منوعات

النصوص واللصوص

 

جليل عامر / بيروت / لوكالة الرآي العام العراقي 

كل شخص غنى على ليلاه ، منهُم من وقف بجانبهُم وآخرون تعددت آرائهم حول الموضوع ، فتشابكت الخيوط وتعقد الوصول الى أستنتاج محايد في هذا المجال ، حالة موجودة حتى عند من تلتصق بهم صفة المثقفين والأدباء، ثمة شريحة من المجتمع يسيرون وراء نشوة وتلذذ القراءة وان كلفهم الأمر إقتناء الكتاب بطريقة غير مشروعة هذا ما دفعني لكي اتقمص شخصية لص المكتبة مررت بعدة مكتبات لأسلُب الكُتب ولكن بائت العملية بالفشل بسبب وجود كاميرات المراقبة إلى أن عصفت بي المسيرة إلى مكتبة كتابي .2021 التي تُفيض بالكتب الثرية ذات التحرر العقلي بكافة أنواعها ، لصاحبها الأستاذ اياد خبازه الذي كان منغمس بقراءة احد الكتب عند دخولي ، مما جعلني انتهز الفرصة وأقرر السطو على كتاب مستهدف فأمسك بي خبازه ضاحكًا وقال “ان لم تكن قادر على شراء الكتاب فأخُذهُ وعند الأنتهاء من قراءتهِ أرجعهُ” لم أكن أتوقع هكذا يكون رد الفعل ومن هنا أجريت الحديث مع خبازه صاحب المكتبة الشاملة لجميع انواع الكتب تحدثنا عن سراق الكتب وقال لي “من المعيب ان نسميهم سراق هؤلاء عند دخولهم للمكتبة يغرقون في بحر الثقافة فلا يجدون شيء يجعلهُم عائمين على البحر إلا الكتاب ومن الممكن ان نقول عنهُم يأخذون الكُتب بصورة غير مشروعة ، أخذ الحديث يتسع ويأخُذ مجراه وذكرت لهُ ما تحدث بهِ ،القاص والروائي العراقي شوقي كريم حسن عندما قال “نحنُ لم نكُن نمارس السرقة بمعناها المتداول، لأنَنا كُنا أمام حَرج ما كُنا نعرف كيفية الخلاص منه؛ جيل يُريد أن يكون ولا يملك درهمًا واحدًا، ما الحل؟”. 

كان طرح جريء وصريح وتعددت الآراء حوله من بين مؤيد ومُعارض ،ومن قال انه شيء مسموح لغرض الوعي والثقافة في المُجتمع وآخرون وصفو الأمر انه لا يجوز على اعتباره سلوك يزعزع الثقة المتبادلة التي تعتمد عليها المكتبات. مثل ما قال الروائي السوري جان دوست المقيم بألمانيا أن “اخذ الكتب بهذه الطريقة لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى؛ كما وصفها نوع من التعدي على حقوق الآخرين” وحول ما دار عن هذا الموضوع فما هو دور خبازه ؟ كونه صاحب مكتبة تضم العديد من الكتب فقال “لكي لا تلتصق صفة اللصوصية على المثقفين عملت جاهداً أسعى لخدمة القراء حيث أجمع الكتب المستعملة والنظيفة في الوقت نفسه ومن ثم عرِضها بأسعار زهيدة جداً ليتمكنو القراء من شراؤها وان لم يقتدر احد على الدفع فمن الممكن ان اعمل بنظام الأعارة فهذا ما أستطيع ان أقدمهُ خدمة للمثقفين ” حيث تتراوح الأسعار ما بين 2 دولار الى 4 او 5 دولار في مكتبته وطالب من أصحاب المكتبات كافة أن يعتمدو نفس النظام الذي يسير عليه خبازة لكونهم مسؤولون عن نشر الثقافة لأهم شريحة بالمجتمع فعليهِ أن لا يجعلون هذه الفئة من المجتمع تنفر من الكتاب بسبب بهظ سعرهُ ختمنا الحديث وقلت له “واذا مارجع الكتاب ” أجابني مبتسمًا “صحتين”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى