العراق/ كتب/ طلال العامري
أسدل ستار الجولة الخامسة للدوري العراقي الكروي الممتاز والذي شهد مسرح الترتيب فيها عمليات كثيرة لتبادل المواقع والأدوار خصوصاً المفاجأة التي تكررت ومنها تخلي كتيبة (الصقور) المتصدّر السابق القوّة الجوية (صاحب ٦ ألقاب دوري) عن التحليق منفردين بالقمة (أولاً) نتيجة الإصابة بـ(سهمٍ) هدفٍ (بغدادي) وحيد جاء من ركلة جزاء كعقوبةٍ عن خطئٍ لا يغتفر ارتكبه الحارس البديل الذي زج به أساسياً في هذه المباراة، بتعمّده ضرب مهاجم الفريق المنافس (أمانة بغداد) الذي أجبرهم على التراجع إلى المركز الثاني ونيل حارسهم محمد صالح البطاقة الحمراء المستحقة.. وهذه هي الخسارة الأولى التي يتلقاها رجال البيت الأزرق في المسابقة بعد التفريط بثلثي نقاط مباراتهم التي جمعتهم في (كلاسيكو العراق) مع النوارس البيضاء (الزوراء) الذي استغل مهاجمه مهنّد عبدالرحيم خطأً آخر لا يغتفر بالرمق الأخير من اللقاء، ارتكبه الحارس الأساس فهد طالب ليزرع بطاقة التعديل برأسه ومن مسافة بعيدة، ليقنع بنقطة التعادل التي جعلت انصاره يصابون بخيبة أمل كبيرة، لأن الفوز على الأبيض لا تعادله أي نتيجة أو فرحة فيما لو (تحقق) ولم يتحقق وكذا الحال للنوارس (١٤ لقب دوري).. رقم قياسي..! وليتجمّد رصيد الصقور عند عشر نقاط جمعها من ثلاث حالات فوز وتعادل واحد وخسارة.. وبالمقابل نال حارس (الأمانة) الدولي السابق سرهنك محسن العلامة الكاملة في اللقاء وليكون بحق أفضل حرّاس الجولة الخامسة للمستوى الذي ظهر به وانقاذه فريقه من أهداف محققة لو سجّلت لكانت نتيجة قاسية ولكن تحمل سرهنك المسؤولية ألـ(أمانة) بكل أجزاء جسمه بـ(أمانة) لم تؤثّر عليها اصابته في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الـ(ضائع) ناقلاً فريقه إلى المركز الرابع عشر بالنقاط الست التي جاءت من فوزين وثلاث هزائم..!!
وفي الجانب الآخر قفز المتربّص الوصيف فريق نفط الوسط إلى أعلى سلّم الترتيب بعد الفوز على أربيل (٤ ألقاب دوري) بهدفٍ واحدٍ أيضاَ ورصيد نقاط ارتفع لـ(١٢) نقطة وتحقيقه الفوز الرابع مقابل خسارة وحيدة تعرّض لها.. ولتضيء النار الأزلية الصدارة التي سبق وبايعته في العام (٢٠١٦) حين حصد اللقب على حساب القوة الجوية أيضاً في مباراة الختام التي احتضنها (ستاد) الشعب الدولي وانتهت (نفطية) بركلات الترجيح من علامة الجزاء.. ومن يدري ما يمكن أن يفعله (نفط الوسط) في قابل المباريات وهو من سبق له وتذوّق (شهد) الزعامة مرّةً..؟! فيما تراجع ابن الشمال الأصفر الأربيلي إلى المركز السادس حين تنازل عن المركز الرابع راضياً بـ(ثمان) نقاط جمعها من فوزين وتعادلين وخسارة واحدة هي الأولى والكل يتساءل ماذا حلّ بنادي أربيل الذي سبق وفرض نفسه كواحد من أبرز فرق المحافظات التي عانقت درع الدوري وآخرها (٢٠١٢)..!
زعيم المسابقة بدون (منازع) الزوراء حقق طفرة نوعية أسعدت جماهيره العريضة، حين اختزل الدرجات ليقفز إلى المثلّث الذهبي بالانتصار الذي تحقق لسربه على حساب الحدود بهدفين مقابل هدف جامعاً تسع نقاط من فوزين وثلاث حالات تعادل وما يشفع للبيت الأبيض هو عدم تعرّضهم للخسارة، فيما وقف الحدود عند المركز السادس عشر برصيد اربع نقاط جمعها من أربع تعادلات وكانت خسارته من النوارس هي الأولى في الموسم ايضاً..!
النفط (المركزي) هو الآخر ارتقى بالترتيب ليقف خلف الزوراء إثر نيله كامل نقاط اللقاء الذي جمعه مع فريق نادي القاسم حين تفوّق عليه بهدفين نظيفين وبقي القاسم بالمركز قبل الأخير بنقطتين من تعادلين وثلاث خسارات تلقاها وكل من شاهد هذا الفريق الفتي يشيد بعروضه الجميلة التي يقدّمها والتي لم تشفع او تكفل له مع قليل من الحظ الانتقال من أسفل الترتيب إلى منتصفه على أقل تقدير..
