فاطمة غانم جواد _ بغداد
لم يأن بزوغ شمس الصباح وقد استبدل صياح الديك وتغريد الطيور اللذان اعتمدهما الفرد منذ امدٍ بعيد كمنبهٍ حَسِن الصوت ليقضتهِ ،باصوات مرعبة مستشرية المكان والزمان مما جعلها تأخيراً للعمل البشري وتأجيلاً لمواعيد اغلب العمال والكسبة خوفاً من شبحٍ جديد يلاحقهم ليودي بهم بامراض تعيقهم او تميتهم اذا ما عجز الفرد من دفع خطر تلك الكلاب السائبة بين الازقة السكنية والطرقات المحلية عن نفسهِ.
خوف واعتداء يُرهب الصغير قبل الكبير الذي غالباً ما يعجز في مواجهة قطيع الكلاب السائبة فكيف بصغيرٍلا يقوى لوحده على حماية نفسه مستسلماً لإيداع برائته طعماً لوحشية تلك الكلاب التي تتجول كوجهٍ إرهابي مدفوع ومتخفي للعيان بقناعٍ ليس من الصعوبة رؤية ما
يدور خلفه من استهدافٍ بشري واستشراءٍ للقلق الإنساني الذي يُربك الحياة ويُعيق المسار البشري في تحويل انظارهِ من ظاهرة معينة لظاهرة جديدة تُملي على المواطنين إيلاء التفكير والتخطيط الجماعي الإنساني للتخلص منها والحد من شرورها واضرارها المُخيفة لمن يتعرض لها.
موقف واحد لا غير اتخذته الجهات المسؤولة عن سلامة أرواح رعيتهم ألا وهو المعتاد عليه في التلكؤ العملي في درء الاضرار والتكتف لا التكاتف والتفرج بدل التدخل السريع لإنهاء المخاوف بين الأوساط الشعبية والعمرية كافة، الامر الذي يحتم على المواطنين التدخل الشخصي والتعاون المشترك بجهود جماعية للتخلص من هذا النوع الإرهابي الجديد كما الحال مع الإرهاب البشري في الأعوام الماضية الذي كان سيستشري في شروره واعماله الإرهابية لولا تدخل المواطنين
وتنظيم انفسهم في جبهاتٍ قتالية وتقديم الدماء بدلاً من الضعف السلطوي الذي رافق تلك الاحداث و
الموقف المتفرج الذي اتخذته الحكومات المتتالية مع كل تهديد جديد داخلي كان او خارجي وهذا يعود لضعف الشخصية الحاكمة لطالما تقف عاجزة القرار متسامحة العقاب متواطئة مع الأعداء في قراراتٍ
تأخذ البلد وشعبه لمصيرٍ مجهول وهذا ما يتجلى في اغلب القرارات المرضية للجماعات الخارجية ذات
المطامع الخاصة والكتل الداخلية ذات المصالح الشخصية التي لاتقل بدورها عن المطامع الأجنبية المفككة للوحدة الوطنية ، غير المرضية للمصالح الشعبية المشتركة التي تتعرض للغبن السلطوي السياسي.
وهنا يُثار الاستغراب في مدى تزامن الاحداث المربكة لحياة المواطنين وسلب راحتهم بأساليب متباينة
الاحداث ليس من الصعوبة درءها لو ارادت بالفعل السلطات المسؤولة توفير الحماية الأمنية المحلية لكن
التباطؤ في المخاطر يزيد من حدة الاحداث وجسامة الاثار وهنا تظهر بوضوحٍ تام في الخطر السائب من
كلاب مسعورة وجدت فجأة وانتشرت بسرعة خطرة مهددة للحياة الإنسانية ، فوجودها آني الوقت مفاجئ الانتشار متباطئ العلاج والحد وهذا مايجعل السبب في وجودها يكون عمدي وليس عفوي كون انتشارها مقابل تقويضها ضعيف الإمكانات سيما الحكومية لا الاهلية كونها تقع على عاتق الحكومة في ضرورة توفير فرقٍ جوالة ليلية وتنسيقها مع أهالي المناطق للحد من الخوف المتعلق بتلك الكلاب المدفوعة التي تم تسييبها بحرية لتستكمل خوف الإرهاب البشري المدفوع والممول ، فالتنبيه واجب والحذر دائم من سياسة جديدة لا تاتي الا بإرهاب مستحدث الهدف مستكمل الخطر متجدد الأسلوب عمّا قبله ..