مقالات

الاشاعة تقتل! 

 

اوس السعدي 

مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أهميتها في تسهيل الكثير من التواصل بين العائلة والأصدقاء وأيضا بهدف تجاري لسهولتها في إدارة الكثير من الاعمال الريادية بالإضافة الى انه ممكن استخدامها في الأمور الخيرية كجمع التبرعات الا انها تعتبر سلاح ذو حدين ومن الممكن استخدامها في هدف الضرر من خلال بث المعلومات غير الدقيقة او الاشاعة. 

الاشاعة او المعلومات غير الدقيقة ممكن ان يؤدي الى الاذية وخاصة السبب في القتل! 

بصورة عامة المعلومات غير الدقيقة تنصف الى (٣) أنواع وهي:

التضليل المتعمد (Disinformation): وهي معلومات يتم انشاؤها عمداً بهدف إلحاق الضرر بشخص او مجموعة او منظمة او دولة ما. أي ان الشخص او الجهة التي نشرت المعلومات المضللة كان يعرف انها غير صحيحة وتعمد في نشرها او مشاركتها.

التضليل غير المتعمد (Misinformation): هي معلومات خاطئة أيضا الا انها تختلف عن سابقتها بكونها غير متعمدة وناشرها لم يتعمد الحاق الضرر.

المعلومات الضارة او الخبيثة (Malinformation): هي معلومات حقيقية بالأصل ولكن يتم مشاركتها بهدف الحاق الضرر.

في العراق ينتشر النوع الأول والثالث بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك في بعض من القنوات التلفزيونية، علماً ان نشر الخبر المضلل او المزيف لا يشترط بوجود الشخص بداخل البلد، فمن الممكن نشر معلومات مضللة في داخل او خارج العراق.

ومن الاخبار المضللة فعلى سبيل المثال انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر مضلل نصه (بعد اختيار ملكة جمال العراق المرشح للقب ملك شباب العراق).

وعلى الرغم من تكذيب هذه الاشاعة من قبل الشخص نفسه على حسابه الشخصي الا ان التعليقات انهارت عليه بالسلبية

ومن هذه التعليقات هي:

الا ان الشخص وجد مقتولاً بعد عدة أسابيع من بث هذا الخبر المضلل.

وعلى الرغم من مقتل كرار نوشي، تكرر مشهد القتل ولكن في البصرة حيث تم اغتيال الناشطة رهام يعقوب بتاريخ ١٩-٨-٢٠٢٠.

علماً ان الناشطة ايضاً كانت عرضة للأخبار المضللة حيث انتشرت في عام ٢٠١٨ اخبار مضللة على انه ” اتضح ان المسؤولة عن خروج النساء للتظاهرات في البصرة تعمل في القنصلية الامريكية ويتم تحريك التظاهرات عن طريق القنصل الامريكي لذلك لم يخرج احد بتظاهرة ضد القنصلية الامريكية”.

ولكن الحقيقة ان رهام يعقوب كانت حاضرة في القنصلية الامريكية في البصرة نتيجة لدعوة بمناسبة يوم المرأة العالمي وان الصور ليست بسرية بل قامت بنشر ذلك بحسابها الشخصي.

وبعد عملية الاغتيال تم اقالة قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن بنفس اليوم. 

ولكن لم تنتهي عمليات القتل بعد نشر هذا الخبر المضلل. حيث انتشر خبر مضللاً نصه ” كذب هذا المحلل السياسي ودلس وضحك على عقول البسطاء وظهر ان كل ما قاله في الفضائيات كذب وافتراء واسياده الامريكان كانوا اصدق منه ألف مرة (هشام الهاشمي) معتقل كان في بوكا بسبب انتمائة للقاعدة إلى مسؤول ملف الحرب النفسية لامريكا يتكلم بأسم الحكومة العراقية واسم القوات الامنية”.

وبعدها بعدة أيام تم قتله بتاريخ ٦-٧-٢٠٢٠، الا ان بعد عام تقريبا من مقتل الدكتور هشام الهاشمي حيث اعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالقاء القبض على المتهم بقتل الدكتور هشام الهاشمي.

ولكن يذكر ان القضاء العراقي أجل محاكمة قاتل هشام الهاشمي بسبب تعذر جلب المتهم الى نهاية شهر تشرين الاول المقبل.

علماً ان هذا ليس التأجيل الأول في قضية هشام الهاشمي بل كان لعدة مرات. 

حيث ان الية زيادة وصول المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي تزداد بشكل طردي عند التفاعل مع المنشور، فكلما تفاعلوا عدة اشخاص مع المنشور كلما زاد وصول المنشور لاكبر عدد ممكن من الناس.

ويذكر بان كل شخص لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يجب ان يكون على حذر عند مشاهدة منشور معين، فمجرد التفاعل على منشور بمعلومات غير دقيقة ممكن ان تؤدي بحياة الاخرين للخطر. حيث ان التفكير عدة مرات مهم قبل وضع الاعجاب او التعليق او المشاركة من اجل المساهمة في انقاذ حياة الاخرين وعدم المساهمة في التفاعل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى