّها”، لأن بعض الوثائق أشارت لذلك صراحة والوثائق لا تكذب..
سنتوقف عند أهمية تلك الأماكن التي يفاخر ويتباهى بها من حصدها وعدّها كأحد أهم الإنجازات وألـ” فتوح” التي جلبها للعراق..!
التواجد في أي موقعٍ إداريٍ رياضيٍ خارجيٍ يحتم على من ناله مسؤوليات كثيرة وكبيرة، لعل أهمّها وأبرزها يتمثّل بالعمل الجاد لرفع الحيف المفروض على الرياضة العراقية التي أصابها الإعياء “الشديد” رغم عمليات ألـ(ماكياج) التي تحاول تجميل الجسد الميت من زمااااان..!
كم من إتحادٍ عراقيٍ إستطاع أن يفعِّل ما حصده من مكان لفائدة رياضتنا مسلوبة الارادة؟
الجواب لا يحتاج منّا إلى تعمّق وشرح، لأنّه واضح للعيان كأشعة شمس تموز التي نبحث عنها في أيامنا الباردة هذه..!
كل من إحتل منصباً أو موقعاً (دولياً) رأيناه يتقوقع فيه ونسيّ أنّ مكانه ذاك يتيح له كل شيءٍ يفيد به بلده إن عرف “هو” كيفية إستخدامه وإستثماره بصورةٍ مستقلةٍ وليس جلوسه وخنوعه كتابعٍ “ذليلٍ” لهذه الأطراف أو تلك وهو ما يحدث واقعاً وليس خيالاً..
كم التدخّل الخارجي بالرياضة العراقية لا يحتاج منّا لابراز أدلة إضافية على ما هو موجود على أرض الواقع والكل يقرّون به..!
لدينا عشرات المناصب في تلك الإتحادات الخارجية والحصيلة التي جنيناها هي (صفر) مربّع من الخدمات التي تقدّم للوطن الذي يصرف ببذخ من سنين خلت..!
ترى هل كلّفت اللجنة الأولمبية أو أي جهة حكومية نفسها لمساءلة أولئك المتبجحون بالمناصب ومحاسبتهم على هدر أموال العراق بدون أي فوائد تجنى للرياضة العراقية.. لأننا نعلم أن إحتلال هذه المواقع بات من أهم الطرق للحصول على السفرات السياحية والمكاسب (غير المرئية) التي تستغل بشكلٍ بشعٍ وعلى عينك يا “وطن”..!
إن لم تصدّقوا فإننا نطالبكم أن تكشفوا عن الصرفيات وغيرها من الأمور الذي ترصد لحاملي صفة (منصب إداري رياضي خارجي) وساعتها ستلعنون كافة الطرق المتبعة للنصب والإحتيال في رياضتنا الذبيحة، ليس محلياً فقط كما تعرفون وإنما خارجياً وهو الذي لا تعرفونه ويتوجّب عليكم أن تطلعوا على الحيثيات في الأقل..!!
نضرب مثلاَ كمثل لا أكثر.. قبل فترة ليست بعيدة، تابعنا حديثاً متلفزاً لمن مختلف عليه كرئيسٍ لاتحاد الفروسية الذي سبق وأن “نال” منصباً هو النائب الأول للإتحاد الدولي لرياضة الـ(أوتاد) التي تشبه ألـ(خوازيق).. اتحاد تم استحداثه لفعالية شعبية ليست ولن تكون أولمبية وعلمنا أن (العراق) رغب باستضافة نسخة من بطولاتها.. وكان تصريح النائب الدولي هو.. أنهم يعملون على إعادة رياضة الآباء والأجداد.. وهنا نسأل..
أنت كنت على رأس هرم إتحاد الفروسية من سنين عجاف خلت.. أين كنتم من رفع شأن رياضة من ذكرت “الآباء والأجداد الحقّة”؟!..
تبقون حتى بتصريحاتكم (مضحكة) على أنفسكم وليس غيرها، لأنّكم تدينون ذاتكم والغريب أنّكم لا تخجلون ودائماً تبيعون ذات البضاعة الـ(إكسباير) على البلهاء الذين يصدّقونكم ويسوّقون لكم..!
رياضة الأجداد أصبحت تجارة داخلياً لتزاوج الخيول وبيع ناتجها وخارجياً سفر وتبادل منافع واستيراد باسم الرياضة الذي أستغل بأبشع الصور..!
