مقالات

الرياضة في زمن الكورونا

بقلم/ سعد رزاق الأعرجي

لقد استوقفني عنوان لرواية قرأتها منذ سنين للكاتب اللاتيني غارسيا ماركيز باسم (الحب في زمن الكوليرا ) ؛ فادركت وأنا أكتب هذه السطور مدى تأثير الأمراض والأوبئة في حياة الناس ؛؛ ولعلي اليوم أتناول جزء مهما من حياة الناس لنطلع على مدى تأثيرها عليهم وهو الجانب الرياضي . أن هذا المرض الذي ولد اسيويا وانتشر ؛ أصبح في غفلة من العالم أمر واقع وأن لم يؤخذ في بدايته على محمل الجد لكنه في ليلة وضحاها أصبح حالة عامة يهتم به الامريكي ويخشاه الأوربي ويحتاطه العربي بالصلاة والدعاء . ولأن العالم أصبح قرية صغيرة فقد انتشر هذا الوباء كالنار في الهشيم إذ أصبح بإمكان الآسيوي ان يتناول فطوره في (برج خليفة ) وأن يتغدى في مطاعم (فينيسيا) وأن يقيم حفلة العشاء على شواطىء (كاليفورنيا) لذلك خرج عن السيطرة وتفشى دون أن يوقفه أحد ؛؛ ولم تكن الرياضة بكل عناوينها بمنأى عن هذا التاج المرعب (corona ) فقد عزز الحضور الكبير للجمهور في كل الالعاب ولاسيما مباريات كرة القدم تفاقم الأوضاع وانتشار الوباء بسرعة حتى أدركت الحكومات خطورة هذا الامر اذا ما تفشى خاصة وأنه لا علاج يستطيع إيقافه فضربت الرياضة في مقتل ودب الشلل في مفاصلها وصدمت الناس من هول المفاجئة وهم يرون الأخ والصديق والحبيب يسقط امامهم دون رجعة وقد جف العلم وتوقفت العقول وهم سكارى وما هم بسكارى , من كان يظن في يوم من الأيام ان يتوقف الدوري الإنكليزي او ينتهي الجنون الايطالي او يرخى الليل سدوله على (الليغا) الاسبانية ودوري محترفي السلة الأمريكي وأن تتوقف متعة بطولة (ويمبلدون) للتنس وغيرها . كل هذه البطولات لم تتوقف منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها عام 1945 لأن هذه البطولات لايكتفي اصحابها تقديم المتعة والشهرة بل للمضاربات في أسواق البورصة العالمية ؛؛ لكن كل هذا وذاك توقف عندما شعرت الحكومات بصعوبة الموقف والذي قد يطيح بعروشهم اولا وكذلك الحرج من توقف عجلة الانتاج ؛ كل هذه الامور دعت المسؤولين وعلى مضض ايقاف كل النشاطات بعدما ادركت الدول ان صحة الإنسان اهم من المال ولولا الإنسان لما وجد المال ؛؛ وبدأت الأخبار السيئة تتوالى فقد سقط مدرب نادي الأرسنال العريق (ارتيتا) وعلى أثر ذلك أعلن الحجر على كافة لاعبي النادي وجاءت الأنباء المفجعة من ايطاليا عندما تأكدت اصابة مدافع نادي يوفنتوس (دانيلي) فتم حجر جميع لاعبي النادي اجباريا 14 يوما ؛ فايقنت الحكومة الإيطالية وأقرت للواقع ؛ ولم تكن الاندية الاسبانية بعيدة عن هذه الاجراءات حيث منحت الاندية إجازة للاعبيها 14 يوما كإجراء احترازي . ولم تخلو الساحات العربية الخضراء من شر هذا الوباء فاصابت الكثير ولم يخلوا كذلك العراق من الفجيعة فقد غيب هذا الوباء بل خطف منا وفي وضح النهار ونحن لاحول ولاقوة لنا ؛ نجوم طالما تلالات في سماء العراق أمثال ( أحمد راضي و علي هادي وآخرون)الرحمة والخلود لهم جميعا . .لقد أصبح الإنسان هذا الكائن النشط والذي بعقله سبر أغوار الفضاء وبفكره أصبح البعيد قريب وأصبح العالم ودوله قرية صغيرة هذا الإنسان الذي يتفاخر بحريته ؛؛ اليوم أصبح حبيس البيت وبارادته يرتعد فرقا من ان ينال منه هذا الشي الذي لا يرى بالعين المجردة فسبحان الله الذي جعل المسبب حرا طليقا لايخشى شيء وكانه ينظر بازدراء لكل البشر ويتحداهم ؛ فما زال الخفاش حرا طليقا ينتقل حيث يشاء ولا زالت الافعى تسير بكل ثقة منتشية ؛سبحان ألله الذي قدر ماشاء فعل …

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى