طلال العامري
لم أتردد كثيراً في الخوض بموضوع بات الأهم على الساحة الرياضية العراقية وهو ما يتعلق بالصحافة والإعلام الرياضي في عراق ما بعد ٢٠٠٣..
تلك المهنة التي طالها الكثير من الشوائب ووجب اليوم تنظيفها بحرفية ومهنية عبر أهل الشأن حصراً..
عليه لابد ونحن نتطرق لمهنتنا الجليلة حسب ما إعتاد عليها المواطن العراقي أن نقوم بتقسيم العاملين في ميادينها..
حسب معايشتنا للوضع نقول..
الاعلاميون أو الصحفيون الرياضيون ينقسمون إلى أربعة أنواع:
إعلامي أو صحفي مصلحة ( مع الأندية الجماهيرية لكسب ود جمهورهم وزيادة عدد المتابعين له والانتفاع منهم وحتى العمل كسماسرة أو بمسميات مختلفة تدر عليهم المكاسب)..
اعلامي أو صحفي.. ممثل تراجيدي كوميدي (يحضر للحلقة ويقلبها اما نصائح وتهديدات وحب الوطن علناً وتحت الطاولة الكل يعلم ما يجري.. أو تكون حلقته مليئة بالسخرية والانتقاص من الآخرين وكأنه هو العارف الوحيد وما يخرج عن فيه لابد من الأخذ به) و الصحفي دائم التهديد بأنه سيغزو هذا النادي أو تلك المؤسسة الرياضية ما لم ينل المقسوم منها وهؤلاء أصبحت لهم مكانة عند ضعاف النفوس والبعض منهم بات يمتلك صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي راح يسخرها للتلميع أو التخويف والتخوين ناهيكم عن الأماكن المؤسساتية التي يعمل فيها يضاف لذلك منصّات باتت تبتز مجاميع كثر لتدافع عن باطل أو تهوى بأناس ليس لديهم ظهر ليحتموا به..!
اعلامي أو صحفي متعصب ( يعشق فريقه ويرى كل اللجان والتحكيم ضده وهو مظلوم ولابد أن ينصره حتى وان جابه الجميع وحاربهم) كيف لا وهو محسوب على النادي ويحصد رزقه منه وذات الحال ينطبق على اتحاد أو المنتخب الذي زرعوه فيه تحت مسميات شتّى..!
اعلامي او صحفي رياضي (وهو من يتحدث بالمنطق فقط) والأخير بات عملة نادرة نبحث عنها ولا نجد منها الا القلّة القليلة وقسم منها آثر الانزواء بسبب الزحام والضجيج غير المسبوق الذي تعيشه صاحبة الجلالة “صحيفة كانت أو شاشة أو مذياع”..!
في الختام لابد من التذكير بأن مفردة إعلامي أو صحفي باتت تمنح للجميع ومن لم تمنح له كفاءةً أخذها عنوة بنفسه ووضع اللقب على صفحته (فسابكة) ليسبق اسمه بكونه الصحفي أو الإعلامي فلان الفلاني وكل أهل المهنة يتساءلون من هذا ولا يأتيهم أي جواب كونه تمت تزكيه من قبل هذا الاتحاد أو ذاك النادي او نال تزكية من حزب أو شخصية مهمة، حتى وإن كان بالأساس بواب أو ساع من السعاة ودمتم..
ملاحظة: ليس كل من حمل كاميرا فوتوغرافية أو فيديوية يسمى صحفياً أو إعلامياً بل مصوراً تلفازياً أو فوتوغرافياً.. وهؤلاء لديهم نقابة مستقلة وكانوا ويبقون من الأدوات المهمة والمكمّلة لعمل الصحفي والإعلامي وفقط في العراق الكل يبحثون عن باجات أو هويات الصحافة ليحتموا بها أو يستغلونها لتسهيل أعمالهم.. ومن هنا بات التداخل بالعمل ليتجاوز عمل هذا على عمل ذاك وتمتلئ الساحة بآلاف مؤلفة.. كلها تريد حقوق من دون التزام.. بواجبات..!
أخيراً نقول.. الصحافة موهبة أولاً ثم علم وأكاديمية.. حالها حال أي فعالية رياضية أو فنية.. تبقى محكومة بمهنية إن حافظنا عليها نجونا وإن أهملناها تهنا جميعاً..
للتذكير لم استلم قطعة الأرض المخصصة لي كصحفي والتي منحوني سندها عقب احتفالية خاصة لأنها حسب مكرمة عن رئيس النظام السابق ومن جاء بعدنا سنوات وسنوات استلم الأرض وانا أسأل هي أرض للصحفيين وكثيرين استلموها وحظي قبل التوقيع والتحويل واستلام السند النهائي سقط النظام.. الغريب ان قطعة الأرض إلى اليوم مخصصة باسمي ولا أستطيع استلامها ولا يلغونها ويعطونا غيرها كما فعلوا مع (صحفيين) جدد أو (محسوبين على الصحافة)..!