ما قلناه عن هذا الاتحاد ينطبق على غيره كالدراجات والبولينغ والجمناستك والقدم واليد والكرة الطائرة والسباحة والساحة والميدان وكثير من الإتحادات غير الأولمبية.. كلها بقياداتها (المتقدمة) أو الأقل منها درجة تعشق السفر بـ”بلاش” وسفرة للعضو وضعفها لمن هو أعلى وأعلى وتبقى العجلة تدور لهم إلى أمام والرياضة بالمستضعفين إلى الخلف..!
نحن الآن في الشهر الثاني من العام (٢٠٢١) وعلى ما يبدو أن هذه السفرة أو ذاك ألـ(إيفاد) سيكون هو الأول للذين احتلوا مناصب “خارجية” إن لم يكن هناك من سبق وسافر مطلع العام بغفلةٍ ونحن لا نعلم.. ونأمل من أحد الضالعين بأمر الحسابات أن يبدأ بالإحصاء لهذا الشخص أو غيره عن عدد الرحلات التي ينوي القيام بها، رغم ظروف الجائحة التي كانت رحيمة بمال العراق أكثر من أي جهة رقابية محلية فردعت من لم تردعهم الدولة وقانونها.. أجل الجائحة بفيروسها المستجد أرحم بمالك يا وطن وأنت يا مواطن لأن هؤلاء قلّت سفراتهم وصرفيات ايفاداتهم..!
لو عدتم إلى أوامر الايفاد السابقة ولعدد غير قليل من الإتحادات بشقيها (أولمبي وغير أولمبي) لوجدتم كثر ممن حطّموا كل أرقام السفر القياسية ولأعوام عديدة خلت ولم نجد من يحاججهم أو يسائلهم عن الفوائد التي أنتجها سفرهم (السياحي)..
قلنا إن وجد من يشكك، فما عليه إلا أن يفعل ويرجع إلى قوائم الإيفاد للسنوات العشر أو الخمس أو الأربع وحتى الثلاث أو الاثنين الأخيرة وسيرى بنفسه أن مصاريف رجال المناصب الخارجية زادت عن مئات الملايين إن لم يكن أكثر.. وكلها (نهيبة) للمال ألـ(سائب) الذي علّمهم على (……….) و(جيب منصب وخذ إيفاد).. ويبقى أهل الرياضة يشكون ضيق ذات اليد..!
عندما نقول ان اتحادات الرياضة العراقية هي للسفر والسياحة يزعلون علينا.. وعندما نحاجج بالوثائق، يبدأ من هو منتفع للدفاع عنهم ولا أبرع محامٍ فاسدٍ ممن يتلاعبون (بالبيضة والحجر)..
يا سادة يا كرام.. هل رأيتم كيف اغتنى البعض بصورة غير مألوفة وبات من الأعيان ويسير من أمامه وخلفه الحمايات والغلمان بفترة وجيزة وبدل أن يسأل (من أين لك هذا) يتم احتضانه من أحد “الحيتان” التي تمتلك القوّة والصولجان فيصبح (اللّغاف) مصان ويا ويل من يحاول هزّ أركان الذي استجد له “بنيان”..!
من الغرائب والعجائب التي تمرر على البلهاء من الهيئات العامة هي.. عدم قراءة التقارير المالية والإدارية بصورة تفصيلية وحين يتم التطرّق لقضايا الصرف والايفاد، يتم ذكر رقم (جمعي) شامل لكل النشاطات، كي يضيع (المال المنهوب) كما الدم المراق بين القبائل..!
ترى هل لدينا أو هناك شجعان يناقشون ويتقصّون على حدّ الدينار..؟
نحن نشك ونشكك بذلك والا ما وصلنا إلى هذا الحال المزري والمخزي للتطاول على المال العام بحجّة ان ما ينهب في أماكن أخرى هو أضعاف مضاعفة وأصحاب هذا القول (نزيهون جداً) في ضرب الأمثال للتعتيم وخلط الأوراق تحت شعار (مفيش حد أحسن من حد) وكلنا “لصوص يا بابا”..!
وبات علينا (نحن) أن نصفّق للـ”حرامي” الذي سرق راتب الموظّف البسيط ثم أصبح البطل المغوار حال أن دفع له أجرة الباص حاصداً التصفيق لشهامته على فعل (الدفع) الذي حلل له السرقة لينام بعد ذلك مطمئناً على انه عمل الخير..!
دمتم أخيار بلدي فقط وإن شاء الله لنا عودة.. “هذا إذا ما صار شي”..