أما الأنيق (الطلبة ٥ ألقاب دوري) فجلس في الرحلة الخامسة برصيد (٨) نقاط حيث قنع بالنقطة الوحيدة التي حصدها من تعادله الايجابي بهدف لهدف من أمير التعادلات المتوّج ملكاً لها حتى ختام الجولة ومن دون منازع القادم من أقصى الشمال (زاخو) الذي حافظ على سجّله نظيفاً من الخسارة بالنقاط الخمس التي تقاطرت بفعل التعادل في جميع اللقاءات الخمس التي لعبها خارج وداخل الديار..!!
في المقعد السابع وبثمان نقاط جمعها بفوزين وتعادلين وخسارة (مؤلمة) وحيدة حلّ الشرطة الذي وجد نفسه مقيّداً بظروف عديدة من قبل الفريق المحلي الذي استضافه وأكرمه بهدفين نظيفين عبر مفاجأة من العيار الثقيل نظراً لمكانة كل فريق في المسابقة، خاصة وأن الأحمر الديواني بات مثقل بالأضواء التي أرهقت كل كوادره العاملة، نتيجة التصريحات الاستفزازية الصحيحة أو التي (تنسب) لرئيس النادي (حسين العنكوشي) والذي تعرّض قبل هذا اللقاء لعقوبة انضباطية نتج عنها الغرامة بـ(١٠) ملايين دينار عراقي..!! كما أن هذا الفوز هو الأول للمدرب الجديد قصي منير بعد خسارة تلقاها الأحمر تحت قيادته وكانت من أربيل.. ويذكر أن الديوانية ولغاية الدور الثالث تعاقب على تدريبه ثلاثة مدربين آخرهم قصي منير، فهل يستمر ام لا..؟ الجواب عند العنكوشي وحده وفي الجهة الأخرى برر عشاق القيثارة الخسارة نتيجة عدم صلاحية ملعب المباراة التي أجبرت الإدارة للتفكير الجدي بإعادة (دوزنة) الأوتار خشية من أي نغمات نشاز مستقبلية وتحديداً في المحافظات لأن كل الأنظار تتجه صوب الأخضر بسبب الكم الكبير من النجوم الذين يجتمعون في الفريق الطامح لحمل اللقب ومقارعة كبار المنافسين واللحاق بهم مستغلاً الفارق البسيط الذي يخشى ان يتوسّع رويداً.. رويداً (القيثارة ٦ ألقاب دوري)..!!.. وصعد الديوانية المرتبة العاشرة بفارق الأهداف فوق أو تحت عن من يتشاركون معه رصيد النقاط السبع التي جمعها من فوزين وخسارتين وتعادل..
ثامن الترتيب الكرخ (٣ ألقاب دوري تحت مسمّى الرشيد) المعتمد سياسة التصنيع والتسويق باحتضان العناصر الشابة وهي الطريقة التي وجدتها إدارته بكونها الأنسب للتعامل مع الواقع المالي واستثمار ناتجهم سنوياً بعد عمليات الصقل التي يقوم بها القدير عبدالكريم سلمان الذي غاب عن (الأصفر الكناري) بسبب إصابته بكوفيد ١٩ (كورونا) ونسأل الله له الشفاء والعودة لفريقه الذي تلقّى الخسارة من السماوة بهدف دون رد وأثبت الفريق السماوي وهو احد أفقر فرق المحافظات (أيضاً) بنقاطه السبع أن العطاء لا يمكن له أن يكون أسيراً للمال رغم أهميته.. واعتاد هذا الفريق على القول الشائع ( على قد لحافك مد رجليك) لأنه لا يبحث وادارته سوى على البقاء في المسابقة الأهم..!
وقنع نفط ميسان بمركزه التاسع بعد التعادل سلبياَ مع النجف الذي حل بالمركز الحادي عشر.. وتعادل صاحبا المركز (١٢) الكهرباء والعشرين الصناعات الكهربائية (١_١) فيما حقق (سفانة) الجنوب الميناء فوزه الأول بتغلبه على جاره (نفط البصرة) بهدفين لهدف وليحتلا الترتيب توالياً (١٧ و١٨) والكل يسأل ماذا حصل أو يحصل لأول نادٍ استطاع كسر سيطرة فرق العاصمة على الدرع وحمله في نهاية سبعينيات القرن الماضي للمرة الوحيدة التي يتوق أهل البصرة عشاق الأزرق تكرارها مجدداً..
والجدول المرفق يشرح الكثير وبالأرقام.. وهو من تصميم المهندس حسام المعمار..
تبصير للأهمية: في الجدول المرفق توجد حقول َمستحدثة تحت حرف (ف) ويعني فارق الأهداف الصافي.. و(سجل) عدد المباريات التي استطاع التسجيل فيها.. (نظيفة) عدد المباريات التي لم يسجل عليه فيها.. حيث بقي الكهرباء الفريق الوحيد الذي استقبل الأهداف في جميع لقاءاته الخمسة..!